المؤتمر العالمي لوزراء التعليم: نحو خطة عمل مشتركة لمكافحة خطاب الكراهية
في ظلِّ القلق الكبير الذي تسبَّبت به جائحة "كوفيد-19"، لوحظ انتشار خطاب الكراهية على الإنترنت وفي الحياة الواقعية؛ فقد تحولت ردة الفعل المتمثلة في العثور على كبش فداء، إلى تفاقم واضح في انتشار الأحكام المسبقة والقوالب النمطية والتمييز. وقد دعت الأمم المتحدة واليونسكو الدول إلى التحرُّك لمواجهة هذه الظواهر الضارة.
وقد نظَّمت اليونسكو هذا المؤتمر العالمي لوزراء التعليم، الأول من نوعه، الذي عُقد في 26 تشرين الأول/أكتوبر، وترأسه رئيس ناميبيا، حاجي جينجوب، الذي أتاح البتَّ في إجراءات مشتركة ستتخذ في جميع المراحل التعليمية، مع تحديد الأولويات المتمثلة في الدراية الإعلامية والمعلوماتية وتدريب المعلمين والتوعية بالمواطنة الرقمية.
عمل اليونسكو وشركائها على التصدي لخطاب الكراهية، مجالات متعددة، ومنها:
التصدي لخطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي: المصمم من أجل رصد انتشار خطاب الكراهية على شبكة الإنترنت وتأثيره، وتقييم الوسائل الكفيلة بمكافحته.
منهاج الدراية الإعلامية والمعلوماتية للمعلمين، الرامي إلى تمكين الشباب من تقييم مدى أهمية وصحة المعلومات التي يطلعون عليها.
التصدي لمعاداة السامية من خلال التعليم، والتثقيف عن محرقة اليهود والإبادة الجماعية، بما في ذلك تدريب صانعي السياسات ومدربي المعلمين في مختلف مناطق العالم.
درء التطرف العنيف من خلال تقديم الدعم إلى الشباب لكي يتمكنوا من مكافحة الأيديولوجيات الخطيرة التي تحضُّ على الكراهية، ومن خلال تدريب المربين وإرشادهم.
وقد نظِّم المؤتمر العالمي للوزراء بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية والمسؤولية عن الحماية. وهو يستند إلى المنتدى المتعدد الأطراف الذي عقدته اليونسكو في بدايات شهر تشرين الأول/أكتوبر، وجمع منظمات المجتمع المدني وخبراء في مجال حقوق الإنسان، وشركات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، بما فيها فيسبوك ويوتيوب وتيك توك، وممثلين عن الحكومات.
ويندرج هذا المؤتمر في إطار استراتيجية الأمم المتحدة وخطة عملها بشأن خطاب الكراهية، التي تقوم على نهج يعتمد على حقوق الإنسان وحرية التعبير، وتشدِّد بوجه خاص على دور التعليم في التصدي لخطاب الكراهية، بما في ذلك التصدي لأسبابه الأصلية ودوافعه.
ويقع تعزيز التدابير التعليمية الرامية إلى بناء قدرة الدارسين على الصمود في وجه خطاب الإقصاء والكراهية، في صميم خطة التنمية المستدامة للتعليم لعام 2030، ولا سيما في صميم الغاية 4.7 من الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة، التي تلامس الأغراض الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية للتعليم.
المصدر: اليونسكو