أوروبا
17 تشرين الأول 2022, 13:50

اللّقاء الدّوليّ للتّحضير لليوم العالميّ للشّباب 2023 انطلق في فاطيما

تيلي لوميار/ نورسات
إفتُتح اليوم في فاطيما- البرتغال اللّقاء الدّوليّ للتّحضير لليوم العالميّ للشّباب 2023، والّذي يستمرّ لغاية بعد غد الأربعاء، والّذي يشارك فيه فيه جميع مندوبي المجالس الأسقفيّة لراعويّة الشّباب والحركات والجمعيّات، وقد افتتحه صباحًا عميد الدّائرة الفاتيكانيّة للعلمانيّين والعائلة والحياة الكاردينال كيفن فاريل بكلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"إنَّ لقاءنا هذا هو مميّز جدًّا لأنّه أوّل لقاء حضوريّ لمندوبي راعويّة الشّباب منذ اليوم العالميّ للشّباب الّذي عُقد في باناما في كانون الثّاني يناير عام ٢٠١٩. بسبب الوباء، كان علينا عقد لقائنا الأخير عبر الإنترنت في تشرين الثّاني نوفمبر ٢٠٢٠. أمّا الآن. هنا في فاطيما، فقد أصبح ممكنًا مجدّدًا اللّقاء الحقيقيّ، وخبرة كنيسة عالميّة تسير وتصلّي معًا.

أوّلاً نجتمع هنا في فاطيما من العديد من الدّول والثّقافات المختلفة. في هذه الأوقات، كما تعلمون، هذا أمر غير شائع للأسف. أدعوكم لبناء جسور بين بعضكم البعض. لنُصغِ إلى بعضنا البعض بشكل خاصّ ولنتعلّم من لقاء مريم مع نسيبتها أليصابات لكي نعرف ونقدّر العجائب الّتي صنعها الله في المجالس الأسقفيّة أو الحركات الأخرى. لنجعل من هذا اللّقاء علامة على بناء الجسور بين الأمم والثّقافات. لأنّ هذا ما تمثّله الأيّام العالميّة للشّباب منذ بدايتها. هذه الرّسالة لن تشيخ أبدًا وهي ضروريّة جدًّا في زمننا الحاضر.

ثانيًا، نجتمع معًا ككنيسة عالميّة واحدة تسير. إنَّ البابا فرنسيس يريد كنيسة سينودسيّة من هذا النّوع. وفي إرشاده الرّسوليّ لما بعد السّينودس "Christus vivit"، تمّ تطوير راعويّة سينودسيّة للشّباب متعدّدة الوجوه ورائعة، يكون فيها الشّباب أنفسهم "روّاد التّغيير". لذلك، أشجّعكم جميعًا، في إطار التّحضير لليوم العالميّ للشّباب في بلدانكم وفي حركاتكم، على أن تسمحوا لشبابكم أن يكونوا الرّوّاد. سيكون لديهم أفكارًا خلّاقة ورائعة حول كيفيّة القيام بمسيرة الحجّ نحو اليوم العالميّ للشّباب. يمكن أن يشكّل فرصة جيّدة للتّحضير اليوم العالميّ للشّباب على الصّعيد الأبرشيّ، الّذي وضعه البابا فرنسيس في عيد المسيح الملك. ونحن، كدائرة العلمانيّين والعائلة والحياة، قد قدّمنا بعض الإرشادات الرّعويّة للاحتفال بهذا اليوم في كُتيِّب "إرشادات رعويّة للاحتفال باليوم العالميّ للشّباب في الكنائس الخاصّة"، ويمكنكم تحميله من موقعنا الإلكترونيّ.

إنّ مبدأ السّينودسيّة أيضًا يرتبط بشكل مباشر بلقائنا هنا في فاطيما. من الواضح أنّ بطريركيّة لشبونة ستستضيف اليوم العالميّ للشّباب القادم. وخلال الأيّام القليلة القادمة سنتمكّن من الاستماع إلى عروض اللّجنة المنظّمة وطرح الأسئلة. ولكن هذا لا يعني أنّ الباقين هم مجرّد مستهلكين لعرض ما. لن تكون هذه كنيسة سينودسيّة. نحن جميعًا مشاركين في تنظيم اليوم العالميّ للشّباب القادم! لذلك، لنبذل قصارى جهدنا لكي ندعم مضيفي لشبونة في كلّ جهودهم.

ثالثًا، لكونه أكبر حدث للشّباب في العالم، يتطلّب اليوم العالميّ للشّباب جهودًا تنظيميّة ولوجستيّة كبيرة. إنّها ضروريّة، لكن ثمارها سنجدها على مستوى آخر. فهي غالبًا ما تكون خفيّة وصغيرة: هناك الإصغاء الصّامت لدعوة المسيح للخدمة الكهنوتيّة والحياة المكرّسة، وهناك النّظرات الحنونة الأولى لزوجين مستقبليّين، وهناك دعوات المحتاجين والخليقة الّتي تحرّك الشّباب لكي ينهضوا ويتصرّفوا. جميعها حركات تأتي من المسيح. إنَّ محبّته تحرّك الشّباب مثلما حرّكت مريم نحو الجبال إلى مدينة يهوذا لكي تزور نسيبتها أليصابات. لقد ذكّرنا البابا فرنسيس، في رسالته بمناسبة اليوم العالميّ السّابع والثّلاثين للشّباب، بزيارات والدة الإله لشعبها، الّتي "أطلقت من فاطيما إلى جميع الأجيال الرّسالة القويّة والرّائعة لمحبّة الله الّذي يدعو إلى الارتداد، وإلى الحرّيّة الحقيقيّة". لنكوِّن إذًا جماعة صلاة قويّة في هذا المكان المميّز. ولننفتح خلال هذه الأيّام على إلهام الرّوح القدس ولنثق به لكي يحرِّكنا ولنوكل إليه جميع استعداداتنا.

ليكن اليوم العالميّ للشّباب المقبل فسحة مفتوحة، حيث يمكن للشّباب أن يلتقوا بالمسيح ويجدوا فيه دعوتهم للحياة. ليكن هذا اليوم العالميّ للشّباب لكثيرين منّا وللمجتمع بداية جديدة، يمكننا أن نتصرّف انطلاقًا منه على مثال مريم الّتي: "قامت وذهبت مُسرعة".