المطران ابراهيم في عيد رئيس الملائكة ميخائيل: مدعوّون لنكون على مثاله في حياتنا اليوميّة
بعد الإنجيل المقدّس، كانت للمطران ابراهيم عظة قال فيها بحسب إعلام الأبرشيّة :
"نحن اليوم مجتمعون في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل، في قلب حارّة التّحتا بزحلة، لنرفع قلوبنا وأرواحنا إلى السّماء في وعي نورانيّ وتأمّل روحيّ. نجتمع لنستلهم من ميخائيل القدّوس، الّذي يقف دائمًا شامخًا، محاربًا للخير، مدافعًا عن الإيمان، ومبشّرًا بالأمل.
وما يزيد المناسبة بهاء في أعيننا هو إعجابنا بهذه الكنيسة التّاريخيّة التّابعة للرّهبانيّة الباسيليّة الشّويريّة وقد تمّ بناؤها ما بين 1747 و1748 على عهد المطران افتيميوس فاضل بعد أن وهب الرّهبان الشّويريّون كنيسة مار الياس القريبة للرّهبان المخلّصيّين تشجيعًا لهم على ولوج المدينة ونشر الرّسالة في البقاع. وقد أُحرقت هذه الكنيسة وجُدّد بناؤها عدّة مرّات.
يا أبناء رعيّتنا الكريمة مار مخايل، إنّ اسم "ميخائيل"، الّذي يعني "من مثل الله"، هو دعوة لكلّ واحد منّا للتّأمّل في عظمة الله وفي تفرّده وسلطانه الأبديّ. فليس هناك أحد مثل الله، لا في قوته ولا في رحمته ولا في حبّه لكلّ واحد منّا.
رئيس الملائكة ميخائيل هو رمز القوّة والشّجاعة، وهو الّذي يقود جنود السّماء في معاركهم ضدّ الشّرّ. لكن قوّته ليست فقط في الحرب، بل في الثّبات على الحقّ، وفي الدّفاع عن العدل والحقيقة. فهو بالنّسبة لنا مثال الصّمود والإيمان الّذي لا يتزعزع حتّى في وجه التّحدّيات العظيمة.
نحن، كمؤمنين، مدعوّون لنكون مثل ميخائيل في حياتنا اليوميّة. مدعوّون لنقف صامدين في وجه التّجارب والشّدائد، متمسّكين بإيماننا وثقتنا بالله، ومحاربين بسلام وحبّ في سبيل عالم أفضل. وفي وضع لبنان الرّاهن، تكتسب هذه الدّعوة للثّبات والشّجاعة معنى أعمق وأكثر إلحاحًا.
لنتذكّر أنّ كلّ معركة نواجهها، سواء كانت روحيّة أم مادّيّة، هي فرصة لنعكس فيها صورة الله ونشهد له في عالمنا. ولنتذكّر أيضًا أنّنا لسنا وحدنا في هذه المعارك؛ فكما وقف الله إلى جانب ميخائيل، كذلك يقف الله إلى جانبنا، يساندنا ويقوّينا ويمدّنا بالنّعمة والقوّة.
دعونا في هذه اللّحظات المباركة نتطلّع إلى رئيس الملائكة ميخائيل كمصدر إلهام وشفاعة، نسأله أن يصلّي من أجلنا، وأن يكون معينًا لنا في مسيرتنا الرّوحيّة وفي كلّ جهادات حياتنا.
باركنا يا ميخائيل، واشفع لنا عند العليّ، وكن لنا قائدًا وحاميًا وشفيعًا، حتّى نحيا حياة ترضي الله ونسير على درب الخير والمحبّة الّتي علّمتنا إيّاها الكنيسة الجامعة والرّسل القدّيسون. آمين."