اللّقاء الدوليّ لجماعة سانت إيجيديو لتخطّي حواجز السياسات الضيّقة وخطاياها
ودعا البابا فرنسيس لفتح أبواب سلام من خلال الشجاعة المتواضعة والمثابَرة الحازمة، ولكنّه أكدّ بشكلٍ خاصّ على الحاجة إلى الصّلاة، لأنَّ الصلاة هي أساس السلام. وكقادة دينيين، لدينا في هذه المرحلة التاريخيّة، مسؤوليّة مميّزة: أن نكون ونعيش كأشخاص سلام يشهدون ويذكّرون أنّ الله يكره الحرب وأنَّ الحرب ليست أبدًا مقدّسة وأنّه لا يمكن ارتكاب العنف أو تبريره باسم الله. وبالتالي نحن مدعوون لإيقاظ الضمائر ونشر الرّجاء وتحفيز ودعم صانعي السلام.
يقول إنّ ما لا يمكننا فعله وما لا ينبغي علينا فعله هو أن نقف غير مبالين، فتصبح مأساة الحقد طيَّ النسيان ونستسلم لفكرة أن الكائن البشريّ قد أصبح مهمّشًا ويتقدّمه السلطة والربح.
ومن جهته، ألقى بطريرك أنطاكية للروم الارثوذكس يوحنا العاشر، كلمة في المؤتمر، شرح فيها النزاعات العبثية في بلاد الشرق التي أتت لتفتّت مجتمعاتنا وتقضي على ما فيها من دفء، وتأنٍّ، وتطلعات.. "عنف لم تشهد له منطقتنا مثيلاً، ولا حتى في عصور الظلمة. حروب دخيلة تنفذها جماعات دينية متطرّفة، لا صلة لها بالدين كما تعرفه بلادنا، بل هي تعبير عن نزعات راديكالية تفتقر إلى الحد الأدنى من الإنسانية والوعي والضمير".
وسأل: "من تراه المسؤول عن التشريد المنهجي لأهالي قرانا ومدننا؟"
كما تساءل كيف أنّ المجتمع الدولي يتناسى قضيّة المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي والآباء الكهنة المخطوفين منذ أكثر من أربعة أعوام.
وأكدّ البطريرك يازجي أنّ المسيحييّن في الشرق اليوم لا تُسمَع هتافاتهم، كاشفاً أنّ "الإنسانية اليوم في مخاضٍ وهي بحاجة ماسّة إلى حوار وتلاقٍ أصيلين يتخطيّان حواجز السياسات الضيقة وخطاياها، وإلى مقاربة سياسية إنسانية قائمة على المصالحة والوفاق، تطرح عنها الإيديولوجيات الجامدة، والقناعات المسبقة، لكي تكسر حواجز التاريخ وأقنعته وعقده.
وشدّد على أننا اليوم "مدعوون لأن نلتقي ونتضامن لكي نقدم معا للعالم نموذجا حقيقيا للسلام في العلاقات والمفاهيم ومناهج التعامل. بهذا نمنح السلام للناس ونشهد أن السلام الحقيقي الذي يسكن قلب الإنسان، فردا وجماعات، هو وحده قادر أن يشفي كل جرح في الذاكرة التاريخية وفي العلاقات بين البشر".