الفاتيكان
28 تشرين الأول 2024, 10:00

الوثيقة الختاميّة للسينودس لها قيمة تعليميّة

تيلي لوميار/ نورسات
انعقاد مؤتمر صحفيّ بعد اختتام أعمال الجلسة الثانية للجمعيّة العامّة العاديّة السادسة عشرة للسينودس حول السينودس والوثيقة الختاميّة تركّز على نقاط رئيسة مثل مساهمة العلمانيّين والنساء في خلْق كنيسة أقلّ هرميّة، وفق ما كتبت"فاتيكان نيوز".

 

أشار قادة السينودس، في المؤتمر الصحفيّ الذي لمناقشة الوثيقة الختاميّة للسينودس، إلى ضرورة تغيير اللغة والمنظور اللذين نفهم بهما الكنيسة.

بالابتعاد عن رؤية "الكنيسة الجامعة" كنوع من الشركات المتعدّدة الجنسيّات، يجب النظر إلى الكنيسة بدلًا من ذلك على أنّها "شركة الكنائس"، مع مساهمات متزايدة من الأشخاص العاديّين والنساء.  

شارك في المؤتمر الصحفيّ قادة السينودس الرئيسون، بما في ذلك باولو روفيني، عميد دائرة الاتّصالات، والكاردينال ماريو غريش، والكاردينال جان كلود هولريش.

 

السؤال الأوّل الذي طرح تعلّق باختيار البابا عدم إصدار إرشاد ما بعد السينودس وما يعنيه ذلك بالنسبة إلى مستقبل الوثائق البابويّة.

وأوضح اللاهوتيّ المونسنيور ريكاردو باتوتشيو أنّ موقف البابا يتماشى مع مبدأ "الشركة الأسقفيّة"، مشيرًا إلى أنْ إذا وافق البابا عليها صراحةً، فإنّ الوثيقة ستكون جزءًا من تعليمه - ليس كقاعدة ملزمة، ولكن كمجموعة من المبادئ التوجيهيّة.

وأضاف الكاردينال ماريو غريتش أنّ السينودس عينه كان تجربة قويّة وجميلة للحوار والشركة.

 

تدعو الوثيقة الختاميّة إلى اتّباع نهج جديد، بحيث لا ينظر إلى الكنيسة باعتبارها "شركة" ذات فروع، بل كشركة من الكنائس. تمت إعادة صياغة مصطلح "الكنيسة الجامعة" للتأكيد على الوحدة ضمن التنوّع، مع رؤية الكنائس المحلّيّة ليس كمستويات ثانويّة ولكن كتعبيرات فريدة عن الإيمان داخل جسد المسيح الواحد.

وكما أوضح المونسنيور باتوتشيو، فإنّ الطبيعة "غير المعياريّة" للوثيقة لا تقلّل من تأثيرها ولكنّها تشير إلى الطريق نحو رحلة موحّدة تتميّز بالتعدّديّة، رحلة تعكس أصول الكنيسة. تدعو هذه الرؤية الكنيسة إلى الاهتداء - ليس فقط أخلاقيًّا بل علائقيًّا أيضًا - لتشجيع العلاقات الكنسيّة الأعمق والأكثر تنوّعًا.

 

ردًّا على الأسئلة المتعلّقة باحترام التقاليد الليتورجيّة الشرقيّة وسط الهجرة، أشار الأب جياكومو كوستا، اليسوعيّ، إلى رسالة الكنيسة في البقاء "متجذّرة وحاجّة".

وشدّد على أهمّيّة التمسّك بهذه التقاليد الغنيّة من دون التراجع إلى الانعزاليّة، واصفًا إعادة اكتشاف كنوز الكنائس الشرقيّة بواحد من أبرز الأحداث...

أضاف الأب كوستا أنّ هذا التنوّع يعدّ أحد الأصول، ومطلوبٌ الحفاظ عليه ولكن ليس الجمود، لأنّه يعرُض الطرق المتنوّعة التي ترسّخت بها العقيدة عبر الثقافات.  

 

بالإشارة إلى الفقرة 76 من الوثيقة الختاميّة، أبرز المؤتمر الصحفيّ أنْ لا ينبغي النظر إلى الخدمات العلمانيّة والمرسومة على أنّها خدمات متعارضة بل هي خدمات متكاملة داخل الكنيسة.

الخدّام العلمانيّون ليسوا "حشوات" للكهنة، بل مساهمون في رسالة مشتركة، لا سيّما في المناطق العلمانيّة حيث تحتضن الكنيسة هيكليّة مجتمعيّة وليس هيكليّة هرميّة.

وأشار الكاردينال هولريش إلى أن الليتورجيا تظل مفتوحة للتكييف، ما يتيح مشاركة أكبر حيثما كان ذلك مناسبًا... وشدّد على أنّ إفخارستيّا الأحد هي بمثابة نقطة محوريّة لبناء مجتمعات تتمحور حول الإنجيل.

 

القضية المفتوحة المتبقّية هي إمكانيّة الشماسيّة النسائيّة. أوضح المونسنيور باتوتشيو أنْ في العديد من المعاهد اللاهوتيّة، تلعب النساء بالفعل دورًا مهمًّا في تكوين الخدّام.

واعترف الكاردينال هولريش بأنّ هذه "مسألة حسّاسة للغاية"، وأشار إلى أنّ البابا لم يؤكّد أو يرفض هذا الاحتمال، مع إبقاء الأمر مفتوحًا لمزيد من التمييز.

من المقرّر أن تختتم "مجموعات الدراسة" العشر التابعة للسينودس أعمالها بحلول شهر حزيران/يونيو.

وأشار الأب كوستا إلى أنْ من المتوقّع إحالة النتائج مرّة أخرى إلى المجالس الأسقفيّة الممثّلة في السينودس، وذلك تماشيًا مع نيّة البابا تعزيز فترة طويلة من التمييز، وإعطاء المزيد من الوقت للتفكير بدلًا من اتّخاذ القرارات المتسرّعة.