المتروبوليت موسي ليوحنّا العاشر: خدمة كخدمتكم تتلطّف فقط بملح التّضحية والمحبّة القلبيّة
"المسيح قام!
أعايدكم بمناسبة عيد شفيعكم، التّلميذ الحبيب الّذي يضعنا في بشارته الإنجيليّة في حميميّة مع يسوع تميّز بها: فهو الّذي "اتّكأ على صدر السّيّد" (يوحنّا 13: 25)، وأخذ والدته "إلى خاصّته" (يوحنّا 19: 27)، والّذي سبق "بطرس وجاء أوّلاً إلى القبر... ورأى فآمن" (يوحنّا 20: 4، 8). إنّه سياق واحد يعاين فيه التّلميذ الحبيب الذّبيحة في العشاء، ويلبّي الطّلب الأخير للذّبيح على الصّليب، وأخيرًا، يصير أوّل التّلاميذ الّذين آمنوا لمّا عاين الآثار الّتي تركها المذبوح في القبر.
لا شكّ أنّ هذه المعاينة- الوديعة، العزيزة والثّمينة على قلب شفيعكم، هي الّتي تنير معارج متابعتكم لخدمتكم الرّسوليّة. إنّها خدمة تحمل معها بركاتها وأتعابها، تلك الّتي تكشف عن طبيعتها هذه الآية: "كلّ واحد يملَّح بنار وكلّ ذبيحة تملَّح بملح" (مرقص 9: 49). فالرّبّ لم يلطّف أيّة خدمة باسمه وله، بل استخدم صورة مألوفة من حياتنا اليوميّة، كما على سبيل المثال عندما يهيّئ المرء قطعة لحم بتمليحها قبل وضعها للشّواء على الفحم أو في الفرن. خدمة كخدمتكم تتلطّف فقط بملح التّضحية والمحبّة القلبيّة، ما يجعلها ذات معنى على مذبح القريب ومذبح الرّبّ في آن معًا. إنّها خدمة من اتّكأ على الصّدر الحبيب.
أشارك سلفي المتروبوليت جاورجيوس الدّعاء، مع إكليروس الأبرشيّة ورهبانها وراهباتها وأبنائها، من أجل أن يُلطّف الرّبّ خدمتكم ويَلطف بغبطتكم بنعمته. ونحن بدورنا نلتمس منكم جميعًا الدّعاء من أجل خدمتنا في كنيستنا الحبيبة".