المطران درويش: بصعود الرّبّ صرنا أقرب إلى السّماء
بعد الإنجيل المقدّس ألقى المطران درويش عظة تحدّث فيها بعد التّهنئة عن معاني الصّعود الإلهيّ، فقال :
"أشكر الأب يوسف نصر رئيس مدرسة المخلّص على دعوته لي لأحتفل معكم بالقدّاس الإلهيّ في عيد صعود المخلّص إلى السّماء، كما أشكر الإدارة والهيئة التّعليميّة ولجنة الأهل والطّلّاب. وأشعر اليوم بفرح كبير لتطوّر وتقدّم المدرسة في عهد الأب نصر، لاسيّما أنّني واكبت بناء المدرسة في مراحله الأولى عندما كنت مدبّرًا في الرّهبانيّة المخلّصيّة.
يحتفل المسيحيّون بعيد صعود يسوع إلى السّماء بعد أربعين يومًا من القيامة، وإنجيل القدّيس لوقا يخبرنا أنّ يسوع اجتمع مع تلاميذه بعد قيامته ومنحهم سلامه وبدّد اضطرابهم. وبعد أن تناول الطّعام معهم، ثبّتَ فيهم ما كان قاله لهم قبل آلامه وطلب منهم أن يكرزوا بالتّوبة ومغفرة الخطايا ووعدهم بالرّوح القدس، ثم ما لبث أن صعد إلى السّماء، كما قال لنا: "لقد خرَجْتُ منَ الآبِ، وجِئتُ الى العالَم؛ والآنَ أَترُكُ العالَمَ وأَمْضي إلى الآب". (يو16/28).
صحيح أنّ يسوع عاد إلى الآب بعد أن أنجز عمله على الأرض، لكنّه بقي معنا إلى الأبد، بقي قريبًا من كلّ واحد منّا، بقي على الأرض معنا بطريقة أُخرى، والمؤمن وحده يشعر بوجوده، خصوصًا عندما يحتاج إليه. "ها أنا معكم كلّ الأيام إلى انقضاء الدّهر"، هذا ما وعدنا به.
وأراد أن نكون بدورنا علامةَ حضوره في هذا العالم، فأرسلنا وقال لنا: "إِذْهَبوا في العالَمِ أَجْمعَ، واكْرِزوا بالإِنْجيلِ لِلْخليقَةِ كلَّه" (مرقس 16/15). يسوع يريد منّا أن نكون أمناء لدعوته، أمناء في التّبشير وفي إعطاء الإيمان وفي نقل التّراث إلى الآخرين.
صعد يسوع إلى السّماء وحملنا معه هديّة إلى الآب السّماويّ، فصرنا معه في الملكوت من مواطني السّماء، كما صلّى قبل صلبه: "أَيُّها الآبُ، إِنَّ الَّذينَ أَعْطَيتني، أُريدُ أَنْ يَكونوا هم أَيضًا، حَيثُ أَكونُ أَنا، لكي يُشاهِدوا مَجْديَ الَّذي أَعْطيتَني، لأَنَّكَ أَحْببتَني قَبلَ إِنْشاءِ العالَم (يو17/24) .
لذلك صرنا بصعوده قادرين على التّمتع بعلاقةٍ حميمة مع الله وصرنا أقرب إلى السّماء وفي حضن يسوع لأنّه هو السّماء. فعيد الصّعود هو دعوة لنا لنوطّد علاقتنا مع يسوع. وهو لا يطلب منّا أن نقوم بأعمال مدهشة، يريدنا أن نؤمن به أوّلاً ومن ثمَّ أن نعمل بما نؤمن.
يخبرنا الإنجيل أنّ الرّسل امتلأوا فرحًا عند صعود معلّمهم إلى السّماء؟ لأنّهم فهموا بنعمة من الله أنّ هذا الصّعود هو ضروريّ ليحصلوا أوّلاً على الرّوح القدس ومن ثَمَّ ليفتح لنا أبواب السّماء.
إنّ ارتفاع يسوع إلى السّماء هو أيضًا علامة ثقة بكنيسته وبكلّ واحد منّا وهو يتوجّه إلينا اليوم قائلاً: كونوا أنتم شهودًا لي حتّى أقاصي الأرض، كونوا رسلاً وعلّموا الآخرين بأن يكونوا بدورهم رسل الإنجيل، فيسوع سيبقى معنا مدى الأيّام، لكنّه يريد منّا أن نكمل رسالته على الأرض، هذا صعب والمسؤوليّة كبيرة ومخيفة لكنّه ما زال يقول لنا: "أنا معكم لا تخافوا"، لقد وعدنا بأن يكون معنا طوال الأيّام إلى انقضاء الدّهر (متّى28/20).
أعود وأكرّر شكري لرئيس المدرسة ولكم جميعًا وأطلب من الرّبّ أن يرسل دومًا روحه القدّوس على كنيسته وعلى كلّ واحد منكم، بشفاعة مريم العذراء. آمين!"
وبعد القدّاس افتتح وزير البيئة فادي جريصاتي بحضور المطران درويش والمدعوين المهرجان البيئيّ الفنّيّ ECO ART والّذي أقيم في باحات المدرسة .