الفاتيكان
26 آب 2025, 13:20

اليوم العالميّ للسّلام ٢٠٢٦: "السّلام معكم جميعًا"

تيلي لوميار/ نورسات
أعلنت دائرة خدمة التّنمية البشريّة المتكاملة اليوم عن الموضوع العالميّ للسّلام 2026 الّذي اختاره البابا لاون الرّابع عشر: "السّلام معكم جميعًا: نحو سلامٍ مجرَّد من السّلاح ويُجرِّد من السّلاح"، ليؤكّد عزمه بذلك على تحقيق السّلام منذ اللّحظة الأولى من حبريّته.

وجاء في بيان للدّائرة المذكورة المرافق للموضوع أنّ الحبر الأعظم "يدعو البشريّة إلى رفض منطق العنف والحرب، لاعتناق سلام حقيقيّ مؤسس على المحبّة والعدالة". سلامٌ ليس مجرّد غياب النّزاعات، بل خيارٌ بالتّجرّد من السّلاح، "أيّ غير قائم على الخوف". عندها يصبح صمت المدافع "مجرِّدًا من السّلاح"، لأنّه "قادر على إذابة النّزاعات، وفتح القلوب، وخلق الثّقة والتّعاطف والرّجاء". لكن لا يكفي أن نطلب هذا السّلام، كما يحذّر النّصّ: "بل يجب أن نجسّده في أسلوب حياة يرفض جميع أشكال العنف، المرئيّة منها والبنيوية". "السّلام معكم": من تحيّة المسيح القائم من بين الأموات إلى تحيّة خليفة بطرس، الدّعوة شاملة، وموجّهة إلى "المؤمنين وغير المؤمنين، إلى المسؤولين السّياسيّين والمواطنين"، مع الرّغبة الملحّة في "بناء ملكوت الله وإقامة مستقبل إنسانيّ وسلميّ معًا".

في كلمات البابا لاوُن الرّابع عشر، لم يكن موضوع السّلام يومًا منفصلًا عن الواقع الحاضر بجراحه الّتي لا تزال مفتوحة. فقد ذكّر مؤخّرًا، مخاطبًا المشاركين في الأسبوع المسكونيّ بستوكهولم في الذّكرى المئويّة للّقاء المسكونيّ لعام ١٩٢٥: "إنّ عالمنا يحمل ندوبًا عميقة من الصّراعات، وعدم المساواة، والتّدهور البيئيّ، وإحساس متزايد بالانفصال الرّوحيّ". وأشار في خطابه إلى الحركات والجمعيّات الّتي أنشأت "حلبة السّلام" في فيرونا، إلى أنّ المصالحة تولد "من الواقع"، من الأراضي والجماعات، وتنمو في المؤسّسات المحلّيّة. لا بإنكار "الاختلافات" و"التّوتّرات"، بل بالاعتراف بها وتحمّلها وعبورها.

ومع ذلك، حيث يبدو غالبًا أنّ الألم يسود، تولد المسؤوليّة الأسمى: بناء غدٍ من المصالحة. مفارقة في الحاضر، تتطلّب هزّات قادرة على كسر جمود الوضع القائم. فإذا كان اللّاتينيّون يقولون: " Si vis pacem, para bellum " أيّ إن أردت السّلام فاستعد للحرب، فقد أعاد البابا لاوُن الرّابع عشر الطّرح بقوّة: "إن أردت السّلام، فأعِدّ مؤسّساتٍ سلام". ليس فقط من العلاء، بل "من الأسفل، في حوار مع الجميع". أمّا الشّرط العالمي لبناء هذا السّلام فيبقى واحدًا: "بدون الغفران لن يكون هناك سلام أبدًا!"— كما قال للمؤمنين النّاطقين باللّغة البرتغاليّة في المقابلة العامّة في ٢٠ آب أغسطس الماضي.

وبفعلٍ قويّ كهذا، يصبح السّلام "نور العالم": يبحث عنه "الجميع"، ولاسيّما الشّباب المدعوّون إلى السّكن في المستقبل. "ما أحوج العالم إلى مرسلين للإنجيل يكونون شهودًا للعدالة والسّلام!" — قال في عشيّة الصّلاة المخصّصة لهم خلال اليوبيل في تور فيرغاتا. ولهم أيضًا أشار إلى طريق بسيطة غالبًا ما تُنسى: "يمكن للصّداقة أن تغيّر العالم حقًّا. الصّداقة هي درب نحو السّلام". وللأجيال الجديدة، المجتمعة في ساحة القدّيس بطرس من أجل قدّاس أحداث السّنة المقدّسة، أوكل البابا صرخة تصدع السّماء وتبقى ذكرى: "نريد السّلام في العالم!"."