لبنان
24 أيلول 2018, 11:01

المطران درويش دشّن مشروع سيّدة البحيرة السّكنيّ في صغبين

إحتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة السّيّدة- صغبين، لمناسبة تدشين مشروع سيّدة البحيرة السّكنيّ. وقد عاونه فيه النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم، وخادم الرّعيّة الأب زاكي التّنّ، والآباء وليد الدّيك وتيودور زخّور وإيلي القاصوف، وسط حضور رسميّ وشعبيّ.

 

بعد الإنجيل، ألقى المطران درويش عظة قال فيها:" إنّ المحبّة الّتي تجمعني معكم وتجمع فيما بيننا هي قويّة ومباركة ومقدّسة وأحد ثمارها التّعاون والتّناغم في أمور الرّعيّة وأمورٍ إنمائيّة وصلاة يسوع تُظهر مدى التّناغم بين المؤمنين عندما يكون حاضرًا في الجماعة: "إذا اتّفق اثنان منكم على الأرض في أيّ أمر، مهما كان ما يطلبانه، فإنّ ذلك يكون لهما من قِبل أبي الّذي في السّماوات. فإنّه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فأنا أكون في وسطهم" (متّى 18: 19، 20).
العلاقات الإنسانيّة ترتكز على المحبّة فالمسيحيّون هم جماعةٌ أسلموا أنفسهم لله فصاروا أخوة، وكوننا أخوة لا نعرف إلّا المحبّة. هذه المحبّة لا تكون محبّة إلّا إذا كانت شاملة يعني ألّا يكون حدود لها، فهي تتخطّى كلّ انتماء دينيّ أو مذهبيّ أو اجتماعيّ.
ومن خلال علاقاتنا الإنسانيّة نكتشف الإنسان الآخر الّذي يعيش معنا، والبشر يتميّزون عن غيرهم من المخلوقات بعقلهم وقلبهم. نكتشف أحيانًا أناسًا عندهم ذكاء حادّ ويتمتّعون برجاحة العقل وهم ناجحون في حياتهم وفي أعمالهم ويجنون ربحًا لهم ولعائلاتهم، لكن هؤلاء رغم أنّهم مُقدّرون كثيرًا لنجاحاتهم نجدهم بعيدين عن النّاس لأنّهم لا يمتلكون طيبة القلب ولا المحبّة ولا الحنان.
وبالمقابل نجد أشخاصًا يتمتّعون بقلب كبير وهم مُحبّون ومحبوبون وقريبون من النّاس، رغم أنّهم بسطاء وغير أذكياء وأحيانًا كثيرة غير ناجحين في أعمالهم.
أنا شخصيًّا لم أجد في حياتي الكثير من النّاس يمتلكون الموهبتين معًا، العقل والقلب، الذّكاء والعاطفة والحبّ والعطاء والكرم.
غسّان خوري هو من هؤلاء القلّة الّتي وجدت فيهم القلب والعقل، والاثنان ينبضان معًا بالحياة ويتناغمان في الحياة والعمل، وجدت فيه ذكاءّ حادًّا وعقلاً راجحًا وقلبًا كبيرًا يعرف أن يحبّ، والإنسان الّذي يعرف أن يحبّ هو ناجح في حياته وأعماله.
ولد غسّان خوري في بلدة عيتنيت عام 1957 وفي عمر 16 سنة هاجر إلى الولايات المتّحدة وأنهى دراسته الجامعيّة فيها، عمل بعدها في الكويت وهناك تزوّج من شريكة حياته جيرمين.
عمل في الكويت واليونان وتركيا ودبي وكان متفوّقًا في حسن إدارته وعلاقاته الإنسانيّة، أسّس عدّة شركات منذ 1999 توزعّت على بلدان كثيرة في مصر ومراكش وكينيا وغانا وتركيا والخليج ولبنان.
نظرًا للنّجاحات الكبيرة الّتي حققها في الخارج كان ممكنًا لغسّان أن يبقى مغتربًا مثل كثيرين من اللّبنانيّين، لكنّه آثر أن يعود إلى لبنان ليستقرّ في بلدته وقد أحبّها وأحبّ أهلها.
وأمام نجاحاته الكبيرة لم ينس العمل التّطوّعيّ والاجتماعيّ والمجانيّ فهو عضو في مجلس أمناء جامعة اللّويزة وماراتون بيروت وعضو في مجلس إدارة مستشفى تلّ شيحا ومجلس رعيّة السّيّدة وغيرها الكثير من المؤسّسات الّتي يدعمها بشكل متواصل. ولا أنسى أبدًا ما قام به في هذه البلدة الحبيبة صغبين، فصحيح أنّ المشروع السّكنيّ في صغبين كان باسم مطرانيّة سيّدة النّجاة، لكن الحقيقة أنّ المشروع من ألفه إلى يائه، من شراء الأرض إلى البناء بما فيها كلّ التّكاليف، هو غسّان خوري، وبدونه لما قام مشروع سكنيّ في صغبين، لذلك نسمّيه بحقّ وبجدارة مشروع غسّان خوري. لا أنسى أبدًا أنّ السّيّدة جيرمين وأفراد عائلته كانوا السّند الكبير له في المشروع.
خلال بناء المشروع تعرّضنا معًا من قبل أشخاص كثيرين ومن قبل بعض المسؤولين في مديريّة التّعاونيّات إلى فبركات لا تمتّ بصلة إلى الحقيقة، لكنّ الرّبّ العالم بخفايا القلوب، أراد أن يكون صيدَنا وافرًا كما سمعنا في إنجيل اليوم. لم نسأل بل تقدّمنا إلى العمق وهناك وجدنا الحقيقة والسّكينة والهدوء والنّتائج المرجوّة وعرفنا أنّ الّذي قال لنا لا تخافوا كان هو قوتنا "به نحيا ونتحرّك ونوجد" (فيليبي2/13).
تأكّدنا أنّ الصليب الذي كان انتصارا على الموت، منحنا القوة أن ننتصر بالمحبة لأن المشروع كان بذلاً من أجل الآخرين ومن أجل ترسيخ شبيبتنا في هذه البلدة.
"إنّ الذي يزرع الكثير يحصد الكثير" هكذا يقول الكتاب المقدّس، والكنيسة تدعونا لنزرع أعمالاً صالحة، نسقيها بصلواتنا ليبارك الرّبّ الزّرع فتكون الغلال وافرة.
شكرًا غسان وشكرًا جرمين وشكرًا لمن ساهم في إنجاز هذا المشروع من مهندسين وموظّفين وعمّال. وتقديرًا من الكنيسة لشخصك الكريم وباسم صاحب الغبطة وباسم الأبرشيّة أشعر بسعادة كبيرة أن نمنحك وسام القدس، وهو أرفع وسام تقدّمه الكنيسة الكاثوليكيّة، تقديرًا لخدماتك وتقديرًا لما قمت به وحقّقته في بلدتك صغبين وفي الأبرشيّة والكنيسة."

ثمّ قلّد المطران دوريش السّيّد خوري وسام القدس باسم بطريرك الرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ، وقدّم له كاهن الرّعيّة الأب زاكي التّنّ بإسم رعيّة السّيّدة في صغبين درعًا تقديريّة.

وبعد القدّاس، أزيحت السّتار عن اللّوحة التّذكاريّة بعد أن بارك المطران درويش المياه ورشّها في أرجاء المشروع.