دينيّة
06 نيسان 2020, 13:00

المحبّة ثمّ الخدمة!

ماريلين صليبي
"لقد أتينا إلى العالم لنحبّ الله والآخرين. إنَّ المأساة التي نعيشها تدفعنا لكي تأخذ على محمل الجدّ ما هو جديّ وألّا نضيّع أنفسنا في أمور تافهة ولكي نكتشف مجدّدًا أنّ الحياة لا معنى لها إن لم نخدم الآخرين، لأنّ الحياة تُقاس بالحبّ"... هذا ما غرّد به البابا فرنسيس ليسكب على حياتنا جرعة أمل ورجاء وحبّ وعطاء.

العنوان العريض الذي أراد البابا فرنسيس التّركيز عليه هو المحبّة ثمّ الخدمة! فهذه الفترة العصيبة المتمثّلة بزمن كورونا، التي يمرّ بها العالم ليست سوى فرصة لنتألّق بالمحبّة والخدمة، فعلينا مبادلة الآخر بالمحبّة أوّلًا، أيّ محبّة المصابين بالكورونا الذين يجب اعتبارهم إخوتنا في الإنسانيّة، إخوتنا المحتاجين إلى حناننا وعطفنا وقبولنا وانفتاحنا، وعلينا مبادلة الآخر بالخدمة ثانيًا، خدمة هؤلاء المحتاجين إلى العناية الطّبّيّة والصّحّيّة والنّفسيّة.

هذه الفترة لا بدّ من أن تزرع في نفوسنا الشّغف للعطاء المجّانيّ والسّخاء بلا حدود، شغف مقرون بالحبّ الصّادق والقلب الوديع، وكلّ ذلك مكلّل بالنّضج والوعي بعيدًا عن الضّياع في أمور تافهة وأفكار سطحيّة.

الحياة نعمة من الله، يسكب الخالق فيها فيضًا من الفرح من جهة ونهرًا من الحزن من جهة أخرى، لذا يبقى الأهمّ اختبار أنّ الحياة ليست مساحة للّهو والسّهر والمجون، بل مسرحًا للعيش بحسب تعاليم المسيح، متّحدين بالإيمان والسّلام، مثابرين على العلم والثّقافة والمعرفة، مبتعدين عن السّخافة والقشور، مركّزين على الجوهر والأساس الرّوحيّين.