لبنان
07 آذار 2019, 15:00

المطران مطر يترأّس احتفاليّة اليوم العالميّ للمرأة في سيّدة البير- سنّ الفيل

أحيت راعويّة المرأة في أبرشيّة بيروت المارونيّة اليوم العالميّ للمرأة، في المركز الرّعويّ لكنيسة سيّدة البير- سنّ الفيل، برعاية رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، فأقامت يومًا رسوليًّا اختتمته بقدّاس إلهيّ ترأّسه المطران مطر شارك فيه ممثّلو هيئات راعويّة وبلديّة واجتماعيّة.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران مطر عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "هي فرحة أن نلتقي بكم هذا المساء لنرفع أنظارنا إلى الرّبّ ونشكره شكرًا خاصًّا على أنّه أعطانا فرصة جديدة عبر هذا الصّوم لكي نحبّه أكثر ونعبده ونفهم إنجيلة أكثر ونلتزم بقداسة السّيرة والشّهادة له، وهو يعطينا نعم هذا الصّوم وهذا الزّمن المبارك حتّى نتغيّر بحسب رغبة المسيح ونكون يوم عيد القيامة أهلاً لاستقباله واستقبال نعمته المخلصة لنا جميعًا. وبهذه المناسبة تستقبل الرّعيّة لجنة راعويّة المرأة في أبرشيّتنا بمناسبة اليوم العالميّ للمرأة إذ يكرّس العالم يومًا في السّنة للمرأة ولاحترامها وتقديرها وتغيير الظّروف الّتي كانت من حولها في الماضي آسرة لها ليكون لها الدّور الّذي يريده الله لتقوم به في المجتمع والكنيسة والبيت. والكنيسة تحتضن اليوم العالميّ للمرأة وتثبّته وتنيره بتعاليم الإنجيل المقدّس. فأنتم تعرفون أنّ للمسيحيّة دورًا خاصًّا عبر التّاريخ من أجل فرض احترام المرأة في المجتمع.
أوّلاً، علّمنا الكتاب المقدّس في سفر التّكوين أنّ الله خلق آدم وجبله من طينٍ وتراب ونفخ فيه روحًا منه تعالى، ثمّ استلّ ضلعًا من آدم وصنع منه المرأة ليقول لنا إنّ المرأة والرّجل من طينةٍ واحدة، أيّ أنّهما متساويان أمام الله. الحضارات السّابقة وديانات عديدة تضع المرأة دون الرّجل وكأنّها لا شيء، تعطي فقط الأولاد، في حين أنّ الكنيسة كرّست هذه المساواة في الوجدان، والكنيسة عظّمت المرأة تعظيمًا خاصًّا بعد أن عظّمها الرّبّ إذ اختار له امرأة لتكون له أمًّا. أيّ عظمة أكبر من هذه أن يختار ابن الإله امرأة أمّا له. ثمّ يرفعها إلى السّماء سلطانة على السّماء والأرض ويقول لها من أعلى صليبه: يا امرأة، هذا ابنك، وليوحنّا الّذي يمثّل الرّسل والكنيسة والكون كلّه: هذه أمّك، فكرّس أمومة العذراء مريم لكلّ إنسان من أبناء الأرض. فهي مشاركة المسيح في الفداء بصلاتها ومحبّتها وكلّ كيانها الحاضر مع ابنها الّذي رأته على الصّليب وحضنته ميتًا بين يديها، ثمّ جاء إليها وقال: إن قمت من الموت إفرحي ودعاها إلى سمائه. هذا ما صنع المسيح مع مريم العذراء أمّه ومع كلّ النّساء اللّواتي التقى بهنّ، فكان يحترمهنّ احترامًا خاصًّا كالسّامريّة الّتي لم يحكم عليها لأنّها لم يكن لديها الفرصة لتعرف الله، فأعطاها ماء الحياة، والمجدليّة الّتي جدّد الإنسان فيها، والمرأة الخاطئة أعاد إليها الرّوح والحياة والقيمة والكرامة.
ما صنعه المسيح تصنعه الكنيسة، ففيها شاركت المرأة في عمل كنيسة وعمل الخلاص عبر كلّ مؤسّساتها ورهبانيّاتها وقدّيساتها. واليوم في كلّ أبرشيّة من أبرشيّات الكنيسة الكاثوليكيّة، طلب المجمع الفاتيكانيّ الثّاني أن يكون هناك لجنة مخصّصة لكرامة المرأة وتوعيتها على حقوقها وأوضاعها وكرامتها ومحبّة الله لها حتّى تأخذ دورها في الحياة والبيت والمجتمع والكنيسة، هكذا تأسّست هذه اللّجنة وأطلقت في الأبرشيّة وهي تعمل في أربع رعايا على أمل أن تزداد فتطال كلّ رعايا الأبرشيّة لخدمة الإنجيل ونشر رسالة الله في الكون، فهي المعلّمة الأولى للتّعليم المسيحيّ في بيتها مع أبنائها بمحبّتها وتضحياتها. المرأة والرّجل متساويان وهما يكملان بعضهما، والمرأة عنصر فعّال وأساسيّ في الكنيسة والمجتمع حيث سنسخر كلّ الطّاقات في سبيل تقدّمه وتقدّم وطننا وكلّ هذا الشّرق الحزين اليوم الّذي ينتظر الخلاص من الله، لنستحقّ الخمرة الجيّدة، يسوع المسيح.
إن شاء الله نصوم وإيّاكم بخير ونحتفل بعيد القيامة بخير، فيكون لنا فرح الله وفرح الخلاص وأن يكون كلّ إنسان عارفًا ربّه وعارفًا أخوته مع الآخرين. نحن موعودون بأكبر فرح بخلاص الرّبّ لنا فيعيش العالم فرحًا عظيمًا.
نهنّئ لجنة المرأة في الأبرشيّة على التّعب الّتي تبذله من أجل خدمة النّاس عمومًا والمرأة خصوصًا، ونتمنّى لها التّوفيق في كلّ عمل تقوم به. أتمنّى لكن كلّ التّوفيق في عملكم الصّالح وأن ننمو بنعمة الرّبّ في قداسة يقدّمها لنا مجانًا".