أميركا
26 آب 2021, 12:30

المطران تيودور الغندور: إرحم يا ربّ عالمك وخلّص ميراثك

تيلي لوميار/ نورسات
"المسيح ولد فمجّدوه!"، بهذه الكلمات استهلّ المعتمد البطريركيّ للرّوم الأرثوذكس في الرّيو دي جانيرو المطران تيودور الغندور، رسالة الميلاد، وتابع قائلاً:

"أحيّيكم بإسم ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح الّذي ولد لأجل خلاصنا.

هذا العام لم يكن كأيّ عام مضى من حياتنا، فإنّ العالم أجمع لا زال يعاني من تأثيرات فيروس كورونا (كوفيد 19). لقد بدّل هذا الفيروس نظام حياتنا وعملنا وبرنامجنا اليوميّ وتقاليد رعايانا أيضًا تبدّلت وسبّب ذلك الحزن في نفوسنا حتّى ولو أنّنا نحاول الثّبات في الإيمان في وقت الضّياع. لقد عانينا الجوع وعدم الاستقرار والصّعوبات الاقتصاديّة والحروب.  

بالحقيقة، نتذكّر في هذه الأيّام استشهاد الأطفال الأربعة عشر الأبرياء بعد ميلاد ربّنا ومخلّصنا في بيت لحم. كم كانت مأساويّة تلك اللّحظات على العائلات. كذلك هي مأساويّة اليوم لحظات وداع الّذين رقدوا ضحيّة هذا الوباء الخبيث ومؤلمة معاناة الّذين لا يزالون يُعالجون.

كثر هم الّذين كانوا ضحيّة هذا الوباء من رعايانا ومن الإكليريكيّين وحتّى رؤوساء الكهنة ومنهم الّذين فارقوا الحياة، فليكن ذكرهم مؤبّدًا. يقول النّبيّ أشعياء: "قولوا لخائفي القلوب، تشدّدوا لا تخافوا. هوذا إلهكم يأتي ويخلّصكم" (أشعياء 4:35).

هذا هو رجاؤنا. هذه هي فرحتنا. فالأهمّ قبل أيّ شيء هو الإيمان بإبن الله وإظهار توبة حقيقيّة عن خطايانا وإصلاح حياتنا وجعل المحبّة في قلوبنا. وكذلك الاتّحاد بعضنا ببعض من خلال الأسرار واللّيتورجيا. وأيضًا معرفة وعيش الوصايا الإلهيّة. ولا ننسى الفضائل وعلى رأسها التّواضع، الصّدقة، الزّهد، النّقاوة، العفّة، البساطة، وطيبة القلب.

هلمّ إذًا أخواتي وإخوتي، نقدّم هذه الفضائل هديّة للّذي ولد لأجل خلاصنا. تعالوا نقدّم له حياة فاضلة بدلًا من الذّهب واللّبان والمرّ الذي قدّمه المجوس لمن أراد أن يولد في مغارة ويضطجع في مزود من أجل خلاصنا، هو إلهنا الحقيقيّ له المجد إلى الأبد."