المؤتمر الدولي السنوي لـ"أويسكو" انعقد في أنطش مار يوحنا مرقس - جبيل وناقش "قيم السلام في المسيحية والإسلام"
ألقى رئيس المنظمة الدكتور الشيخ مخلص الجدة كلمة أكد فيها أن "الحوار هو من أهم القواعد التي ترسي السلام والأمن وتساعد الشعوب والمجتمعات على المزيد من الاستقرار"، وقال: "إن اختيارنا عقد مؤتمرنا السنوي لهذا العام في مدينة جبيل، هذه المدينة العريقة، التي طالما احتضنت الحوار والعيش المشترك على المستويات كافة، وتقيم المبادرات واللقاءات والندوات التوعوية أصبحت مثالا يحتذى، وهذا ما رشحها بجدارة لأن تكون عاصمة الحوار الإسلامي – المسيحي".
الأب عبود
وتحدث رئيس أنطش مار يوحنا مرقس في جبيل الأب الدكتور سيمون عبود فقال: "ما مؤتمرنا اليوم، إلا استكشاف لمعنى أعمق لقيمة السلام، وهو أكثر من مجرد حالة عدم وجود حرب أو صراعات عنيفة، إنه هالة تتطلب السعي للتفاهم والتعايش والتحلي بالإرادة لبناء عالم يتسم بالعدل والمساواة في البعد الزمني، وبالطهر والقداسة في البعد الأبدي."
وأكد أن "قيمة السلام تتخطى الجوانب السياسية والاقتصادية، وتغوص إلى عمق الروح الإنساني"، وقال: "إنها قيمة تشتمل على الصفاء الداخلي والسكينة والتوازن الذي ينبثق من تقبل واحترام كرامة الإنسان، كل إنسان."
أضاف: "إن السلام يتعلق بالتواصل والتفاهم المتبادل بين الثقافات والأديان المختلفة. إنه يعزز القدرة على التعاون والعمل المشترك لمواجهة التحديات المشتركة. إذا، فهو رحلة مستمرة لاستنباط القيم المشتركة وإشاعة الحب والمحبة بين المجتمعات".
وتابع: "عندما نتحدث عن السلام في سياق الحوار المسيحي - الإسلامي، فإننا نتحدث عن الرغبة الحقيقية في بناء عالم يسوده التعاون والاحترام بين الجميع، إنه تكريس للعدل والمساواة وحقوق الإنسان. لذا، دعونا نجد ضالتنا في قيمة السلام، ولنتعمق معا في هذا المؤتمر، لنستكشف سبل تحقيق السلام وتعزيز التعاون البناء من أجل عالم يزهو فيه السلام والتسامح والعدل."
وأردف: "إني، إذ أنعم بمشاركتكم في هذا المؤتمر في أنطش مار يوحنا مرقس - جبيل، هذا الصرح الروحي والاجتماعي للمدينة وللقضاء، أدعوكم إلى سبر غور آفاق جديدة للتواصل والتأمل معا، متمنيا لكم مؤتمرا مليئا بالحوار الثقافي والروحي، فنصبح معا روادا للسلام ومنبرا للأمل في عالمنا المضطرب. "
وفي ختام كلمته، منحه الجدة الوسام المذهب للمنظمة وشهادة الاستحقاق والتقدير العالي في فلسفة الحوار الديني والإنساني، تقديرا لإسهاماته ودوره المتواصل في قضايا الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
ثم توجه عبود بكلمة شكر قال فيها: "إن دفء التكريم هذا وعمق الاحترام يعززان إيماني بانفتاح الحوار إلى اللاحدود، حيث تحاكي النفس جوهر التلاقي والاحترام".
أضاف: "ما المنظمة العالمية لحوار الأديان والحضارات - أويسكو وجامعة الحضارة العالمية المفتوحة، بشخص الدكتور مخلص الجدة، إلا مرساة مراكب الأديان في ميناء الحوار والتلاقي، تحت شراع الوحدة في التعددية، ومجذاف الإنسانية والإحترام المتبادل لخصوصية الأديان."
وتابع: "إن عظمة الإيمان تتجلى بلغة الصلاة التي ترتفع بصمت كعبق البخور نحو السماء. وما يجمعنا، لأبلغ تعبير عن أنبل العلاقة ما بين كنيسة ومسجد أو حتى مذبح ومحراب."
بطرس عبود
من جهته، قال رئيس بلدية عنايا كفربعال بطرس عبود: "على مر التاريخ، كتب العديد من الفلاسفة والشعراء عن قيمة السلام وأهميتها في حياة البشرية. لقد وصفوها بأنها نور يضيء طريق الحياة ورمز للأمان والاستقرار، وأساس للتعاون والتقدم. وعندما نتأمل في قيمة السلام، ندرك أنها ليست مجرد حالة سطحية أو طموحا بعيد المنال، بل هي مفتاح لتحقيق التوازن والتناغم في الذات والمجتمعات."
أضاف: "هذا المؤتمر هو فرصة قيمة لنا جميعا لنتعلم من بعضنا البعض، ونتبادل الأفكار والتجارب، ونعزز قيم التعايش. إنه منبر لنشر رسالة الحب والسلام، ولتأكيد أن الديانات السماوية تدعو إلى الوحدة والتعاون بين البشر. إنها دعوة لنصنع السلام داخل قلوبنا قبل أن ننشره حولنا".
وتابع: "ما هو السلام إلا رحلة داخلية وخارجية في آن واحد، وعلينا أن نبني جسرا من التفاهم والمحبة، ونؤمن بأن التعاون والتسامح هما السبيل لتحقيق السلام المستدام. إن قيمة السلام تتجاوز حدود الثقافات والديانات، فهي قيمة إنسانية عالمية، إنها منبر لنبذ العداء والتفرقة، وللوحدة والتآخي بين الأمم".
الجلسة العلمية الأولى
وتخللت الجلسة العلمية الأولى كلمات للمفتي الشيخ الدكتور مالك الشعار، أمين عام اللقاء التشاوري وملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار في لبنان العلامة الشيخ حسين أحمد شحادة، مفتي صيدا الجعفري الأمين العام للهيئة العالمية للفقه الإسلامي المفتي الدكتور الشيخ محمد عسيران، مفتي بلاد جبيل وتوابعها المفتي الشيخ غسان اللقيس، مطران جبل لبنان للسريان الأرثوذكس جورج ثاوفيلوس صليبا، المطران كيرلس سليم بسترس، كلمة رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الدكتور الشيخ نزيه رافع القاها ممثله الشيخ سليمان الحلبي، رئيس محكمة جبل لبنان الشرعية السنية القاضي الدكتور الشيخ أحمد درويش الكردي، مستشار مطران بيروت للروم الملكيين الكاثوليك الدكتور سهيل أبو حلا، أمين السر العام في المجلس المذهبي الدرزي سابقا مستشار البنك الدولي الدكتور منير حمزة، مستشار رئيس الجمهورية السابق لشؤون الحوار الإسلامي المسيحي منسق اللجنة الاكاديمية لـ"أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" الدكتور ناجي خوري، كلمة معاون المفتي الجعفري في بلاد جبيل وكسروان العلامة الشيخ محمد حيدر أحمد.
الجلسة العلمية الثانية
وترأست الجلسة العلمية الثانية رئيسة "ديوان أهل القلم" الدكتورة سلوى الخليل الأمين، وتحدث فيها القاضي في المحكمة الاستئنافية البطريركية للروم الملكيين الكاثوليك في لبنان الأب الياس صليبا، الأب الدكتور ميخائيل روحانا الأنطوني، مدير المكتبة الوطنية في بعقلين غازي صعب، الدكتور حسن حيدر أحمد، الدكتور أحمد نبيل الأشقر، الدكتور أمير العطية من مستشفى الشرق الأوسط ورئيس جمعية الصداقة اللبنانية العراقية، ممثل الدول العربية في الشبكة العالمية للموارد الطبيعية والانتاج الانظف لدى الأمم المتحدة الدكتور علي محمد يعقوب، مستشار المنظمة للشؤون العلمية والثقافية الدكتور ميشال جحا، إضافة إلى أساتذة جامعيين.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام