اليونسكو وشركاؤها يحثّون الحكومات، في اليوم العالمي للمعلمين، على إعطاء الأولوية إلى المعلّمين في إنعاش التعليم
وهذه هي الرسالة الرئيسية لليوم العالمي للمعلمين الذي يُحتفل به في 5 تشرين الأول/أكتوبر، ويحمل احتفال هذا العام عنوان "المعلم عماد إنعاش التعليم". ويدعو الاحتفال العالمي بهذا اليوم الحكومات والمجتمع الدولي إلى التركيز على المعلمين والتحديات التي تواجهها مهنتهم، وإلى مشاركة الحلول السياسية الناجعة والواعدة.
لقد بيَّنت الاضطرابات التي طرأت على التعليم نتيجة تفشي جائحة "كوفيد-19" الدور الأساسي للمعلمين في تأمين استمرارية التعلُّم؛ فقد كانوا محور الاستجابة التعليمية، حيث أبدعوا في الاستفادة من التكنولوجيا، وقدموا الدعم الاجتماعي والعاطفي إلى طلابهم، وتواصلوا مع الطلاب الأكثر عرضة للتخلف عن الركب مزودين إياهم بحزم مدرسية يصطحبونها معهم إلى المنزل.
ولكن بيَّنت الأزمة أيضاً الصعوبات الرئيسية التي تواجهها مهنة التعليم، بما فيها قلة فرص التطور المهني في مجالي التعليم عبر الإنترنت والتعلُّم عن بعد، وزيادة أعباء العمل المقترن بدوام الفوجين واختلاط الأساليب التعليمية والمشاكل المتعلقة بالسلامة المهنية.
حتى تاريخ 27 أيلول/سبتمبر، هناك مدارس فتحت أبوابها بالكامل في 124 بلداً، وجزئياً في 44 بلداً، بينما لا تزال مغلقة في 16 بلداً؛ وتسلط هذه الأرقام الضوء على الحاجة إلى الاهتمام بصحة المعلمين وسلامتهم مع إعادة افتتاح المدارس، والاهتمام بتطورهم المهني المستمر حتى يتمكنوا من دمج التكنولوجيات التعليمية واستخدامها.
وتبين الأبحاث التي أجرتها اليونسكو أنَّ 71% من البلدان أعطت الأولوية لتلقيح المعلمين، بينما قام 19 بلداً فقط بشملهم في الجولة الأولى من التلقيح، بينما لم يعطهم 59 بلداً الأولوية في خططه للتلقيح.
وهناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لدعم المعلمين في عملية التحول إلى التعليم عن بعد والتعليم الهجين بين الحضوري وعن بعد. وتفيد الدراسة الاستقصائية المشتركة لليونسكو واليونيسف والبنك الدولي ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي لعام 2021 التي صدرت في شهر تموز/يوليو، بما يلي:
40% من البلدان درَّبت ثلاثة أرباع المعلمين على الأقل على أساليب التعليم عن بعد والاستخدام الناجع للتكنولوجيات، خلال عام 2020.
قامت ستة بلدان من أصل كل عشرة بتنمية قدرات المعلمين في مجال تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والعاطفي.
قدم أكثر من نصف البلدان بقليل (58%) إلى المعلمين محتوى للتعليم عن بعد، بينما قدم 42% من البلدان إلى المعلمين أدوات لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وزودتهم بإمكانية الاتصال عبر الإنترنت.
وحتى يكون المعلمون عماد عملية إنعاش التعليم، ينبغي زيادة أعدادهم، حيث تفيد الدراسة الاستقصائية المذكورة أعلاه، أنَّ 31% من أصل 103 بلدان قامت بتوظيف معلمين إضافيين من أجل إعادة افتتاح المدارس، غير أنَّ الفجوة العالمية لا تزال كبيرة؛ إذ لا يزال العالم بحاجة إلى 69 مليون معلم إضافي بغية ضمان تعميم التعليم الابتدائي والثانوي بحلول عام 2030 (الغاية 4.1 من أهداف التنمية المستدامة)؛ ومن المتوقع أن تحتاج أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى توظيف 15 مليون معلم للمرحلتين الابتدائية والثانوية بحلول عام 2030.
واحتفالاً باليوم العالمي للمعلمين لعام 2021، سيقوم المنظمون إلى جانب الشركاء، ومنهم البنك الدولي ومؤسسة حمدان، وفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين في إطار التعليم حتى عام 2030، ومنظمات المجتمع المدني وأعضاء التحالف العالمي للتعليم، بتنظيم فعاليات عالمية وإقليمية وحملات توعية بمشاركة شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلُّم. وستتضمن سلسلة الفعاليات التي تمتد على خمسة أيام، حلقات نقاش وحلقات دراسية شبكية ودورات تدريبية عبر الإنترنت، بغية النظر في السياسات الفعالة والممارسات القائمة على الأدلة والمبتكرة اللازمة لتقديم الدعم الذي يحتاج إليه المعلمون من أجل إنجاح عملية الإنعاش وبناء القدرة على الصمود، وإعادة التفكير في التعليم لما بعد مرحلة الجائحة، وإحراز تقدم في الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة.
المصدر: اليونسكو