لبنان
22 نيسان 2024, 09:45

المطران عوده: ما يحصل غير مقبول... لا لحرم المؤمنين من الوصول إلى الكنيسة

تيلي لوميار/ نورسات
ألقى المطران الياس عوده متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس عظة الأحد الذي جاء فيها: "نفاجأ كل فترة، ونحن آتّون إلى الكنيّسة إما بسباق أو بماراتون أو بحدث ترفيهيّ يحّرم المؤمنيّن منّ الوصولّ إلى الكنيّسة. وعندما نسأل محافظ المدينة ينكر معرفته بوجود هذه النشاطات. ألا يكفينا أنهم لا يعّلمون من فجّر العاصمةّ، حتى يأتي من لا يعلم بما يحدث فيها؟ يوم الأحد مقدّس في تقليدنا نحن المسيحيين، كما أن نهار الجمعة مقدس لدى إخوتنا المسلمين. فلمَّ لا تُقامّ النشاطات في أوقات لا تتعارض مع أوقات الصلوات؟ ألا يمكنهم تنظيم النشاطات خارج أوقات الصلاة؟ وإلا الابتعاد عن الطرقات التي تقود إلى الكنائس والمعابد. الصلاة حديث مع الرب ولا يحق لأحد أن يحرم المؤمن من الحديث مع ربه. ما حصل اليوم غير مقبول، إذ منع الكهنة والمؤمنون من الوصول إلى الكنيسة التي ترونها فارغة. هذه خطيئة نحملها للمسؤولين عن هذه المدينة، ونتمنى ألا تعاد الكرة مرة أخرى. من يحق له حرمان إنسان من حرية الذهاب إلى حيث يشاء؟ فكيف إذا كان قاصدا الكنيسة؟"، وذلك خلال خدمة ترأسه قداس الأحد الخامس من الصوم الأربعيني المقدس، في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

 

وأضاف: "في مثل هذا اليوم نتذكر أخوينا مطراني حلب بولس ويوحنا اللذين مضى على اختطافهما أحد عشر عاما ولم يتم اكتشاف مصيرهما حتى اليوم. يؤلمنّا أنهما ما زالا غائبين ولا نعّرف عنهما شيئا، كما يؤلمنا الصمت الدولي عن قضيتهما. نرفع معكم الدعاء إلى الرب كي يلتئم جرح غيابهما القسري بعودتهما سالمين إلى الكنيسة ورعيتيهما، كما نصلي من أجل أن يعود كل مخطوف ومأسور إلى أحبائه، وكل مهجر إلى بلده وأرضه. نحن لا نريد أن يتحول حدث اختطافهما إلى ذكرى سنوية تتكرر عاما بعد عام، بل نريد عودتهما سريعا لنفرح بهما، ونحن باقون على الرجاء، كما نرجو أن يعود إنسان عصرنا إلى إنسانيته فتتوقف النزاعات والحروب، وينتفي الحقد والظلم والخطف، ويعيش الإنسان بسلام مع أخيه الإنسان، في عالم تسوده العدالة والمحبة".

وسأل المطران: "أينّ مسؤولو هذه البلاد وسواها من البلدان من موضوع الاستشهاد الحقيقي، أي شهادة المحبة والتضحية والمسؤولية الملقاة على عاتقهم؟ يجوع أبناء الأرض ويعانون الفقر والخوف والذل والموت، وقد يستشهدون، فيما هم قابعون على عروشهم، بعيدا عن ممارسة السلطة الحقة، والخدمة والمسؤولية، يتمتعون بمناظر الدم المسال، ويتلذذون بعذاب الأبرياء، كأباطرة العهد الأول للمسيحية. الفرق بين الزمنين أن الأباطرة كانوا وثنيين، فيما أباطرة عصرنا يدعون الإيمان والدفاع عنه، وهم ليسوا سوى عبدة مال وسلطة. ليتهم يعرفون معنى التوبة والصلاة والصوم، ويدركون أنهم مهما جمعوا من مال ومقتنيات وألقاب، ومهما بطشوا وقويت سلطتهم، هم عاجزون عن زيادة يوم واحد على حياتهم، وعن إقصاء أي مرض أو ضعف عن أحبائهم، ومهما كبروا سيمثلون أمام الرب العلي لتقديم الحساب، وقد يسبقهم إلى الملكوت الضعيف والفقير والمرذول الذين احتقروهم ومنعوا عنهم المحبة والرحمة، تماما كما حصل في مثل الغني ولعازر الفقير. كلنا بحاجة إلى رحمة الله ومغفرته ولكن هل نستحقها كلنا؟"

وأضاف: "اليوم تضع الكنيسة أمام أعيننا سيرة القديسة مريم المصرية التي بدأت حياتها في الخطيئة والفجور ثم أدركت عمق انحرافها فتابت توبة حقيقية وعاشت حياة زهد وصلاة، فتقبل الرب توبتها ومنحها إكليل القداسة فصارت مثالا نقتدي به".