لبنان
16 كانون الأول 2019, 13:30

المطران كفوري: أهمّ سلاح نحارب به من أجل سلامة هذا البلد وسلامتنا هو وحدتنا الوطنيّة

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفالاً بعيد القدّيس نيقولاوس شفيع كاتدرائيّة صيدا للرّوم الأرثوذكس، ترأّس متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للرّوم الأرثوذكس المطران الياس كفوري قدّاسًا إلهيًّا في حيّ مار نقولا- صيدا القديمة، يعاونه لفيف من الآباء والكهنة، بحضور جمع من أبناء الرّعيّة.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى كفوري عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "فيما نصلّي في هذا الصّباح المبارك ونطلب البركة لأحبّائنا حاملي اسم القدّيس نيقولاوس، نذكر أحبّاءنا في هذا البلد في كلّ مكان من لبنان، نصلّي من أجلهم ومن أجل السّلام في لبنان، لبنان الّذي كان منذ نشأته مبشّرًا بالسّلام للعالم أجمع ولم يكن يومًا داعية حرب، الإنسان اللّبنانيّ يحبّ السّلام وإنسان مؤمن مثقّف واع حضاريّ يحبّ الآخرين ويريد لهم الخير، نصلّي في هذه الأيّام وهذه السّاعات الحاسمة من تاريخ لبنان كي يحفظ الله أبناء هذا البلد، نصلّي من أجلهم ليحبّوا بعضهم بعضًا وليتضامنوا ويتعاونوا ويتّحدوا جميعًا من أجل خدمة بلدهم ومن أجل تمجيد اسم الله.
نصلّي من أجل أن يلهم الرّبّ فخامة رئيس الجمهوريّة ليقود البلاد إلى شاطىء الأمان، نصلّي من أجله ليدير هذه السّفينة بحكمته المعهودة وليجمع اللّبنانيّين حوله في بوتقة واحدة وجسد واحد، نصلّي من أجل وحدة النّاس واتّحاد المؤمنين والوحدة الوطنيّة فأهمّ سلاح نحارب به من أجل سلامة هذا البلد وسلامتنا هو وحدتنا الوطنيّة، حذار الاقتتال وحذار الانحياز وحذار الاعتداء على الآخر لأنّ الآخر أخوك وهو مساو لك في المواطنة، النّاس سواسيّة أمام الله وأمام القانون، لا فضل لواحد منهم على الآخر إلّا بقدر ما يقترب من الله وما يعطي ويضحّي ويخدم، كلّنا خدّام في هذا البلد، من يريد أن يسود فليسد في المحبّة والخدمة والعطاء وفي توحيد الصّفّ والكلمة بين اللّبنانيّين كي يسيروا معًا صفًّا واحدًا وقلبًا واحدًا إلى شاطىء الأمان، كي يبقى هذا البلد كما عهدناه منارة للشّرق والغرب ومثالاً يحتذى بالإيمان والثّقافة وطلب العلم وخدمة الإنسان كلّ إنسان.
نسمع من خلال وسائل الإعلام ومن خلال تقارير كثيرة عن ازدياد الفقر في لبنان وازدياد البطالة والجريمة وكلّ ما يتسبّب بضرر للإنسان، نصلّي اليوم من أعماق القلوب كي يتحنّن الله علينا ويلهم الجميع أن يحبّوا بعضهم بعضًا، وأن يحبّوا الفقراء والمعوزين والمشرّدين، بخاصّة ونحن على أبواب الميلاد، ميلاد السّيّد المسيح الّذي أحبّ الفقراء وعاش معهم ودخل بيوتهم وقال عنهم إنهم إخوته، فليتذكّر كلّ منّا أنّ أخاه أو جاره أو رفيقه في الوطن له الحقوق نفسها الّتي له هو، هو مثله أمام القانون وأمام الله مساو له بالكرامة لا يحقّ لأحد أن يفتخر على الآخرين إلًا بمحبّته، فلنكن جميعًا قلبًا واحدًا في خدمة بلدنا وأمام الله".