يونان رسم كاهنًا فرنسيسكانيًا ديريًا
في عظته، هنّأ يونان "المطران سيزار أسايان بسيامة الكاهن الجديد نعيم"، و"الرّهبانيّة الفرنسيسكانيّة الدّيريّة بهذه الرّسامة، وقد طلب الرّاهب الفرنسيسكانيّ الشّمّاس نعيم أن يُرسَم كاهنًا حسب طقس كنيسته السّريانيّة الّتي تفتخر بأبنائها المؤمنين الّذين يعيشون أمانتهم للرّبّ يسوع وللكنيسة."
وأضاف: "ويشاركنا بهذه المناسبة سيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد، كما نفرح بمشاركة الآباء الكهنة من كنيستنا السّريانيّة، بدءًا بالعميد اليوم الأب جليل هدايا، النّائب القضائيّ في أبرشيّة بيروت البطريركيّة، ونشكر جوقة سيّدة البشارة الّتي تخدم القدّاس والرّسامة".
وتابع: "سمعنا هذا التّعليم العميق بالمعاني والحقائق عن سرّ الكهنوت لمار بولس، أكان برسالته إلى أهل كورنثوس أو إلى تلميذه تيموثاوس. فالكاهن هو تلميذ الرّبّ يسوع، وهو الوكيل عن الرّبّ لخلاص النّفوس في الرّعيّة. ومن أهمّ صفات الوكيل الأمانة: الأمانة للإيمان بالرّبّ، والأمانة للكنيسة، والأمانة للسّرّ الّذي سيناله نعيم، سرّ الكهنوت المقدّس، الّذي هو، بحسب الآباء السّريان، سرٌّ يتمنّاه حتّى الملائكة، لدرجة أنّ الكاهن هو أعظم من الملائكة، لأنّه حين يقدِّس يحمل إلينا الرّبّ يسوع المخلِّص على المذبح. إنّها مسؤوليّة كبيرة وخطيرة للكاهن، ليس فقط لأنّها رتبة ينالها برسامته وانتهى الأمر، بل عليه أن يكون أمينًا للدّعوة الّتي دعاه إليها الرّبّ".
وتأمّل بقول الرّبّ يسوع "أنا اخترتُكم"، منوّهًا بأنّه "صحيح بعدما اختبر نعيم الحياةَ، أراد أن يتبع الرّبّ يسوع من كلّ قلبه، عن طريق هذه الدّعوة المهمّة، دعوة الكهنوت، كما نتذكّر كلّنا كلام يسوع القائل: أنا هو الطّريق والحقّ والحياة. على نعيم إذًا أن يستمرّ باتّباع الرّبّ يسوع كلّ حين، لأنّه هو الّذي يخلّصنا، وعليه أن يتمسّك بالحقّ، أيّ ألّا يعيش بوجهين في هذا العالم، فالحقّ هو الرّبّ يسوع. وعليه أن ينشر على الدّوام الحياة في مجتمعنا اليوم الّذي يتّصف، للأسف، بما يُسمَّى ثقافة الموت، إن كان للجنين في بطن أمّه، وإن كان في أواخر حياته بما يُسمَّى الموت الرّحيم. عليه أن يتمسّك دائمًا بالحياة، ونحن جميعًا نعده أنّنا سنصلّي من أجله كي يكون حقيقةً أهلًا لهذا الإختيار الرّبّانيّ".
وأشار يونان، بحسب ما نشر إعلام البطريركيّة، إلى أنّه "في رسامتنا الكهنوتيّة بحسب طقسنا السّريانيّ الأنطاكيّ، تتمّ الرّسامة دائمًا قبل المناولة، وهذا أمر مهمّ جدًّا، فنُذَكِّر أنّ الكاهن هو الرّسول الّذي يحمل إلينا يسوع، ويقرّب يسوع على المذبح، وأنّ الإفخارستيّا، سرّ القربان المقدّس، هو السّرّ الّذي يميّز الكهنوت عن باقي الدّعوات في الكنيسة، حتّى الدّعوات الرّهبانيّة. وفي الرّسامة سترون أيضًا أنّ الّذي يرسم يلفّ بدلة القدّاس على المرتسم، تعبيرًا على أنّ الرّئيس الكنسيّ يمنح الولادة الرّوحيّة الكهنوتيّة لهذا التّلميذ. نعم، ربّما تجدون ذلك أمرًا غريبًا، لكنّ معانيه الرّمزيّة هامّة جدًّا، أنّ الكاهن هو مولود الرّئيس الكنسيّ، بمعنى أنّ الرّئيس الكنسيّ يعطي الولادة الكهنوتيّة للمدعوّ، والرّباط بينهم هو رباط النّعمة والمحبّة الّذي عليه ألّا يزول مهما كانت ظروف الحياة في العالم".
وأنهى عظته ضارعًا "إلى الرّبّ يسوع أن يرافق نعيم على الدّوام"، مهنّئًا "أهله الأعزّاء ورهبانيّته والكنيسة بأسرها على هذه الرّسامة". وسأل الرّبّ، بشفاعة أمّنا العذراء مريم، أن يباركه ويحميه ويرافقه دائمُا أينما كان في رسالته.
وقبل المناولة، ترأّس يونان رتبة الرّسامة الكهنوتيّة بحسب الطّقس السّريانيّ الأنطاكيّ.
وبعد المناولة، أكمل الكاهن الجديد القدّاس الإلهيّ، ثمّ ألقى كلمة الشّكر، استهلّها بآية المزمور القائلة: "سبّحوا الرّبّ يا جميع الشّعوب وباركيه أيّتها الأمم لأنّ رحمته غلبت علينا وأمانته إلى الأبد"، شاكرًا الرّبّ على هذه النّعمة العظيمة، وموجّهًا شكره وامتنانه إلى البطريرك يونان على توجيهاته الأبويّة ومحبّته ودعمه وتشجيعه، شاكرًا أيضًا الأساقفة والخوارنة والكهنة والشّمامسة والرّهبان والمؤمنين، خاصًّا بالشّكر والديه وإخوته، راجيًا من الجميع أن يصلّوا من أجله كي يكون أمينًا على الدّعوة الّتي دُعي إليها، ومتعهّدًا بالإخلاص للرّسالة المقدسة الّتي ائتُمِن عليها.
وبعد البركة الختاميّة، تقبّل الكاهن الجديد الأب نعيم توما التّهاني من الحضور.