الفاتيكان
13 أيلول 2017, 11:13

اللّامركزية في الكنيسة... حلم البابا فرنسيس والمعارضون تخوّفهم "البروتستانتيّة"

يبدو أنّ البابا فرنسيس يحارب هذه الأيّام "المركزيّة المفرطة" للكنيسة، ويستعين لتحقيق ذلك بمجموعة من الكرادلة كان قد اختارهم بُعيد انتخابه وشكّلوا ما يُعرف بمجلس التّسعة المؤلّف من تسعة من الكرادلة المستشارين ومهمّتهم المضيّ قدمًا إلى جانب الأب الأقدس في طريق التّجددّ وإصلاح الكوريا الرّومانيّة.

 

وتُظهر معطيات الاجتماع الأخير الّذي يختتم أعماله اليوم أنّ التّفكير انصبّ على إيجاد سبل تمكّن من اتّخاذ القرارات الرّومانيّة على المستوى المحلّيّ. وبات الأمر واضحًا بالنّسبة إلى البابا الأرجنتينيّ الّذي يعتبر أنّ القرارات الكنسيّة ليس بالضّرورة أن تمرّ عبر روما. ويؤكّد في الإرشاد الرّسوليّ "فرح الإنجيل"، الّذي هو بمثابة خارطة طريق لحبريّته، أنّ "المركزيّة المفرطة" تعقّد حياة الكنيسة ودينامكيّتها الإرساليّة.

وكان قد ناقش اجتماع "مجلس الكرادلة التّسعة" في حزيران الماضي إمكانيّة نقل بعض الكلّيّات في الدّوائر الرّومانيّة إلى سلطة الأساقفة المحلّيّين أو المجالس الأسقفيّة بروح اللّامركزيّة. وأُعطيت في حينها على سبيل المثال مسألة الشّمامسة الدّائمين الّذين ينبغي عليهم استئذان روما إذا ما أرادوا الزّواج مرّة ثانية في حال ترّملهم، أو لكي يُرسموا كهنة إذا ما كانوا أرامل أو غير متزوّجين.

كذلك تُعتبر الإرادة الرّسوليّة بعنوان  Magnum Principiumالّتي أصدرها البابا مؤخّرًا حول ترجمة الليّتورجيا باللّغة المحلّيّة والّتي يهدف من خلالها إلى "تعاون" أفضل بين الكرسيّ الرّسوليّ والمؤتمرات الأسقفيّة، نموذجيّة لقرار اللّامركزيّة الكنسيّة.

في مقابل هذا الطّرح اللّامركزيّ تعيش بعض الدّوائر نوعًا من فقدان سلطة القرار، والبعض الآخر يبدي تخوّفه من "روح بروتستانتيّة" تطيح بوحدة الكنيسة.  

من جهته وضع البابا فرنسيس حدًّا لفورة النّصوص الصّادرة عن الكوريا، وبالتّالي نلاحظ انخفاضًا في نسبة التّعليمات والمعايير الصّادرة عن روما.

ويبقى السّؤال: هل الأبرشيّات مستعدّة لهذه اللّامركزيّة؟ ألمانيا على سبيل المثال تنتظرها بفارغ الصّبر، فيما تتّخذ أبرشيّات أخرى موقف المتردّد خاصّة في ما يتعلّق باتّخاذ القرارات الحسّاسة.