المعجزة التي أدّت إلى إعلان قداسة مؤسّس جمعيّة مرسلات كونسولاتا، جوزيبي ألامانو
هكذا وصفت الأخت فيليسيتا موثوني نياجا الكينيّة من راهبات كونسولاتا المرسلات (MC) أحداث صباح يوم 7 شباط/فبراير 1996 التي انتهت لاحقًا بشفاء معجزة في قلب الغابة الواقعة بين البرازيل وفنزويلا، ما مهّد الطريق لتقديس مؤسّس جمعيّة مرسلات كونسولاتا MC ومعهد مرسلين كونسولاتا IMC، القدّيس جوزيف الامانو.
قالت الراهبة التي اهتمّت بسورينو لاستكمال شفائه بعد هجوم النمر تجربتها في قدّاس الشكر الذي أقيم في تشرين الثاني/نوفمبر في حرم جامعة نيروبي بعد إعلان قداسة الطوباويّ جوزيبي ألامانو إلى جانب 13 آخرين في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان، في 20 تشرين الأوّل/أكتوبر، بأنّ، بشفاعة القدّيس ألامانو شُفي سورينو وأُنقذت هي من غضب شعب اليانومامي الذي كان أقسم على قتلها بعد إصرارها على نقل الشاب إلى المستشفى.
كل ما أرادته القبيلة هو أن يموت أقاربهم بسلام، وأن "ينضمّوا إلى الأرواح"، تذكّرت الأخت فيليسيتا، مضيفة أنْ، مع كسر الجمجمة وتمزُّق جزء كبير من الدماغ، لم يروا أي فرصة لبقاء سورينو على قيد الحياة.
في أثناء الهجوم كانت الأخت فيليسيتا، المولودة في كينيا بمفردها في مستوصف الإرساليّة بينما كانت المرسلات الأخريات اللواتي يخدمن مجتمع السكّان الأصليّين البرازيليّين قد ذهبْنَ إلى العاصمة الإقليميّة بوا فيستا، على مسافة 350 كيلومترًا.
"أتذكّر أنّ الساعة كانت حوالى التاسعة صباحًا عندما رأيت صهر سورينو يأتي مسرعًا إلى المستوصف. "قال لي: "أختي، هل يمكنك أن تعطيني مسدّسًا أو بندقيّة؟" قلت إنّني لا أملك أيًّا من هذه الأشياء"، روت الأخت فيليسيتا في كلمتها في قدّاس عيد الشكر في 9 تشرين الثاني/نوفمبر.
دفعني فضولي إلى معرفة ما أراد صهر سورينو أن يفعل بالأسلحة النارية، أخبرت الأخت، فركضت خلفه إلى منزله ووجدت رجلًا ملقى على الأرض ومغطّى بالدماء.
"كنت أرتجف عندما غسلت الرجل. لقد أدركت أنّ جزءًا كبيرًا من رأسه، بما في ذلك الجلد والجمجمة والأذن، كان مفقودًا. وكان جزء من دماغه أيضًا على الأرض. استجمعت شجاعتي، وغسلت الدماغ وأعدْته شيئًا فشيئًا إلى الجمجمة. كما أنّني وضعت الجزء المنفصل من الجمجمة والجلد الأسود في مكانه".
روَت الأخت فيليسيتا أنّ الشاب استمرّ في النزيف بغزارة، مضيفة أنّها استخدمت رداءها للفّ رأس الرجل المصاب.
في هذه الأثناء، وصلت سيّارة تويوتا وتمّ نقل المصاب سورينو إلى المستوصف الإرساليّ، حيث تمّ تقديم الإسعافات الأوّليّة له بينما استدعت الأخت فيليسيتا أطبّاء من بوا فيستا أتوا على متن طائرة استغرقت خمس ساعات للهبوط.
في هذه الأثناء، وصلت عائلة سورينو إلى المستوصف، برفقة معالجيهم التقليديّين، الذين عملوا أيضًا ككهنة لهم.
بدأت العائلة في أداء طقوسها، بما في ذلك الغناء واستدعاء الأرواح، حسبما تذكر فيليسيتا، وأضافت: "قالوا إنّ الأرواح وعدت بأخذ روح سورينو بحلول الساعة الثانية بعد الظهر. في ذلك اليوم".
وفي الوقت الذي كان من المفترض أن يموت فيه سورينو، وفقًا للكهنة التقليديّين وزعماء الجماعة، وصلت الطائرة. ولكن كانت هناك مقاومة من الزعماء، الذين أصرّوا على السماح لسورينو بالموت بسلام مع شعبه.
عند الإصرار على نقل سورينو إلى المستشفى، وجّه اليانومامي سهامهم نحو الأخت فيليسيتا، وهدّدوها بالقتل. في هذه الأثناء، توسّل سورينو، الذي استعاد بعض قوّته بعد الإسعافات الأوّليّة، إلى الراهبة الكينيّة لإنقاذ حياته.
وتتذكّر الأخت فيليسيتا تحدّيها تحذير الرجال قائلة: "كنت أختًا صغيرة، ولذلك حملت سورينو على كتفي وأخذته إلى الطائرة التي أقلعت إلى مستشفى في بوا فيستا".
هناك، تمّ الاعتناء به من قبل مرسلات كونسولاتا، اللواتي لم يتوقفوا أبدًا عن طلب شفائه من خلال شفاعة الأب المؤسّس، واستعاد سورينو صحّته بأعجوبة في غضون بضعة أشهر، ولا يزال يعيش في مجتمعه الأصليّ.
تمّ إجراء التحقيق الأبرشيّ لدراسة المعجزة في مارس/آذار 2021 في بوا فيستا، بينما اختتمت عمليّة دائرة دعاوى القدّيسين في 23 أيّار/مايو 2024، مع الموافقة على المرسوم القاضي بالاعتراف بالمعجزة.