الأراضي المقدّسة
04 تموز 2017, 10:45

المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في الاردن : " نحن نعشق مدينة القدس وجذورنا عميقة في تربتها وسنبقى ندافع عنها "

وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من ابناء الرعية الارثوذكسية في الاردن وذلك في زيارة حج للاماكن المقدسة في فلسطين .وقد ضم الوفد 50 شخصا من ابناء الرعية الارثوذكسية في الاردن من مختلف المدن والمحافظات الاردنية .


استهل الوفد زيارته للمدينة المقدسة بلقاء سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة حيث اقيمت الصلاة على نيتهم ومن اجل صحتهم وعافيتهم ومن اجل ان يتقبل الرب الاله حجهم وادعيتهم وصلواتهم في الاماكن المقدسة في فلسطين .
تجول الوفد داخل كنيسة القيامة حيث استمعوا الى شروحات حول اهم المواقع التاريخية الموجودة داخل الكنيسة .
كما دخلوا الى غرفة الذخائر المقدسة وسجدوا لبقايا الصليب المكرم كما ولبقايا القديسين التي ما زالت محفوظة حتى اليوم في مكان خاص داخل كنيسة القيامة .
ومن ثم توجه الوفد الى كاتدرائية مار يعقوب حيث كان هنالك حديث روحي لسيادة المطران.
رحب سيادة المطران في مستهل كلمته بأبناء رعيتنا الاتين الينا من الاردن واغلبهم يزورون الاراضي المقدسة للمرة الاولى وقال بأن مدينة القدس هي حاضنة اهم مقدساتنا وهي قبلتنا الاولى والوحيدة وهي المكان الذي يتمنى كل انسان مؤمن ان يزوره لكي يصلي فيه ويسجد بخشوع وايمان في هذه الاماكن الشريفة التي تحتضنها مدينتنا المقدسة بشكل خاص وفلسطين بشكل عام .
اتيتم الى مدينة القيامة لكي تعاينوا القبر الفارغ وتمجدوا المسيح الناهض من بين الاموات فالقبر المقدس في هذه المدينة المقدسة هو خير شاهد على هذا الحدث الخلاصي وكلكم تعلمون ماذا يعني بالنسبة الينا حدث القيامة كما انكم تعرفون ماذا يعني بالنسبة الينا القبر المقدس هذا المكان الذي يعتبر من اهم المقدسات المسيحية في عالمنا .
لقد اتيتم من الاردن الشقيق لكي تعبروا عن تعلقكم الروحي والوجداني والانساني والايماني بهذه المدينة المقدسة ، فما احلى وما اجمل ان نسير في طريق الالام وصولا الى الجلجلة ممجدين ذاك الذي حمل صليبه وسار في طريق آلامه وصولا الى الجلجلة والصلب والموت والدفن ولكنه في اليوم الثالث قام منتصرا على الموت وقيامته هي قيامتنا جميعا ولذلك فإننا معكم نمجد آلام المخلص ونسجد لقيامته مؤكدين معا وسويا وبفم واحد بأن ايماننا سيبقى ثابتا، سنبقى متمسكين بأصالتنا الايمانية وجذورنا الروحية ولن تتمكن قوة في هذا العالم من اقتلاعنا من جذورنا الروحية وتعلقنا وتشبثنا بهذه المدينة المقدسة وبتراثها الانساني والروحي والحضاري.
نرفع الدعاء الى الله من اجل فلسطين الارض المقدسة ارض التجسد والفداء والقيامة والنور والتي يتعرض فيها شعبنا الفلسطيني للسياسات العنصرية القمعية الظالمة ، الفلسطينيون مضطهدون في وطنهم ومستهدفون في مدينتهم المقدسة وذلك وجب علينا كمسيحيين منتمين للكنيسة الام ان نعبر دوما عن انحيازنا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ورفضنا لكافة المؤامرات والمحاولات الهادفة لتصفية هذه القضية والنيل من صمود شعبنا وتشويه نضاله من اجل الحرية .
ستبقى كنائس المشرق العربي صوتا صارخا بإسم المظلومين والمشردين ، لن نتخلى عن قيمنا ورسالتنا وحضورنا وسنبقى نخدم شعبنا وننادي بتحقيق العدالة والحرية في هذه الارض المقدسة.
لن يغيب وجه المسيح عن هذا المشرق العربي الذي يعصف به الارهاب وتهدده الحروب وحالة عدم الاستقرار ، فلسطين هي قضيتنا الاولى وهي قضية العرب بكافة مكوناتهم ، ونحن في فلسطين نتمنى السلام لمشرقنا العربي وان تتوقف حالة الحروب والارهاب وعدم الاستقرار ، نريد سلاما لمشرقنا العربي وسلام منطقتنا العربية هو سلام فلسطين كما ان سلام فلسطين هو سلام الامة العربية الواحدة من المحيط الى الخليج .
نتضامن مع سوريا في محنتها ونتضامن مع العراق واليمن وليبيا ومع كافة الدول التي تتعرض للارهاب فرسالة القدس كانت دوما وستبقى رسالة سلام ومحبة ورأفة ورحمة ورفض لكل مظاهر التطرف والكراهية والعنف والارهاب الذي تجتاح منطقتنا وعالمنا .
المسيحيون الفلسطينيون ينتمون لوطنهم بكل جوارحهم وهم ليسوا اقلية وان كانوا قلة في عددهم ، نحن ننتمي الى الكنيسة الام التي انطلقت رسالتها من هذه الارض المقدسة ولكننا ايضا نحب وطننا وندافع عن حق شعبنا في ان يعيش حرا في وطنه فحرية الشعب الفلسطيني هي حريتنا جميعا وكرامته هي كرامتنا ونضاله من اجل الحرية هو نضالنا نحن ايضا .
لن يتخلى المسيحيون الفلسطينيون عن عراقة انتماءهم للكنيسة الاولى كما انهم يفتخرون بانتماءهم للامة العربية وللشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية .
القدس مدينة توحدنا مسيحيين ومسلمين لانها كانت دوما رمزا للتعايش والتلاقي والاخوة بين كافة مكونات شعبنا ، انها مدينة نسكن فيها بأجسادنا ولكنها ساكنة في قلوبنا ونحن نعشق هذه المدينة المقدسة وجذورنا عميقة في تربتها وسنبقى ندافع عن مدينتنا التي تتعرض لهجمة غير مسبوقة من قبل الاحتلال ومرتزقته واعوانه وعملاءه .
ايها الاحباء دافعوا عن فلسطين فلا كرامة لنا بدون فلسطين ولن تقوم قائمة لامتنا بدون عودة فلسطين الى اصحابها ، الكثيرون يتآمرون علينا ويخططون لتصفية قضيتنا ولكن وكما فشل ربيعهم العربي المزعوم هكذا ستفشل مؤامراتهم ومخططاتهم الهادفة لتصفية قضيتنا التي هي قضية شعب يعشق الحرية والكرامة والتي في سبيلها قدم التضحيات الجسام وما زال يقدم ولن يألوا جهدا في ان يستمر في نضاله من اجل الحرية مهما كانت التضحيات .
لن يتمكن احد من تصفية قضيتنا فالقضية الفلسطينية هي ليست قضية قطعة ارض او كومة حجارة بل هي قضية الشعب الرازح تحت الاحتلال والذي سيبقى متمسكا بحقوقه وثوابته الوطنية والمؤامرات التي نتعرض لها لن تزيدنا الا ثباتا وتمسكا بعدالة قضيتنا ونضالنا من اجل الحرية .
الحضور المسيحي في فلسطين تعرض وما زال يتعرض لمؤمرات هادفة لتصفية الوجود المسيحي وتهميش الموقف المسيحي الوطني ، يريدوننا ان نستسلم لما يخطط لنا ، يريدوننا ان نكون صامتين مكتوفي الايدي امام ما يرتكب بحق شعبنا ، يريدوننا ان نكون شهود زور على جرائمهم التي ترتكب بحق القدس ، يريدون تهميشنا واضعافنا واقتلاعنا من انتماءنا الوطني وكل هذا سيفشل حتما لان المسيحيين في ديارنا هم واعون لما يخطط لهم وهم عارفون بأنهم مستهدفون وبوسائل متنوعة ومختلفة .
اذكرونا دوما في صلواتكم ، صلوا من اجل كنيستنا ومن اجل شعبنا ومن اجل هذه الارض المقدسة لكي تتحقق فيها العدالة المنشودة .
صلوا من اجل مدينة السلام لكي يعود اليها سلامها المفقود .
وضع سيادته الوفد في صورة الاوضاع في مدينة القدس كما تحدث عن قضايا الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة .
كما قدم شرحا عن تاريخ كنيسة القيامة وتاريخ كنيسة المهد وعن اهم المحطات التاريخية المرتبطة بهذه المدينة المقدسة ومقدساتها ، كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات وقدم للوفد بعض المنشورات الروحية .