المطران ابراهيم ترأّس قدّاس عيد مار جودا وأعلن عن افتتاح كابيلّا له قريبًا في المطرانيّة
بعد الإنجيل المقدّس، كان للمطران ابراهيم عظة تمحورت حول سيرة صاحب العيد، فقال:
"اليوم نجتمع لنتأمّل في حياة وتعاليم القدّيس الرّسول يهوذا (غير يهوذا الإسخريوطيّ)، الّذي يعرف أيضًا بالقدّيس جودا وتداوس، والّذي كان من الاثني عشر رسولاً الّذين اختارهم الرّبّ يسوع لنشر الإنجيل وتعاليم المسيحيّة. فأبوه هو كلوبا أخو القدّيس يوسف وأمّه هي مريم زوجة كلوبا إبنة خالة العذراء القدّيسة، وأخوه هو الرّسول يعقوب الصّغير. وبعد أمّ الرّبّ، مريم العذراء، سيّدة النّجاة، كان جودا أكثر من جذب أتباعًا متحمّسين على مرّ العصور. هو شفيع مقتدر، خاصّة في الحالات المستحيلة. تحتفل الكنيسة الغربيّة بعيده في 28 أكتوبر و19 حزيران في الكنيسة الشّرقيّة، وتكرّمه باعتباره قدّيس المستحيلات. يهوذا، والّذي يعتبر أخًا للرّبّ يسوع، كان شاهدًا على تعاليم الرّبّ ومعجزاته وقيامته، وقد ساهم في نشر هذه التّعاليم بين النّاس.
القدّيس يهوذا، عُرف بتفانيه في الخدمة والتّبشير بالإنجيل. كانت له إسهاماته الكبيرة في نشر الكلمة المقدّسة وتعليم النّاس حبّ الله والإيمان بالرّبّ يسوع. وقد عُرف أيضًا بحرصه على مساعدة المحتاجين والفقراء، متأسيًا بتعاليم الرّبّ يسوع الّذي علّمنا أن نحبّ بعضنا البعض كما أحبّنا هو.
إنّ حياة القدّيس يهوذا وتعاليمه تذكّرنا بأهمّيّة الثّقة والإيمان بالله في كلّ الظّروف. فقد عاش في زمن صعب ومليء بالتّحدّيات، ولكنّه لم يتراجع ولم يستسلم، بل واصل نشر الإنجيل ومساعدة النّاس بكلّ حبّ وتفان. وهكذا يجب أن نفعل نحن أيضًا، نثق بالله ونتوكّل عليه في كلّ الأوقات، ونحبّ بعضنا البعض ونساعد المحتاجين.
لنطلب شفاعة القدّيس يهوذا الّذي يعتبر شفيع الحالات الصّعبة والمستعصية، ليحمينا ويقويّ إيماننا ويمنحنا القوّة والشّجاعة لمواجهة التّحدّيات والصّعاب الّتي قد نواجهها في حياتنا. ولنتذكّر دائمًا أنّ الله معنا وأنّه يحبّنا ويعتني بنا في كلّ الأوقات.
ويذكّرنا القدّيس يهوذا أيضًا بأهمّيّة الحفاظ على وحدة الكنيسة والتّضامن بين المؤمنين. فالكنيسة هي جسد المسيح، ونحن جميعًا أعضاء في هذا الجسد، وعلينا أن نعمل معًا من أجل بناء ملكوت الله على الأرض.
ويذكّرنا القدّيس يهوذا بأهمّيّة الصّلاة والتّأمّل في كلمة الله، فهذه هي الوسيلة الّتي نتقرب بها من الله ونستمدّ منها القوّة والشّجاعة لمواجهة تحدّيات الحياة. وعندما نصلّي ونتأمّل في كلمة الله، نجد السّلام والرّاحة الّذي يملأ قلوبنا ويجعلنا قادرين على مواجهة كلّ الصّعوبات والتّحدّيات بثقة وقوّة."
وإختتم المطران ابراهيم عظته قائلاً: "فلنتذكّر دائمًا أنّ الله يحبّنا ويرعانا وأنّه يمدّ يده لنا في كلّ الأوقات ليعطينا القوّة والشّجاعة الّتي نحتاجها لمواجهة تحدّيات الحياة. ولنكن دائمًا مستعدّين للدّفاع عن إيماننا ولنعمل معًا من أجل بناء ملكوت الله على الأرض."