الأراضي المقدّسة
24 كانون الثاني 2017, 15:00

الوجود المسيحيّ في القدس بخطر

في إحصاء العام 1945 الذي أجراه الانتداب البريطاني بلغ عدد المسيحيين نحو 29350 نسمة، والمسلمون 30600 نسمة، إلاّ أنّ عدد المسيحيين في القدس تناقص عام 1947 إلى 27 ألفًا، بسبب أوضاع الحرب التي نشأت، عشية صدور قرار تقسيم فلسطين العام 1947، فهل تتغيّر فعلاً هويّة المجتمع والفسيفساء التي تشكّل جميع الطّوائف في القدس، مع اندثار وجود المسيحيّين فيها؟

أوضح الإحصاء الذي أعد أنّ أعدادَ المسيحييّن في القدس، كان يفترض أن تصل إلى نحو مئةِ ألف نسمة، عام 2000، لولا الاحتلال الإسرائيلي وممارساته، هذا وكشفت الأرقام الأخيرة، عن وصول عدد المسيحييّن إلى ثلاثة فاصل ثلاثة في المئة، بعد أن شكّلوا نحو نصف سكّان القدس قبل العام 1948.

وتبلغ نسبتُهم في الوقت الرّاهن بين عشرة إلى اثني عشر ألف نسمة، من إجمالي عدد السكّان البالغ ثلاث مئة ألف فلسطيني.

أضف إلى ذلك الأوضاع الامنيّة غير المستتبّة في المنطقة، إلاّ أنّ إسرائيل صادرت ثلاثين في المئة من الأراضي التي يملكها مسيحيو القدس الشّرقية بعد احتلالها عام 1967، والإجراءات الإسرائيلية تطال جميع الفلسطينيّين، من هدم للمنازل وتهجير وتهويد، ومعاناة تكادُ تُفرغُ المدينة من أبنائها الأصلييّن.

وتتعدّد أسباب هجرة المسيحيّين من القدس، فالبطالة، وتدنّي فرص العمل والأوضاع الإقتصاديّة الخانقة، تشكّل كلّها عوامل أساسية في إفراغِ المنطقة من مكوّنها الأساسيّ.

ويتبع نحو 51% من المسيحيّين الفلسطينيّين لكنيسة الرّوم الأرثوذكس، فيما تتوزع البقية على نحو سبع كنائس أخرى، أهمها اللاتين (الكاثوليك) %33، والروم الكاثوليك 6%، والبروتستانت 5%.

إلاّ أنّه مهما تلبدّت الغيوم، وازدادت الظروف الامنية سوءاً، تبقى القدس القبلة الاولى للمسيحيين، ومهدِ الكنيسةِ الاوّل، فيها عاش ومات وقُبِرَ وقام السيّد المسيح، فداءً عن البشرية جمعاء، فلا خوف على كنيسة المسيح والقيامةُ آتية لا محالَة.