المطران حنّا لوفد لجنة حقوق الإنسان: "السلطات تستغلّ حرب الإبادة وتمعن في سياساتها المستهدفة القدس"
إستهلّ الوفد زيارته بلقاء المطران حنّا في كنيسة القيامة حيث رحّب بهم مؤكّدًا بأنْ من الأهمّيّة بمكان وفي هذه الأوقات العصيبة التي نعيش في ظلّ الحرب على أهلنا في غزّة وفي لبنان، أن تقوم المؤسّسات الأمميّة بواجبها الفاعل والعمليّ والهادف إلى وقف هذه الحرب وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار والتضامن مع ضحايا الحروب، هذه البيانات التي لا تغني ولا تسمّن .
المطلوب اليوم هو العمل وبشكل سريع من أجل أن تتوقّف حرب الإبادة في غزّة والتي دمّرت كلّ شيء إلّا معنويّات شعبنا ناهيك عن المآسي والكوارث الإنسانيّة والكمّ الهائل من الشهداء والضحايا .
ما يحدث في غزّة توصيفه الدقيق هو حرب إبادة وتطهير عرقيّ وللأسف الشديد فإنّ الإدارة الأميركيّة لا تعتقد بأنّ ما يحدث في غزّة حرب إبادة ونحن هنا يحقّ لنا أن نتساءل إذا لم يكن الذي يحدث في غزّة اليوم حرب إبادة فما هي حرب الإبادة إذًا؟؟
إنّنا نعتقد بأنّ الموقف الأميركيّ يدلّ على انخراط في هذا العدوان فمن يبرر الجرائم المرتكبة هو شريك في الجريمة لكنّ من يدفعون فاتورة هذه الحرب إنّما هم المدنيّون وهذا ما يحدث أيضًا في لبنان .
قدّم المطران عطالله للوفد تقريرًا تفصيليًّا عن أحوال قطاع غزّة وما يتعرّض له السكّان هناك من تنكيل وحصار وتجويع وممارسات لا يمكن أن يستوعبها عقل بشريّ، كما تحدّث عن الضفّة الغربيّة وما تتعرّض له في ظلّ تهديدات تنادي بضمّ الضفّة وهذا يندرج في إطار التآمر على شعبنا بهدف تصفية قضيّته العادلة .
أمّا ما يحدث في القدس فحدِّث ولا حرج حيث أنّ السلطات تستغلّ انهماك العالم بالحرب في غزّة وفي لبنان وهي تسعى إلى بسط هيمنتها وطمس معالم مدينتنا وتهميش الحضور الفلسطينيّ فيها ولا يُستثنى من ذلك الحضور المسيحيّ الأصيل والعريق في المدينة المقدّسة، فمن باب الجديد ومرورًا بباب الخليل وعقاراته المستهدفة ووصولًا إلى الحي الأرمنيّ تآمُر غير مسبوق على البُعد المسيحيّ في المدينة المقدّسة واستهداف لكلّ ما هو فلسطينيّ في مدينة القدس .