متفرّقات
07 أيلول 2021, 08:55

اليونسكو تمنح جوائز دولية لمحو الأمية لمشاريع مبتكرة تدعم محو الأمية في أثناء "كوفيد-19"

تيلي لوميار/ نورسات
إختارت اليونسكو ستة برامج بارزة لمحو الأمية من كوت ديفوار ومصر وغواتيمالا والهند والمكسيك وجنوب أفريقيا، لتفوز بجوائزها الدولية لمحو الأمية، التي ستُمنح بمناسبة اليوم الدولي لمحو الأمية (8 أيلول/سبتمبر).

ولا يزال هناك في العالم على الأقل 773 مليون شاب وكبير لا يمكنهم القراءة والكتابة، و250 مليون طفل لا يمكنهم اكتساب المهارات الأساسية للقراءة والكتابة. ويفوق عدد النساء اللواتي لا يُجدن القراءة والكتابة على عدد الرجال، كما أنَّ النساء يُتركن خلف الركب بصورة متزايدة في البيئة الرقمية. ومن المتوقع أن يزداد هذا الوضع سوءاً، حيث تسبب تعطُّل التعليم بسبب جائحة "كوفيد-19" بخسائر في التعلُّم. ومن الممكن أن يتسرَّب من المدرسة 23.8 ملايين طفل وشاب إضافيين من شتى أنحاء العالم، أو ألا يتمكنوا من الالتحاق بالمدرسة في عام 2021، وذلك نتيجة التأثير الاقتصادي للجائحة بمفرده.

وستُقدَّم هذه الجوائز خلال مؤتمر دولي افتراضي ستستضيفه اليونسكو في 8 و9 أيلول/سبتمبر تحت عنوان: "محو الأمية من أجل الإنعاش المتمحور حول الإنسان: تضييق الفجوة الرقمية ".

وستجمع هذه الفعالية الرقمية ممثلين عن الحكومات وشركاء للتنمية وخبراء ومربين، من أجل استكشاف كيف يمكن لمحو الأمية المساهمة في بناء أساس وطيد لتعافٍ محوره الإنسان، وذلك مع التركيز بصفة خاصة على الترابط بين محو الأمية والمهارات الرقمية التي لا يزال أكثر من نصف سكان العالم يفتقرون إليها.

وستقام جلسة خاصة في 9 أيلول/سبتمبر (من الساعة 1:30 حتى الساعة 2:45 من بعد الظهر بتوقيت وسط أوروبا) تركِّز على التعلُّم عن بعد والتعلُّم الرقمي الشامل للجميع، تضمُّ الفائزين بالجائزة.

ستمنح جائزة اليونسكو - الملك سيجونغ لمحو الأمية ثلاث جوائز عن الأعمال التي تساهم في تنمية مهارات الإلمام بالقراءة والكتابة باللغة الأم، الممولة من حكومة جمهورية كوريا، لكل من:

"بث قصص ثنائية اللغة: تعزيز البرامج التفاعلية لمحو الأمية في المناطق الريفية في غواتيمالا" لمنظمة آفاق دون حدود لشعب الإيشيل، غواتيمالا. ومنظمة آفاق دون حدود لشعب الإيشيل هي منظمة غير حكومية تعمل منذ عام 2004 على التصدي للتفاوت بين الجنسين وعلى تحسين نواتج التعليم في تشاخول بغواتيمالا. ويتمثل هدف هذا البرنامج في تعزيز محو الأمية عن طريق التعلُّم عن بعد لشباب الإيشيل من شعب المايا المعرضين للتسرب من المدرسة بسبب تفشي جائحة "كوفيد-19". وتعمل المنظمة على إعداد برامج بثٍّ تقدِّم برامج شاملة للجميع للدراية الرقمية موجَّهة للشباب والأطفال الإيشيل من شعب المايا. ويستخدم البرنامج تكنولوجيا متاحة للجميع مثل الإذاعة والتلفزيون ويعير الكتب ويوفِّر الدعم الأكاديمي من خلال المكتبة المحلية.

"إفساح المجال أمام تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام مواد تعليمية شاملة للجميع ومعززة بالتكنولوجيا، مع التركيز بوجه خاص على المحتوى المستند إلى لغة الإشارة الهندية"، للمعهد الوطني للتعليم المفتوح في الهند. والمعهد الوطني للتعليم المفتوح هو منظمة مستقلة تعمل في إطار وزارة التعليم الهندية، وتقدم التعليم الجيد للجميع من خلال التعلُّم المفتوح والتعلُّم عن بعد، وهو أحد أكبر برامج التعليم المفتوح في العالم، حيث سجَّل فيه على مر السنين ملايين الدارسين. وقد ركَّز المعهد منذ إنشائه في عام 2016، على الاحتياجات التعليمية للأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم من الأقليات؛ وهو يقدِّم بيئة شاملة للجميع تتيح للدارسين حرية اختيار المواضيع التي يرغبون في دراستها، وبذلك يتمكَّن الدارسون من النهوض بمهاراتهم الأكاديمية، كما يمكنهم أيضاً اكتساب مهارات مهنية من خلال اتِّباع دورات تتفاوت مدَّتها. ويستخدم المعهد أدوات رقمية ولغات محلية لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة وتقديم محتوى يستند إلى لغة الإشارة الهندية إلى الدارسين.  

مشروع "تسخير التكنولوجيات الرقمية لترويج أدب الأطفال بلغات الشعوب الأصلية في جنوب أفريقيا" التابع لمؤسسة "بوكو" لأدب الأطفال في جنوب أفريقيا. إنّ مؤسسة "بوكو" منظّمة غير حكومية أُنشئت في عام 2009 بغية ترويج القراءة والنهوض بثقافة الكتاب سعياً منها إلى مساعدة الأطفال كافة، وفي مقدّمتهم سكّان المناطق الأشدّ حرماناً من الناحية الاقتصادية، وتمكينهم من الحصول على الكتب المطبوعة بشتّى اللغات المنطوقة في جنوب أفريقيا. وفي هذا السياق، يضطلع البرنامج بتنظيم وإقامة حلقات عمل وأنشطة إعلامية اجتماعية مسعاها تدريب رواة القصص والكُتّاب والمعلّمين وأمناء المكتبات وممارسي المهن اللغوية والناشطين في مجال تعزيز الثقافة والإلمام بمهارات القراءة والكتابة والأكاديميين في كنف المجتمعات المحلية الناطقة باللغات الأصلية، وتمكينهم من تعليم الأطفال. وكانت مؤسسة "بوكو" من الجهات السبّاقة في غمرة جائحة كوفيد19_، إذ نظّمت أول سلسلة ندوات عبر الإنترنت بلغات السكان الأصليين داخل المجتمعات اللغوية وفيما بينها، واستخدمت لذلك الإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي. ويتمثل الهدف من هذه السلسلة في تعزيز إعداد فهارس الكتب بجميع لغات السكان الأصليين في جنوب أفريقيا.

وسوف يحصل كل واحد من الفائزين الثلاثة بجائزة اليونسكو - الملك سيجونغ لمحو الأمية على ميدالية وشهادة وجائزة مالية بقيمة 20 ألف دولار أمريكي.

يتمثل الهدف من جائزة اليونسكو-كونفوشيوس لمحو الأمية في تكريم الأعمال والمشاريع التي تساهم مساهمةً استثنائية في محو الأمية الوظيفية وتسخير البيئات التكنولوجية ودعم البالغين في المناطق الريفية والشباب غير الملتحقين بالمدرسة، وتحظى بدعم من حكومة جمهورية الصين الشعبية. وسوف تُقدّم جوائزها الثلاث إلى المشاريع التالية:

مشروع "البناء والارتقاء" التابع لمؤسسة "البناء والارتقاء" في المكسيك. أنشئت هذه المؤسسة في عام 2006 كمنظمة غير ربحية هدفها تزويد الأشخاص ذوي المستوى المتدني أو المنعدم للإلمام بمهارات القراءة والكتابة بفرصة ثانية للحصول على تعليم جيّد وشامل ومعترف به رسمياً، ويستهدف المشروع في المقام الأول عمال البناء ومجتمعاتهم المحليّة. وتتمثل مهمة المنظمة في تعزيز محو الأمية، بما في ذلك محو الأمية الوظيفية، ودعم تعليم الكبار. ويولي برنامج "البناء والارتقاء" التركيز لإتاحة تعليم مهارات القراءة والكتابة على نحو رقمي وشامل في مواقع البناء وفي الفصول الدراسية المتنقلة والافتراضية، الأمر الذي يضع بيئة التعلّم في متناول المتعلّمين. وإنّ البرنامج وإذ يصبو إلى تحقيق التطور على الصعيد الأكاديمي والشخصي، وتقديم التدريب، فإنّه يذلّل العقبات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي تعترض طريق التعليم، ويوفر المهارات الرقمية البالغة الأهمية.

برنامج "تنظيم فصول محو الأمية عبر الإنترنت للمناطق الريفية في مصر" التابع لجامعة عين شمس. تأسست جامعة عين شمس في عام 1950، وهي بذلك ثالث أقدم جامعة مصرية. ويُعنى قطاع شؤون خدمة المجتمع والبيئة فيها بتقديم خدمات التنمية المجتمعية للقرى والمجتمعات القابعة بين براثن الفقر والتهميش والعوز. ويضطلع المشروع بالتدريب على مهارات القراءة والكتابة من خلال تسخير التكنولوجيا الرقمية لتمكين المتعلمين في المناطق الريفية في مصر، وهو جزء من المشروع القومي لمحو الأمية، ويقدم خدمات تعليمية واقتصادية واجتماعية قائمة على تدابير تحفيزية وبرامج تدريبية لتشجيع طلاب الجامعات على الانضمام إلى المشروع كمعلّمين لمهارات القراءة والكتابة. وتعاظم تركيز برامج محو الأمية في غمرة جائحة كوفيد19_ على التكنولوجيا والتعلّم عن بعد، وذلك من خلال استخدام المواد المطبوعة والتلفزيون والرسائل النصية والمنصات الإلكترونية مثل يوتيوب.

برنامج "محو الأمية الوظيفية للبائعين في أبيدجان باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" التابع لجمعية معلمي القراءة والكتابة الذين يستخدمون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في كوت ديفوار. تأسست هذه المنظمة غير الحكومية في عام 2017، وتختصّ بتسخير التكنولوجيا الرقمية لبناء قدرات الباعة النساء في كوت ديفوار في مجال محو الأمية الوظيفية. ويتمثل الهدف من البرنامج في تمكين المستفيدين الذين تمثل النساء نسبة 95% منهم، ومساعدتهم في تحسين مهاراتهم في القراءة والكتابة والحساب كي يتسنى لهم إدارة أنشطتهم المُدرّة للدخل على نحو أفضل. وأُعدّت عمليّة التعلم على نحو يراعي الاحتياجات الفردية على صعيد المحتوى والمواعيد، وذلك باستخدام التعلم الهجين.

 

المصدر: اليونسكو