لبنان
07 تشرين الثاني 2022, 14:20

المطران ابراهيم احتفل بعيد رئيس الملائكة ميخائيل في جديتا ودشّن مزار مار شربل

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بعيد رئيس الملائكة ميخائيل بقدّاس احتفاليّ في كنيسة الملاك ميخائيل في جديتا، بعد أن استقبله الأهالي على مدخل الطّريق المؤدّي إلى الكنيسة على وقع عزف الموسيقى.

وشارك في القدّاس الإلهيّ كاهن الرّعيّة الأب اليان أبو شعر والأب شربل راشد، وخدمته جوقة الكنيسة بحضور جمهور كبير من أبناء البلدة والرّعيّة.

بعد الإنجيل المقدّس، كان للمطران ابراهيم عظة هنّأ فيها أهالي البلدة بعيد شفيعهم الملاك وقال بحسب إعلام المطرانيّة: "أيّها الأحبّاء القيّمون على هذه البلدة الغالية جديتا، أعايدكم في هذه المناسبة المقدّسة وأنتم تحتفلون بعيد شفيع كنيستكم رئيس الملائكة ميخائيل. يطمئنّ الإنسان عندما يكون شفيعه رئيس الملائكة، رئيس الجنود، وليس ملاكًا عاديًّا. مار ميخائيل حمى هذه البلدة بقوّة قداسته وبقوّة نورانيّته، ليس بقوّة السّيف ولا بقوّة سلاح. مار ميخائيل ليس رمزًا للعنف، هو رمز للمسة الله الحنونة، الشّافية والحامية، لذلك الإنسان الّذي يتّخذ الملاك ميخائيل شفيعًا له لا يستقوي به من ناحية القوّة لكن يستقوي به من ناحية القداسة. الملاك ميخائيل له قصّة مع كلّ واحد منكم. أنا من بلدة جنسنايا شفيعها النّبيّ ابراهيم وغالبيّة أهلها يحملون اسم ابراهيم وأنا واحد منهم. أهالي بلدتي يتشفّعون للنّبيّ ابراهيم وهي شفاعة أكيدة لأنّ الأيّام علّمتهم على مدى الأجيال بأنّ أب الآباء النّبيّ ابراهيم هو فعلاً حارس البلدة وليس فقط شفيع الكنيسة بل شفيع كلّ شخص من أبناء البلدة، وهذه حال الملاك ميخائيل بالنّسبة لكم، كما في غير بلدات لديهم شفعاء آخرين، لكن هؤلاء الشّفعاء جميعًا يقودوننا نحو يسوع، ويوجّهوا أنظارنا وقلوبنا، إيماننا وأفكارنا نحو يسوع المسيح."

واضاف "ما يعرفه يسوع عنّا لا يعرفه الآخرون. هو يعرف أسرارنا وأوضاعنا وحالتنا. وكما في إنجيل اليوم نحن نعرف أنّ بلدنا كلّه ينزف وليس فقط الأفراد، عائلات وبلدات، مدن ومؤسّسات، وطن بكامله ينزف وهو بحاجة لأن يلمس يسوع ليستمدّ منه قوّة الشّفاء. يسوع ينتظر وسط الجموع ليشعر بلمسة المحتاج إليه. لا يعتقد أحد أنّنا نكرة عند الرّبّ يسوع، عندما تكون حالتنا تستدعي أن نلمسه ونستشفي عنده لا تستطيع أيّة قوّة أخرى أن تخلّصنا، وهو بانتظارنا. ليس كلّ من يلمس الرّبّ يشعر به يسوع المسيح، أحيانًا نطلب من الرّبّ طلبات غير معقولة وغير منطقيّة وبالتّأكيد لن يشعر الرّبّ بها لأنّ هناك أشخاص آخرون يستحقّونها عن جرح عميق ونزف مدّته 12 سنة، عن إفلاس بسبب المرض والاحتياجات الإنسانيّة العميقة والكيانيّة، هؤلاء الأشخاص عندما يلمسون المسيح يشعر بهم بطريقة مختلفة.

لذلك نحن نقول إنّ النّزف ليس فقط نزف الدّمّ، ليس فقط نزف جرح، لأنّ الجراح متعدّدة الأنواع والأشكال، متنوّعة المشاعر والأحاسيس، لكن يبقى لمسة واحدة لا تختلف عند المريض الّذي يحتاج إلى شفاء. يسوع هو شفاؤنا، هو ملاكنا الّذي يحمل اسم ميخائيل في هذه البلدة.

هناك بيوت كثيرة تنزف ولا أحد يعرف بجرح الآخر، لا أحد منّا يستطيع أن يقول بأنّ ليس لديه نزيف والرّبّ يسوع ينتظرنا أن نمدّ يدنا ونسرق لمسة منه لكي نشفى."  

وتابع "أحيانًا هناك أحوال نعتبرها مستحيلة. من يستطيع أن يلمس لبنان اليوم ويخلّصه؟ هناك الكثير من النّاس ينظّرون فيقولون إنّنا بحاجة لدولة خارجيّة تحكم لبنان، وآخرون يقولون إنّه بحاجة إلى دكتاتور ليصلح الأوضاع، وغيرهم يقولون إنّه ليس هناك نوى هذا بلد ذاهب إلى الهاوية. بالنّسبة إلينا هو مائت لكن بالنّسبة للرّبّ يسوع هو نائم. لبنان سينهض عندما يأمره الرّبّ يسوع له ويقول له "يا لبنان قم" ولبنان بالتّأكيد سيتسجيب لطلب الله، لأنّ ما نعتقده مستحيل، عند الله ليس مستحيلاً، هذا هو إيماننا. "

وإختتم المطران ابراهيم "نصلّي اليوم من أجل لبنان ومن أجل هذه البلدة جديتا، نصلّي من أجل كلّ واحد منكم لكي يتوقّف نزيفنا، لكي نشفى ونعود إلى صحّتنا الكاملة، لنستيقظ من نومنا ولا نعود مائتين بنظر النّاس.

في الختام أشكر الدّكتور جوزف خزاقة على كلمته الرّائعة، وأقول لكم إنّ وجود هذه الكنيسة في البلدة هو نعمة، والنّعمة الأكبر أنّكم أشخاصًا تعرفون الإيمان بيسوع المسيح وتعيشون بحسب إرادة الرّبّ، وهذا هو غناكم."  

وفي نهاية القدّاس، كانت كلمة شكر لكاهن الرّعيّة الأب اليان أبو شعر توجّه بها إلى المطران ابراهيم لمحبّته الكبيرة للبلدة والرّعيّة، وقدّم إليه بإسم أبناء وبنات الرّعيّة بطرشيلاً واموفوريوم.

وتوجّه الجميع إلى باحة صالون الكنيسة حيث بارك المطران ابراهيم الماء المقدّس وقطع شريط الافتتاح لمزار القدّيس شربل الّذي تبرّع بإقامته السّيّد سبع خزاقة وأشقّائه، بحضور كاهن رعيّة سيّدة الخلاص المارونيّة الأب طوني الصّقر، وكاهن رعيّة القدّيس جاورجيوس للرّوم الأرثوذكس الأب ثيموتاوس أبو رجيلي، ورشّ التّمثال والحضور بالماء المقدّس وسط التّراتيل الخاصّة بالقدّيس شربل.

وانتقل الحضور إلى صالون الكنيسة حيث تبادلوا التّهاني بعيد الملاك ميخائيل.