المطران يوسف الخوري إلى مثواه الأخير
كلمة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، ألقاها نيابةً عنه المطران روحانا، بسبب مشاركته في مجمع الكرادلة في روما، وفيها لفت إلى الأرث الروحي الذي تركَ فيه المطران الخوري كتباً في اجتهادات محكمة الروتا في الدعاوى الشرقية وتاريخ الفلسفة الاسلامية، وشرحٍ وتعليقٍ على قانون الرهبان في مجلّة "الحقّ القانوني"، ومقالات متنوّعة في كبريات المجالات الرومانية والفاتيكانية.
ونوّه بكلمته أنّه بفضلِ خدمته المتفانية في روما طوال أربعٍ وعشرين سنة، رقّاه البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني الى الدرجة الاسقفية، وعيّنه زائراً رسولياً على موارنة أوروبا الغربية والشمالية، بناءً على طلب سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية المقدّسة، ولمَّ شملَ الموارنة بالتعاون مع المطارنة المحليين ورَفَعَ إلى الكرسي الرسولي والبطريركية، تقاريرَ مفصّلة ذات قيمة وبعد ثلاث سنوات، عُيَنَ مطراناً لأبرشية مونتريال كندا خلفاً للمطران جورج أبي صابر بعد استقالته، فأعطى الأبرشية من قلبه، واقتنى كاتدرائيتها وأنشأ رعايا جديدة ونظمّها متعاوناً مع كهنتها الابرشيين وآباء من الرهبانيتين اللبنانية المارونية والأنطونية، فأصيحَ في عهده عددُ الرعايا المنظمّة مع الكاتدرائية سبعَ عشرَ رعيّة منتشرة في مختلف مقاطعات كندا.
كما أشار إلى أنّه أرسى أفضلَ علاقات الشرِكَة مع مطارنة كندا اللاتين
والشرقيين، وعزّزَ علاقات المودّة والحوار المسيحي- الاسلامي مع المركز لاسلامي في مونتريال. وفي ختام خدمته جَمَعَ في كتابٍ كلَّ عظاتِه وخُطَبِه بعنوان "مجدُ الله شرفُ الكنيسة."
وكان في اجتماعات سينودس الكنيسة المقدّس الصوتَ الداعي الى الاهتمام بالانتشار الماروني، وتعزيز علاقتِه بالكنيسة الامّ والوطن الروحي لبنان، ولمّا قَبِلَ قداسةُ البابا بندكتس السادس عشر استقالته من إدارةِ الابرشية لبلوغِه السنّ القانونية، عادَ الى لبنان وعاشَ بين أهلِه في بحويتا وضبيّه، حيث لقيَ كلّ محبّة وعناية وتكريم خاصةً عندما أنهكَهُ مرضُ الشيخوخة، فلبّى دعوةَ الله الاخيرة لينتقلَ من هذا العالم الى بيتِ الآبِ، لينعمَ بالمشاهدةِ السّعيدة مع الرعاة الصّالحين ويشفعُ أمام العرشِ الالهي.
هذا وتُقبل التعازي يوم غدٍ الأحد من العاشرة حتى السادسة مساء، في صالون كنيسة مار جرجس - بحويتا، ويوم الإثنين من العاشرة حتى السادسة مساء، في صالون كنيسة الصّعود الضبّيه.