المطران مطر: لبنان محروس بعين العناية الإلهيّة
وألقى مطر عظة تطرّق فيها إلى أزمنة الكنيسة، وقال: "أشكر الله معكم يا أبناء أبرشيّة بيروت وبناتها ومؤسّساتها ورعاياها، لأنّه يعطينا في كلّ عام روحيّ جديد، أن نلتقي في هذه الكنيسة الكاتدرائيّة، لنقدّم الذّبيحة الإلهيّة على نيّة كل أبرشيّتنا في مطلع السّنة الطّقسيّة الجديدة. في الأوّل من تشرين الثّاني/ نوفمبر، نحيي رأس السّنة الشّمسيّة الطّبيعيّة، وفي الأحد الأوّل من تشرين الثّاني نحيي بدء السّنة الكنسيّة والرّوحيّة، سنة أعيادنا، ولهذا فهو انطلاق جديد نشكر الله عليه، كما علينا واجب الشّكر لسنة مضت بخير ونعمة على كلّ واحد منّا".
وأضاف: "نشكره للسّنة الآتية الّتي يمنحنا إيّاها من فيض محبّته وكرمه، لنملأها محبّة وعمل صلاح وسيرًا في طريق القداسة المدعوّون إليها جميعًا. نسمّي الأحد الأوّل من السّنة الطّقسيّة الجديدة، أحد تقديس البيعة وتقديس الكنيسة. الكنيسة مقدّسة برأسها الّذي هو يسوع المسيح والكنيسة ضعيفة بجسدها الّذي هو نحن. ولكنّنا بمقدار ما نرتبط بالرّأس بذلك المقدار يعطينا من قداسته ويملأنا برًّا وصلاحًا".
وتساءل: "ألم يقل الرّبّ يسوع أنا الكرمة وأنتم الأغصان؟ الغصن لا ماوية منه ولا ماوية فيه، إلّا من الكرمة ذاتها. هكذا نحن إذا ارتبطنا بيسوع المسيح، أخذنا ماويته وعاشت فينا القداسة. لذلك في كلّ عام نعود إليه تعالى، إلى الرّبّ يسوع المسيح ونقول له: قدّسنا يا ربّ، زدنا قداسة، أكرم علينا بنعمتك لنكبر أمامك ونعطي الثّمار الّتي ترجوها منّا، لأنّك تكلّفنا عملًا ورسالة في هذه الحياة، نحبّ أن نقوم بها بحسب إرادتك أنت يا ألله، ساعدنا بنعمتك، وها هي الكنيسة تعطينا في كلّ عام أن نحيي سرّ خلاصنا من بدايته إلى نهايته، فنستفيد من إحياء هذا السّرّ فندخل فيه ونتقدّس، إذ نبدأ من الأحد الأوّل من شهر تشرين الثّاني/ نوفمبر بالاستعداد لعيد الميلاد المجيد: أوّل سرّ من أسرار خلاصنا، أيّ سرّ تجسّد الرّبّ، سرّ لبسه جسدًا، سرّ ضمّ الطّبيعة البشريّة كلّها إليه".
وأشار إلى أنّه "بعد الميلاد نحيي زمن الظّهور، ظهور الرّبّ، لم يظهر الرّبّ يوم ميلاده، إلّا للرّعاة ظهورًا خفيًّا، ولمريم ويوسف. ولكن عند عماده، أعلن نفسه للعالم أنّه المخلّص".
وأضاف: نأتي اليوم فنجدّد إيماننا بالرّبّ يسوع المسيح، تعالوا أيّها الأحبّاء، في بدء سنة طقسيّة جديدة، ونقول مع بطرس: أنت هو المسيح ابن الله الحيّ. ربّي وإلهي أنت، مرشدي وطريقي، مقدّسي ومعلّمي إلى الأبد، رفيق الدّرب ورفيق الخلاص، يا من دفعت دمك فداء لأجلي. أنا من أجلك أعيش ومن أجلك أموت، ولك أقدّم حياتي كلّها، أيّها الرّبّ يسوع".
وختم بالصّلاة على نيّة الأبرشيّة وعلى نيّة الكنيسة في العالم كلّه لتكون خميرة الدّنيا، كما صلّى على نيّة لبنان الّذي يمرّ بمحن صعبة، مؤكّدًا أنّه محروس بعين العناية الإلهيّة.