دينيّة
29 نيسان 2018, 07:00

المحبّة أوّلًا..

تتجلّى محبّة الرّبّ في إنجيل الأحد الخامس من زمن القيامة المجيدة من خلال ابنه الرّاعي الأمين والسّاهر أبدًا علينا، الذي يستعطي محبّتنا متسائلًا دومًا: "أتحبني؟!".

 

من هنا، وبتعجب واندهاش يستهلّ خوري رعيّة مار ميخائيل- بيت الشّعار جيلبير اسطفان تأمّله لموقع نورنيوز الإخباريّ حول موقف يسوع من بطرس متسائلًا: "غريبٌ تصرّف يسوع: الضّحيّة تبادر إلى الظّالم، والحبيب يذهب إلى الخائن. فيسوع يسأل بطرس: يا سمعان أنا أحبّك، ماذا عنك؟".

وأمام هذا الموقف المجبول بالتّواضع والحبّ يكمل الخوري اسطفان تساؤله: "ونحن في حياتنا عندما يحصل خطأ ما، نفتح دفتر الحسابات لنرى من يمتلك الحقّ. بينما يسوع لم يسأل بطرس عن سبب النّكران، لأنّ الغفران لا يسجن الآخر في تاريخ الماضي بل يحرّره، فالذي يبادر باسم المحبّة لا يمتلك دفتر حسابات لأنّ المحبّة تستر جمًّا من الخطايا."

ويعقّب الخوري اسطفان قائلًا: "في لقائه الأوّل، أعطى يسوع لسمعان إسمًا جديدًا وهو "بطرس" أي الصّخرة. أمّا اليوم فهو يناديه باسم سمعان لا بطرس، لأنّ يسوع يتوجّه إلى قلب سمعان وليس إلى ألقابه. أمام يسوع كلّ شيء يسقط، لا ألقاب ولا مال ولا سلطة... هو الكلّ في الكلّ."

ويضيف خوري بيت الشّعّار، "يسوع يطلب من سمعان مهمّة وهي رعاية الخراف، فهو يقول له: إن كنتَ تحبّني فأنت تحبّ الآخرين وتخدمهم. ونحن بالتّالي، لا يمكننا أن ندّعي أننا نحبّ يسوع ونحن لا نحبّ الآخرين."

ويختم الخوري اسطفان بالإضاءة على قول يسوع لبطرس: "اتبعني"، مع العلم أنّ هذا الأخير ترك كلّ شيء وتبعه. غير أنّه يطلب منه اليوم أكثر، إذ على بطرس أن يتخلّى عن مشاريعه وأفكاره ليتبع مشاريع يسوع وأفكاره."

هكذا، يضعنا تأمّل الخوري اسطفان أمام ذواتنا فنتساءل: هل نلتزم بالبشارة كبطرس ونعيش المحبّة بعمق معانيها على مثال ربّنا؟ وهل نستطيع أن نتخلّى عن مشاريعنا وأفكارنا مسلّمين ذواتنا بكلّيتها للرّبّ؟ هل نحن فعلًا على قدر هذه المسؤوليّة؟ إن كان الجواب إيجابيًّا، فعلينا إذًا أن ننجح بمحبّة الآخرين أوّلًا.