المطران حدّاد: لتكن سنة 2021 سنة اللّافساد واللّاحقد واللّاطائفيّة واللّاتقوقع
وتابع حدّاد قائلاً بحسب "الوكالة الوطنيّة لللإعلام": "أنظر إلى لبناننا الكئيب. من أرزه الشّامخ إلى انفجار كيانه بعد مرفئه. تدحرج مرير نحو قعر لم ندرك عمقه بعد. وعلى الطّريقة اللّبنانيّة تمييع للحقيقة واختلاط السّلطات وفي العمق تهرّب وفساد. يا لسخريّة القدر فكلّ الدّول الّتي انهارت هي الّتي اختلطت السّلطات فيها وغابت عنها مؤسّسات المراقبة تمامًا كما يحدث اليوم عندنا. هذه السّنة هي الماية للبنان الكبير.
لبنان كبير بماذا؟ فما أن كاد يكبر في بعض الحقبات حتّى سارعت الطّوائف إلى اختطافه وتحجيمه. صورة لبنان اليوم لا يشبه الكبار بشيء بل كلّ ما لدينا صغير محكوم بصغره لا يكبر. وإذا ما فكّرنا بانحلال لبنان وتجزئته إلى دويلات أو فدراليّة أو لامركزيّة أو ما شابه، فالّذي عاش على حساب الدّولة سيموت جوعًا والآخرون سينتمون إلى الّذي يقيتهم. وأخشى ألّا يجلب هذا الواقع مشادات وتعدّيات دائمة بعضنا على بعض لنؤمّن لقمة عيشنا لأنّنا سنبقى جميعًا فقراء.
لا حلول مقنعة لهذا البلد المقدّس. ونحن في أمسّ الحاجة لعين الإيمان، للقوّة المتعالية، للرّأفة والغفران. ينتابنا شعور الخوف بأن نغوص السّنة الجديدة وقد تشبه السّابقة. إيماننا فقط يحرّرنا لأنّه يوجّه سلوكنا إلى فوق إلى حيث تصل السّماء. نعم الحلّ يأتي من الأخلاق. فلتكن سنة 2021 سنة اللّافساد واللّاحقد واللّاطائفيّة واللّاتقوقع على الذّات. لتكن السّنة المقبلة محطّة استنارة، والنّور آت لا محال من الكهف ولو أظلم. فالنّور أقوى من الظّلام".