أستراليا
24 نيسان 2025, 07:50

المطران طربيه من سيدني: البابا فرنسيس رسول السّلام والعدالة الاجتماعيّة

تيلي لوميار/ نورسات
مع رحيل البابا فرنسيس، اختار راعي الأبرشيّة المارونيّة في أستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا المطران أنطوان- شربل طربيه، أن يستذكر الحبر الأعظم من خلال أبرز ما تميّزت به حبريّته، فكتب:

"أن يغادرنا البابا فرنسيس إلى بيت الآب السّماويّ في صباح نهار الاثنين من عيد الفصح المبارك ليس من الصّدفة، بل إنّه حدث يحمل مدلولاته ومعانيه. ففي رحيله كلّ معاني الرّجاء المسيحيّ المرتكز على قيامة الرّبّ المسيح وهو الّذي حمل مشعل البشارة بالمسيح القائم من الموت والمنتصر على الخطيئة والشّرّ. وخلال 12 سنة من حبريَّته على رأس الكنيسة الكاثوليكيّة كخليفة للقدّيس بطرس، عاش إيمانه البطرسيّ بثبات وتواضع عميقيْن استوحاهما من معلّمه الإلهيّ. وقد أحبّ الكنيسة وأولادها بطريقة جليّة انعكست في حبريّته الّتي تميَّزت بأمور كثيرة. 
1.العدالة الاجتماعيّة الّتي عمل من أجلها وأظهرها في محبّته للفقراء والاهتمام بهم ضمن روحيّة الإنجيل وخاصّة المهاجرين واللّاجئين والّذين يعيشون على هامش المجتمع وأطراف المدن. وقد عبَّر عن أهمّيّة هذا الموضوع في الرّسالة الحبريّة الأولى الّتي أصدرها سنة 2013 "فرح الانجيل".
2.العائلة كانت من أولى اهتمامات البابا فرنسيس وقد كرَّس لها سينودوسًا خاصًّا بها في روما عُقد على مرحلتين خلال العامين 2014 و2015 ركَّز خلالهما على دعوة العائلة ورسالتها الأساسيّة في الكنيسة والمجتمع المعاصر.
3.الإهتمام بالبيئة على مثال شفيعه القدّيس فرنسيس الأسيزيّ، وقد أصدر سنة 2015 رسالته الشّهيرة في هذا الخصوص "كن مسبّحًا"، تكلَّم فيها عن بيتنا المشترك وعن العناية بالخلق والمخلوقات على تنوّعها وبالتّالي دعوته لكلّ البشريّة أن تسمع صرخة الأرض للاهتمام بالطّبيعة وعدم التّعدّي عليها.
4.الإنفتاح والحوار بين الأديان، وقد حرص البابا فرنسيس على الانفتاح على موضوع التّغيُّر الاجتماعيّ وأولى الحوار بين الأديان أهمّيّة خاصّة. من هنا كان اللّقاء التّاريخيّ سنة 2019 مع الإمام الأكبر ومفتي الأزهر الشّيخ أحمد الطّيّب وقد وقّعا معًا وثيقة الأخوَّة الإنسانيّة الّتي تُعتبر نقطة انطلاق جديدة للسّلام وللحوار بين المسيحيّة والإسلام.

5.الكنيسة السّينودوسيّة، الّتي أطلقها البابا فرنسيس في سنة 2022 كعنوان للسّينودس الخاصّ الّذي اختتم أعماله في تشرين الأوّل سنة 2024. وقد دعا البابا من خلاله المؤمنين والإكليروس في الكنيسة للسّير معًا كحجَّاج الرّجاء، في مسيرة تعتمد على الإصغاء بدرجة أولى وتدعو إلى التّوبة والتّغيير على الصّعيد الرّوحيّ والعلائقيّ والإداريّ والرّسوليّ-التّبشيريّ، من أجل شهادة مسيحيّة أفضل في عالمنا المعاصر."

كما توقف عند زيارة البابا فرنسيس إلى المنطقة في أيلول من السّنة الماضية 2024 والّتي شملت بابوا نيو غيني وتيمور-لاسته وسنغفورة، وقال: "أراد أن تكون زيارته لمناطق تعاني من الفقر والحرمان باعثة رجاء وسلام لشعوبها، وهو ما اتَّصفت به أيضًا زيارته إلى العراق في سنة 2021".

وإختتم طربيه مشيرًا إلى آلية الصّلوات والحداد والدّفن وصولًا إلى انتخاب بابا جديد للكنيسة، مصلّيًا: "أعطنا يا ربّ بابوات قدّيسين ليرعوا شعبك بالبرّ والقداسة".