لبنان
27 تموز 2022, 13:20

الوفود المؤيّدة لمواقف الرّاعي لا تزال تؤمّ إلى الدّيمان، إليكم أبرز الزّوّار!

تيلي لوميار/ نورسات
يستمرّ توافد المؤيّدين لمواقف البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي إلى الصّرح البطريركيّ في الدّيمان. وقد استقبل البطريرك النّائب فريد هيكل الخازن مع وفد من العائلة الخازنيّة حيث تمّ التّأكيد على التّرابط بين البطريركيّة وبيت الخازن المعروفين بعلاقتهم ودورهم التّاريخيّ، وأكّد النّائب الخازن للبطريرك أنّ الإهانة الّتي حصلت هي إهانة لكلّ فرد من العائلة ومن اللّبنانيّين.

وبعد اللّقاء قال النّائب الخازن: "أتينا اليوم إلى هذا الصّرح مع وفد من العائلة الخازنيّة لنؤكّد لغبطته ما كنت قلته له في الاتّصال الهاتفيّ الّذي أجريته معه من الخارج بعد أن استوضحت ما حصل مع المطران الحاج كما وضعت نفسي بتصرّف غبطته وبكلّ خطوة يريد القيام بها .

أتينا اليوم من كسروان لنؤكّد أنّ ما أشار إليه سيّد بكركي وسيّد الدّيمان عن أنّ المسألة هي إهانة للكنيسة المارونيّة ولشخص غبطة البطريرك إنّها أيضًا إهانة لكلّ فرد منّا كلبنانيّين، منّا كمسيحيّين ومنّا كأبناء كسروان لأنّه يجب أن يعلم الجميع كيف تفكّر الكنيسة وكيف يفكّر غبطة البطريرك فأهمّ كلمة قيلت في البيان الّذي صدر عن المطارنة هي عن دور الكنيسة الأساس في تأسيس الكيان اللّبنانيّ وهذا يعني أنّ البطريرك الحويّك عندما وضع الحدود اللّبنانيّة وقعت فيه الدّنيا خارجيًّا وداخليًّا ليقيم دولة لبنان في جبل لبنان فقط دون الجنوب والبقاع وعكّار لكنّه رفض وبيده رسم الحدود اللّبنانيّة القائمة اليوم من الجنوب وما بتنا نسمع به عن الخطّ 29 والخطّ 23 وقدّم اللّبنانيّون الشّهداء من مختلف الطّوائف مسيحيًّا وإسلاميًّا وبالآلاف للحفاظ على هذه الحدود الّتي رسمتها الكنيسة المسيحيّة الّتي كانت تمثّل لبنان كلّه. لذلك لا يمكن المزايدة على مسألة السّيادة والوطنيّة مع الكنيسة المارونيّة خصوصًا وأنّ مطرانيّة حيفا والأراضي الفلسطينيّة موجودة قبل الكيان الصّهيونيّ العدوّ وقبل وجود الكيان اللّبنانيّ من العام 1736 من أيّام المجمع حين أنشأت أبرشيّة صور التّابعة لها أبرشيّة الأراضي المقدّسة، وبعد وجود الكيان العدوّ استمرّ المطارنة في رعاية الموارنة والانتقال عبر الحدود لنقل المساعدات الإنسانيّة للعائلات. لذلك عندما يقال للمطران لا يمكنك القيام بهذه المهام فهذا يعني قيام إقفال الأبرشيّة ومنع المطران من القيام بواجبه الإنسانيّ لذلك تحتاج هذه المسألة إلى بحث عميق وجدّيّ ونحن لا نقبل بها بالشّكل الّذي حصل. ويجب الكلام مع رأس الكنيسة البطريرك وحتّى قداسة البابا في حال عدم تجاوب البطريرك والمطارنة .

لذلك يجب أن تحلّ هذه المسألة بأسرع وقت ممكن لأنّها تعني كرامة كلّ فرد منّا وكلّ لبنانيّ أصيل حريص على قيام الكنيسة بدورها بأكمل وجه" .

وردًّا على سؤال حول ما حصل في مجلس النّوّاب ورفض النّائبة القعقور شطب عبارة اللّهجة البطريركيّة قال الخازن: "نحن نحترم الزّميلة قعقور ونحترم كلّ الزّملاء ولكن هذا المصطلح ليس رائجًا في مجتمعاتنا وكان قديمًا يعني الفوقيّة لذلك وبخاصّة في هذا الظّرف اعتبرنا أنّ استخدام هذه الكلمة استفزاز في غير محلّه ويمكن استخدام غير عبارات وطلبنا سحبها من المحضر ولم نطلب اعتذارًا لكنّها رفضت والرّئيس برّي مشكورًا شطب الكلمة لأنّه رأى فيها استفزازًا لشريحة واسعة من اللّبنانيّين" .

البطريرك الرّاعي استقبل أيضًا في الدّيمان وفد الجبهة السّياديّة من أجل لبنان الّذي أكّد استنكاره ورفضه التّطاول على البطريركيّة اللّبنانيّة، وبعد اللّقاء تلا بيان الجبهة أمين الدّاخليّة في حزب الوطنيّين الأحرار كميل جوزيف شمعون، وقال:

"لأنّ الخطر الوجوديّ والكيانيّ بات على الأبواب، ولأنّ بكركي المضطلعة بدورها التّاريخيّ في الحفاظ على لبنان منذ أن انطلق بني مارون على هذه الأرض، ولأنّ الدّفاع عن الوطن مسؤوليّة جماعيّة لا تعني فقط المسيحيّين بل هي واجب وطنيّ جامع على مستوى كلّ العائلات الرّوحيّة اللّبنانيّة، ومنذ انطلاقتها أيقنت الجبهة السّياديّة من أجل لبنان أنّ المرحلة الّتي نعيشها يغلب عليها مشروع لميليشيا إيرانيّة تعمل وفق أجندة وعقيدة مستوردة لا تشبه ثقافتنا وتتناقض مع الفكرة اللّبنانيّة القائمة على الانفتاح والتّعدّديّة.  

ولأنّ هذه الميليشيا تخطّت في سلوكها الخطوط الحمر فذهبت بعيدًا في الاستئثار بالقرار اللّبنانيّ فخطفت الدّولة وسخّرتها لمصالحها ولمصلحة دولة أجنبيّة والأخطر أنّ هذا المشروع المستورد يعمل على ضرب وحدة اللّبنانيّين من خلال زرع الفتن والتّطاول على الكرامات، وما حصل مع المطران موسى الحاج أكثر من رسالة أرادوها باتّجاه بكركي وسيّدها بهدف تطويع الكنيسة وفرملة اندفاعتها في تحرير الشّرعيّة من قبضة الميليشيا.  

إنّ الجبهة السّياديّة من أجل لبنان تعمل على توسيع مروحة اتّصالاتها مع كافّة الأحزاب والشّخصيّات من خارج نادي حزب الله الّذي يجمع من حوله مجموعة وصوليّين وزاحفين إلى السّلطة وقد تجلّى مشهد استدعاء حسن نصرالله لموارنة إلى مقرّه كي يقول للعالم أنا زعيم ميليشيا إيران في لبنان وأنا من يختار رئيس الجمهوريّة شئتم أم أبيتم.  

من هنا جاء التّطاول على المطران الحاج لكنّهم هذه المرّة أخطأوا العنوان والتّصويب ولا بدّ من التّذكير بأنّ دور المحكمة العسكريّة بات شاذًّا ولا بدّ من منع تماديها واستغلالها للتّصويب على الحرّيّات العامّة.  

عاهدنا البطريرك الرّاعي كجبهة سياديّة بمتابعة مسيرتنا وبالعمل على جمع الصّفوف وسوف نجتهد للتّوصّل إلى جبهة لبنانيّة واسعة لأنّنا مجتمعين بإمكاننا أن نواجه وننتصر حتّى ننقذ لبنان إمّا بالشّرذمة والتّفرقة فلسوف ينالون منّا فردًا فردًا" .

رئيس حركة التّغيير إيلي محفوض قال بدوره: "أريد أن أطمئن اللّبنانيّين بعد لقائنا البطريرك أنّ المسار الّذي انتهجته بكركي مستمرّ وسنشهد عظة بعد عظة موقفًا بعد موقف أنّ كرة النّار تلقّفتها بكركي لتطلع بدورها الوطنيّ وهنا أريد أن أقول إنّ البطريرك الرّاعي يهاجم كمارونيّ ويدافع كوطنيّ وهو الثّابت الوحيد في الحياة السّياسيّة وكلّنا متغيّرين كما كلّ الأحزاب متغيّرة، أمّا هذا الصّرح فليس لديه دبّابات ولا رصاص ولا صواريخ لكن لديه تاريخ عريق ووراءه شعب مسيحيّ ومسلم ودرزيّ وشيعيّ ومارونيّ وأرمنيّ وسنّيّ من 18 طائفة وما قاله البطريرك الرّاعي الأحد الفائت عن أنّ البطريرك صفير حيّ فينا أضيف عليه وأقول كلّ البطاركة الّذين مرّوا على هذه الكنيسة أحياء فينا".

الدّكتور أمين اسكندر ممثّل النّائب ملحم رياشي قال: "أريد أن أقول لمن يعتبر أنّ "مشكلتنا ليست مع السّلاح بل مع الكنيسة المارونيّة ومن يقول إنّه تحمّلنا 40 سنة إنّك تعترف بولادتك في العام 1982 ونحن اليوم في 2022 أمّا هذه الكنيسة فهي موجودة من 16 قرنًا. وأهمّ شيء يجب أن تعرفه أنّ العثمانيّ حكم هذا البلد 400 سنة "ودعسنا" لكنّه عندما بدأ التّطاول على البطريرك الحويّك بدأ يفقد نفوذه، وعندما شنق المطران الحايك انكسر واضطرّ إلى ترك لبنان ورأسه في الأرض".

وكان البطريرك الرّاعي قد استقبل صباحًا وفد رابطة مخاتير قضاء بشرّي برئاسة المختار ألكسي فارس الّذي ألقى كلمة نوّه فيها بمواقف البطريرك الوطنيّة، ومستنكرًا التّطاول على المطران الحاج. وقد أكّد البطريرك أمام الوفد على مواصلة المسيرة الّتي انتهجها البطاركة في قول كلمة الحقّ مهما حصل.