المتعايشون مع السمنة من بين الأكثر عرضة لدخول المستشفيات والوفاة بسبب كوفيد-19
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن السمنة اضطراب ناتج عن عوامل متعددة ويؤثر على الناس في البلدان الفقيرة والغنية على حدّ سواء.
أما الآثار الصحية للسمنة فهي واسعة النطاق، وتشمل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والاكتئاب والعجز الجنسي ومضاعفات الولادة واضطرابات النوم.
كما أن الأطفال الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب والتنمّر. وتؤدي السمنة وما تسببه من أمراض وعجز إلى تأثير اقتصادي كبير من حيث التكاليف الصحية وفقدان الإنتاجية وما يصاحب ذلك من تأثير سلبي على النمو الاقتصادي.
كوفيد-19 تعيق مكافحة السمنة
وفي اليوم العالمي لمكافحة السمنة، قال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن جائحة كـوفيد-19 زادت من صعوبة مكافحة السمنة.
وأضاف يقول: "يفترس مرض كوفيد-19 الأشخاص الذين يعيشون مع السمنة، لأنهم أكثر عرضة لدخول المستشفى ولديهم احتمالية أعلى للإصابة بأمراض خطيرة والوفاة".
وأوضح أن الجائحة أعاقت قدرة الأشخاص على ممارسة التمارين الرياضية، وأدّت الصعوبات الاقتصادية واضطرابات التوزيع إلى تقليل فرص الحصول على تغذية آمنة ومغذية.
وأشار إلى أن العزلة زادت بشكل كبير، مما أدّى في كثير من الأحيان إلى ضائقة نفسية تزيد من السمنة. وتابع يقول: "هناك حاجة إلى استراتيجيات شاملة ومتماسكة للوقاية من السمنة وإدارتها بشكل فعّال ومستدام".
زيادة الوزن ثاني أكبر سبب لدخول المستشفى
وبيّن تقرير صدر عن الاتحاد العالمي لمكافحة السمنة، وهو أحد شركاء منظمة الصحة العالمية، أن زيادة وزن الجسم هي ثاني أكبر سبب للتوجه للمستشفى وزيادة مخاطر وفاة المصابين بمرض كوفيد-19. أما أول سبب فهو التقدم في العمر.
ويشير التقرير إلى أن الدول التي يوجد فيها عدد منخفض من البالغين الذين يعانون من السمنة، تسجل معدلات وفاة من كوفيد-19 أقل من عُشر المستويات التي وجدت في الدول التي تؤثر فيها السمنة على عدد كبير من البالغين.
وشدّد التقرير على الحاجة للتعريف عن الوزن الزائد كعامل خطر رئيسي للأمراض المعدية بما فيها فيروسات الجهاز التنفسي.
ووجد التقرير أيضًا أن من الـ 2.5 مليون وفاة بسبب كوفيد-19 حتى نهاية شباط/فبراير 2021، توفي 2.2 مليون شخص في البلدان التي يُصنّف فيها أكثر من نصف السكان على أنهم يعانون من زيادة الوزن.
لكن يؤكد التقرير أن هذه المعطيات غير مكتملة بالضرورة، وقد تتضح الصورة أكثر مع تطور الجائحة.
مكافحة السمنة بالأدوات الصحية والمالية
دعا د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إلى محاربة السمنة باستخدام أدوات الصحة العامة من خلال توسيع نطاق الإجراءات للحد منها ومكافحتها وإدارتها. وأشار إلى أن الوقاية تبدأ بالتغذية الجيدة للأم وإدارة زيادة الوزن أثناء الحمل.
وقال: "للأسف، تحتوي معظم المنتجات المخصّصة للأطفال على نسبة عالية من السكر، مثل حبوب الإفطار ومنتجات الألبان والعديد من الوجبات الخفيفة".
كما أوضح أن بالإمكان محاربة السمنة بالأدوات المالية والتنظيمية لجعل النظم الغذائية في المتناول وبأسعار معقولة، وحثّ على إبلاغ الناس بوضوح بمكونات الطعام الذي يشترونه ويستهلكونه بطريقة سلسلة، وسهلة على الأطفال الصغار أيضًا.
كما دعا إلى توفير رعاية عالية الجودة للأطفال والبالغين الذين يعانون من السمنة.
وقال: "مثل كوفيد-19، السمنة هي تحدّ عالمي لا يمكن مواجهته سوى باستجابة عالمية".