المطران الغندور يشدّد على أهمّيّة العائلات التّقيّة في رسالة الميلاد
"في موسم عيد الميلاد المجيد، أردت أن أعايدكم جميعًا، متأمّلين في أهمّيّة العائلات التّقيّة في حياتنا وفي حياة الكنيسة. في سياق الاحتفال بعيد ميلاد ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح، دعونا نتذكّر أنّ العائلات التّقيّة تلعب دورًا حيويًّا في بناء مجتمع محبّ. في خضمّ الميلاد المجيد، نحن نحتفل بالفرح الّذي هو شاهد سعادة طفلك، بغضّ النّظر عن الظّروف الماليّة الّتي تحيط بها.
سعيد هو ذلك الطّفل الّذي، بالإضافة إلى وجود والديه المؤمنين في المنزل، يجد أيضًا امتدادًا لهذا الحبّ في مجتمع الكنيسة. فالأسر التّقيّة لا تنمّي القيم المسيحيّة في بيوتها فحسب، بل تثري أيضًا حياة الكنيسة بتفانيها وخدمتها وروح المشاركة. سعيد هو الطّفل الّذي يجد في بيته ملجأ من المودّة والرّأفة، سواء كان والداه غنيّين أو فقيرين. فالثّروة الحقيقيّة تكمن في قدرة الوالدين على تغذية روح أطفالهم بالقيم النّبيلة، وتعليمهم أهمّيّة الحبّ والامتنان والتّعاطف.
وأنّنا قد نعترف ونقدّر الأسر التّقيّة الّتي تشكّل أساس مجتمعنا، لأنّها تشكّل دعامات للإيمان ومثالاً لنا جميعًا. سواء من خلال التّطوّع أو التّعليم المسيحيّ أو الدّعم المتبادل، تؤدّي هذه الأسر دورًا حاسمًا في نقل رسالة الإنجيل وفي بناء بيئة نقيّة وملتزمة روحيًّا. ففي هذا الموسم الاحتفاليّ نذكّر أنفسنا ببساطة وجمال الحياة العائليّة المحبّة، وضرورة تهيئة بيئة يمكن فيها للأطفال أن ينموا بثقة وأمن ووعي بأنّهم محبوبون. وليكن تقوى الوالدين كالنّجم المرشد الّذي يضيء مسار الأجيال المقبلة.
في هذا العيد، دعونا نحتفل ليس فقط بولادة ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح، ولكن أيضًا الاتّحاد الّذي توفّره العائلات التّقيّة لمجتمعنا. وأنّنا يمكن أن نستلهم من التزامهم وأن نسهم في الازدهار الرّوحيّ للكنيسة، وأن نخلق روابط التّضامن والمحبّة الّتي يا للأسف تتضاءل بعد موسم الاحتفال.
عسى أن يكون وجود العائلات التّقيّة في كنيستنا نعمة تلهمنا لننمو في الإيمان والمحبّة والخدمة المتبادلة. لعلّ نور الميلاد يضيء مشعًّا في مجتمعنا، ممّا يعكس جمال الاتّحاد بين العائلات الّتي تسعى للعيش وفقًا لتعاليم المخلّص.
وبروح الوحدة والتّضامن، دعونا نرفع قلوبنا في صلاة خاصّة في هذا العيد. ونصلّي معًا من أجل السّلام في العالم، وخاصّة في البلدان الّتي دمّرتها الحروب والصّراعات. ولعلّ رسالة الأمل والمصالحة في عيد الميلاد تصل إلى الّذين يواجهون الشّدائد، وتنير ظلمة أعيادهم بوعد بأيّام أكثر سلامًا وعدالة. وليكن إيماننا مرشدًا لنا في السّعي إلى عالم تسوده الرّحمة والتّفاهم على العداء. ونحن نرفع تضرّعاتنا لإطلاق سراح المختطفين، بمن فيهم أساقفة حلب بولس ويوحنّا.
أتمنّى لكم عيد ميلاد مجيد، مليئًا بالسّلام والأمل والفرح، مغمورًا بدفء العلاقات التّقويّة الّتي نتشاركها في حياة الكنيسة.
ميلاد مجيد وعام سلام للجميع."