لبنان
01 أيلول 2019, 13:15

اليازجيّ: الرّبّ أتانا ليكون مخلّصًا وسلامًا ويعطينا الطّمأنينة والحرّيّة والخلاص

لمناسبة رأس السّنة الكنسيّة، ترأّس بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر يازجيّ القدّاس الإلهيّ في دير مار الياس شويّا – المتن، عاونه فيه رئيس الدّير الأسقف قسطنطين كيال، مطران الإمارات غريغوريوس خوري عبدالله وعدد من الكهنة، بحضور فعاليّات رسميّة سياسيّة ودبلوماسيّة ونقابيّة وحشد من المؤمنين.

وبحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام"، وجّه اليازجيّ عظة جاء فيها: "نعيّد اليوم رأس السّنة الكنسيّة ولذلك نرفع الصّلاة معًا ونتطلّع إلى السّماء لكي تكون الأيّام المقبلة علينا أيّام خير وسلام وطمأنينة وتحلّ علينا بركة الرّبّ ولذلك رتّل آباؤنا القدّيسون دومًا في الأوّل من أيلول ورفعوا الصّلاة والابتهال إلى الرّبّ الإله ليرحمنا ويقوّينا وفي هذا اليوم نستمطر رحمات الرّبّ علينا وعلى العالم أجمع ونطلب منه أن يفتح قلوبنا لنستقبل سلامه لنعيش بطمأنينة وبركة وخير.
الإنجيل الّذي سمعناه اليوم مخصّص كي يتلا في رأس السّنة الكنسيّة ويذكّرنا برسالتنا كي نبشّر المساكين ونعطي البصر للعميان ونشفي المرضى ونكون إلى جانب المقهورين، هذه هي رسالتنا نتذكّرها في هذا اليوم، رسالة إيماننا المسيحيّ، رسالة الكنيسة، رسالة كلّ واحد منّا أن نتذكّر القول أنّ الرّبّ أتانا ليكون مخلّصًا وسلامًا ويعطينا الطّمأنينة والحرّيّة والخلاصّ ليكون إلى جانب كلّ المعذّبين والمحتاجين وإلى جانب الأغنياء والفقراء وإلى جانب من هم في السّلطة وإلى جانب الشّعب البسيط العاديّ وإلى جانب كلّ إنسان لأنّنا كلّنا محتاجون إلى رحمة الرّبّ. كما أتى ليحرّر المأسورين ويعطي العميان البصر والمقصود هو الأسر الجسديّ للمساكين والبصر للعميان، ولكن هناك معنى روحيًّا، فهل المأسورون هم فقط من هم في السّجون أم أنّ هناك كثيرين أحرارًا طليقين ونراهم مأسورين، أحيانًا يكون الإنسان مأسورًا بقراره وبحريّته وبكرامته وبأهوائه المسيطرة عليه، وكذلك بغضبه وكلّ ما يسيطر عليه ويصبح هذا الإنسان وإن كان بالإسم حرًّا طليقًا ولكنّه يحتاج إلى الحرّيّة فأتى الرّبّ يسوع ليكون الإنسان سيّدًا برأيه وقراره وحكمته وليس فقط الأسر الجسديّ، وأيضًا ليعطي البصر للعميان، كم من النّاس يرون بعيونهم ولكنّنا نحتاج كلّنا إلى البصر الحقيقيّ، إلى البصيرة.
نذكر هذا المقطع من الإنجيل في بدء السّنة الكنسيّة لنذكر بالحرّيّة لأنّه أتانا لينادي للمأسورين بالتّخلية وللعميان بالبصر حتّى يتذكّر كلّ منّا وكلّ المسؤولين والسّياسيّين والرّوحيّين ومن هم في السّلطة والشّعب اللّبنانيّ أنّه علينا أن نكون أسيادًا وأحرارًا وأن تكون لنا البصيرة الحسنة والرّؤية الحسنة وآنذاك يبنى لبنان ويبنى المجتمع والأوطان فمن دون هذه الحرّيّة وهذه البصيرة لا خلاص لنا."
وفي الختام، طلب من الرّبّ "أن يعطينا جميعًا مسؤولين وشعبًا في لبنان أن نتذكّر أنّ ربّنا أتانا ليجعلنا أسيادًا أحرارًا لا مأسورين بأي شكل من أشكال الأسر، وأن تكون لنا البصيرة الصّالحة عندئذ يعمر لبنان وتعمر عائلاتنا وبيوتنا ويسود السّلام والاستقرار في العالم أجمع".
بعد القدّاس، قام اليازجي والمطارنة والكهنة بالصّلاة الخاصّة برأس الّسنة الكنسّية.