لبنان
14 كانون الأول 2016, 13:33

الهاشم في قداس عيد القديس نعمة الله: نطلب شفاعته لكي يحمي الرب وطننا ورئيس الجمهورية ويوفقه في ايصال لبنان الى السلام

احتفل جمهور دير كفيفان بعيد القديس نعمة الله وأقيمت سلسلة زياحات وصلوات. وعشية العيد، ترأس الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم قداسا احتفاليا عاونه فيه أمين السر العام في الرهبانية الأب ميشال ابو طقه ورئيس الدير الأب بطرس زياده، بمشاركة الرئيس العام السابق الاباتي طنوس نعمة، المدبر العام في الرهبانية الأب هادي محفوظ، معلم المبتدئين في الرهبانية الاب إميل عقيقي، رئيسة دير مار يوسف جربتا الام ميلاني مقصود ورؤساء اديار وعدد من الأباء في حضور حشد من المؤمنين. وخدمت القداس جوقة الإخوة المبتدئين.

وبعد الانجيل، ألقى الاباتي الهاشم عظة قال فيها: "إنها نعمة كبيرة ان نلتقي للاحتفال بعيد القديس نعمة الله في دير كفيفان قرب ضريحه وفي الدير الذي عاش فيه معظم ايام حياته، هذا الدير الذي يحمل في كنيسته ومماشيه وغرفه وفي الارض المحيطة به ذكرى اختبار الراهب الاب نعمةالله، اختبار علاقته بالله واختبار قداسته عبر هذه العلاقة مع ربنا. هذا الدير الذي يحمل ذكرى صلوات الاب نعمةالله الجماعية مع إخوته الرهبان في الكنيسة، ذكرى الاحتفال اليومي بالقداس الالهي وصلواته الطويلة أمام القربان وتلاوة المسبحة الوردية وطلب شفاعة العذراء مريم، هذا الدير الذي يحمل ايضا ذكرى الحياة الرهبانية المشتركة التي عاشها مع إخوته الرهبان وذكرى التجارب التي تعرض لها وتغلب عليها. هذا الدير وحجارته يحملون الينا عبر السنوات الطويلة الاختبار الروحي بشكل محسوس، وعندما نأتي الى هنا نشعر بوجود قديس، وقديسين وأكثر، قديسين عاشوا في هذا الدير وهكذا من خلال الاختبار المادي لهذا الدير، من خلال زيارتنا لضريحي الاب نعمةالله والطوباوي اسطفان نستطيع ان نختبر ونعيش ونتذكر اختبار العلاقة مع الله ومن خلال طلب شفاعتهم نحاول ان نقترب أكثر ونعيش اختبارا لعلاقتنا مع الله، الاختبار الذي يقدسنا ويعطينا معنى لحياتنا".

واضاف: "اذا تأملنا في حياة القديس نعمة الله لا نجد شيئا مميزا، فهو لم يكن حبيسا مثل أخيه الأب ليشع او القديس شربل ولا نجد فيها بطولات بالتقشفات خارجة عن المألوف، ولا نجد فيها مواقف مهمة او انجازات كبرى، وهو لم يترك إرثا أدبيا أو أفكارا جديدة من خلال رسالته التعليمية، بل نرى بساطة عادية ما جعل القديس نعمةالله من أهم قديسينا وهو مدرسة قداسة وبطولته تكمن في بساطة القداسة التي عاشها وفي بساطة حياته. لقد اقتنع بأن يترك كل شيء ويتبع يسوع بالرهبانية فعاش راهبا عاديا وبطولته تكمن باقتناعه بأن الحياة الرهبانية التي يعيشها هي الطريق الى القداسة.اقتنع بأن التزامه النذور الرهبانية وبالقوانين وعيش الصلوات المطلوبة ببساطة وبجدية تؤمن الطريق الى القداسة. وكما نقول في الادب "ظاهر الامور يبين سهولتها"، انما اذا أردنا تطبيقها في حياتنا ندرك مدى صعوبة العيش ببساطة".

وتابع: "كلنا نعتقد ان البطولة تتحقق من خلال القيام بأعمال باهرة واظهار انفسنا كأبطال، وان نستغل المراكز التي نحل فيها لكي نحقق ارادتنا ونفرض آراءنا على الآخرين فنكون أبطالا، وبقدر ما نظهر على شاشات المحطات التلفزيونية ونطلق التصريحات الغريبة والعجيبة والتي تتضمن مواقف وبطولات بقدر ما نكون أبطالا. الا أن البطولة تكون بالعيش بخفاء مع المسيح، وان نأخذ حياتنا على محمل الجد ونأخذ اختبارنا مع المسيح بجدية ونكون ثابتين في هذا الاختبار لا أن نكون مترددين، و"من وضع يده على المحراث ونظر الى الوراء فلا يستحقني". علينا ان نفكر ان الحياة مليئة بالتجارب، وبالطبع تجارب القديس نعمةالله فاقت تجارب غيره إنما هو وضع الهدف أمامه ومشى وعرف ان قداسته تتم باتباعه يسوع والتزامه الجدي اياه وعيش الحياة التي اختارها. ونحن ايضا اذا عرفنا ان نعيش حياتنا الزوجية بشكل صحيح نتقدس، الحياة العائلية تقدسنا وفي الدير الحياة الرهبانية ببساطتها وبالتزامنا بساطة العيش نتقدس وليس المطلوب أكثر من ذلك. المطلوب ان نعيش حياة عادية ولا نتكل على قوانا الذاتية بل على نعمة الله وعلى ربنا وعلى الصلاة، على تلاوة مسبحة الوردية والصلاة لأمنا مريم العذراء التي تساعدنا في كل شيء كما كانت تساعد القديس نعمةالله. علينا السجود أمام القربان المقدس كما كان القديس نعمة الله يسجد لساعات فتحققت قداسته واصبح مدرسة في القداسة وعلى يده تتلمذ القديس شربل وتعتبره الرهبانية مؤسس مدرسة القداسة. هناك قديسون سبقوه ولكنه ببساطة عيشه وحياته الرهبانية واقتناعه بأنه من خلال الحياة الرهبانية يستطيع ان يتبع يسوع بشكل يوصله الى القداسة في الرهبانية".

وختم قائلا: "اليوم في عيد القديس نعمة الله، نطلب شفاعته لجمهور الدير ولكل الرهبان والراهبات لكي يعيشوا الحياة التي توصلهم الى القداسة، ونطلب شفاعته لكل فرد ولكل عائلاتنا وللبنان لكي يحمي الرب وطننا ويحمي رئيس الجمهورية ويوفقه في ايصال لبنان الى السلام وكل الخير. ونطلب شفاعته لكل المسيحيين الذين يتعذبون ويضطهدون في الدول المجاورة ولإخوتنا الذين استشهدوا في مصر لكي يتقبل الله شهادتهم. ونطلب صلاة القديس نعمة الله وشفاعته للعالم كله".

وبعد القداس، تقبل الاباتي الهاشم والاب زغيب وجمهور الآباء التهاني بالعيد في صالون الدير.