المرتضى في "الملتقى اللبناني لصون الأسرة والقيم": المجتمعات لا تسقط إلا بفعل انحلالها الاجتماعي
بداية النشيد الوطني، ثم كلمة موحدة من مؤسسي اللقاء تناولوا فيها "أهمية المحافظة على الروابط والقيم الأسرية ولا سيما في الظروف الراهنة التي تتعرض فيها الأسرة للكثير من التفكك".
وأكد المؤسسون أن "الملتقى اللبناني هو منبر حوار إنساني منفتح على جميع الناس من كافة الأطياف اللبنانية من دون استثناء، وكلما ازداد التعاون بين أبناء الوطن الواحد ازددنا قوة وإيمانا بمبادئنا السماوية والأخلاقية والعلمية لأنّ لقاء اليوم هو على محورية الإنسان لنكون صوتًا واحدًا لكل لبناني يدافع عن قيمه وإيمانه وتراثه".
وشكروا كل من دعمهم من شخصيات روحية، وخصّوا المرتضى بتحية، معتبرين "وزارة الثقافة شريكًا فاعلًا في هذا الملتقى".
المرتضى
بدوره، قال المرتضى: "الأسرة التي هي أقدم خلية اجتماعية عرفتها البشرية، ما زالت صامدة إلى اليوم، بل ما زالت الحاجة إليها ملحة لبقاء المجتمع سليمًا من الآفات والأمراض الهدامة. ذلك أن أي أمة سادت الأرض أو بعضها في زمان ما على مر العصور، لم تسقط إلا بفعل انحلالها الاجتماعي، وتفشي الدعوات المتحللة من الخلقيات التي نشأت عليها، فيصير سقوطها انهيارًا داخليًّا قبل أي عمل عدواني خارجي".
أضاف: "لقد قاومنا وانتصرنا في ساحات الجهاد، وسوف نقاوم وننتصر في ساحات حماية القيم والأسرة والمحبة العائلية".
وتابع: "من يتأمل ما يجري له الترويج في بلادنا من مقولات مخالفة لتراثنا الديني والأخلاقي والقانوني، تحت ستار التطور والحرية، يكتشف بسرعة أن المسألة تتعدّى هذين الشعارين، وأنها خطة منظمة لضرب الأسس التي تقوم عليه إنسانيتنا. فإن جميع أولئك الداعين إلى التطور والحرية، يتخلون عنهما ويزيحون القناع عن وجوههم الحقيقية إذا قلنا لهم مثلًا إن الحرية حق لأبناء فلسطين، أو إن التطور التكنولوجي السلمي حقٌ لجميع شعوب الأرض، عند ذاك لا يبقى لهاتين القيمتين مجال في خطابهم، ويصبح القمع والتهديد والعقوبات لسان حالهم الوحيد".
وختم: "من هذه المنطلقات جميعها يصبح ملتقانا حركة حماية لمستقبل الأرض كلها وللشعوب جمعاء. فالأسرة ليست خاصية دينية فقط، تنتمي إلى هذا الدين أو ذاك، بل هي العلامة الفارقة لوجود الحضارة البشرية، ذلك أنها التعبير الأكمل عن التضامن والتعارف والوحدة من ضمن التنوع، والتلاقي من أجل البناء. وما انحلال هذه القيم في أي مجتمع إلا بابٌ للسيطرة عليه وترويضه والاستيلاء على خيراته. لقد قاومنا وانتصرنا في ساحات الجهاد، وسوف نقاوم وننتصر في ساحات حماية القيم والاسرة والمحبة العائلية".
العاصي
ثم كانت مداخلات أبرزها لرئيس "المجلس الثقافي الإنمائي لمدينة بيروت" الإعلامي محمد العاصي الذي بارك فكرة إطلاق الملتقى، مشيدًا بدور وزير الثقافة "الريادي من خلال إشراك وزارة الثقافة في هذه الانطلاقة التي من شأنها حماية الأسرة والمجتمع اللبناني وحمايته".
وختم: "إننا في المجلس الثقافي الإنمائي لمدينة بيروت الذي لي شرف رئاسته، نضع جهودنا بتصرف الملتقى برعاية معالي الوزير القاضي محمد المرتضى، هذا الوزير المقدام والشجاع الذي يبادر للنهوض بواقع الثقافة في لبنان، وله لمسات واضحة على المستوى الإنساني والوطني ككل".
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام