لبنان
04 نيسان 2024, 06:25

اللجنة الأسقفية للحوار المسيحيّ-الإسلاميّ تحيي عيد البشارة في الجامعة الأنطونيّة - شمال لبنان

تيلي لوميار/ نورسات
تحت عنوان " ها انا أمة الرّبّ" ولمناسبة عيد بشارة العذراء مريم، أقامت اللّجنة الأسقفية للحوار المسيحيّ-الإسلاميّ المنبثقة عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك لقاء صلاة مسيحيّ إسلاميّ في مسرح الجامعة الأنطونيّة - فرع الشمال - مجدليا.

حضر اللقاء كل من المطران مار متياس شارل مراد رئيس "اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي- الإسلامي" في لبنان المنبثقة عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، رئيس المجلس الإسلامي العلوي في لبنان الشيخ علي قدور ممثلاً بالشيخ محمد عبد الكريم عضو الهيئة الشرعية في المجلس مع وفد ضم الشيخ أحمد عاصي مدير مكتب رئيس المجلس، والأستاذ جلال ضاهر مدير المراسم في المجلس، المطران أدوار جاورجيوس ضاهر متروبوليت طرابلس والشمال وعكار للروم الملكيين الكاثوليك والمدبر البطريركي على أبرشية بعلبك- الهرمل، رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف ممثلاً بالنائب الأسقفي العام الخورأسقف أنطوان مخايل المونسنيور يوحنا مارون حنا النائب الأسقفي الخاص في أبرشية طرابلس المارونية، الخوري عبود جبرايل خادم رعية السيدة مجدليا، المفتي الجعفري لمحافظة كسروان الفتوح وجبيل العلامة الشيخ عبد الأمير شمس الدين ممثلاً بالشيخ محمد حيدر، مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء الياس البيسري ممثلاً بالمقدم غيث يوسف رئيس أمن عام مرفأ طرابلس، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا ممثلاً بقائمقام زغرتا إيمان الرافعي، رئيس اقليم الدفاع المدني في قضاء جبيل مخول أبي يونس، مدير الجامعة الأنطونية في الشمال الأب القاضي ماجد مارون، نقيب المحامين في طرابلس والشمال الأستاذ سامي الحسن ممثلاً بالمحامي الأستاذ يوسف الدويهي، رئيس عام الرهبانية الأنطونية المارونية الأباتي جوزف أبو رعد ممثلاً بالمدبر عام الأب الدكتور بشارة إيليا، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم، الشيخ حسن شمص رئيس المؤسسة الخيرية الإسلامية لأبناء جبيل وكسروان، مدبر عام الرهبانية اللبنانية المارونية في الشمال الأب طوني فخري ممثلاً بعميد كلية اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس- الكسليك الأب الدكتور الياس حنا، رئيس دير مار انطونيوس قزحيا في الوادي المقدس الأب كميل كيروز ممثلاً بالأب بيتر بطرس مسؤول المزار، رئيس دير مار جرجس عشاش قضاء زغرتا الأب كليم التوني ر. ل. م.، خادم رعية بان قضاء بشري الأب آسيا صافي ر. ل. م.، قائمقام بشري ربى شفشق ممثلة برئيس إتحاد بلديات جرد الضنية طارق شفشق، رئيسة إتحاد نقابات المهن الحرة السابقة في لبنان النقيب الدكتورة راحيل الدويهي، مدير جامعة اللويزة فرع الشمال الأب الدكتور فرانسوا عقل، العلامة محمد حسين الحاج رئيس المجمع الجعفري في لبنان ممثلاً برئيس نادي الشرق لحوار الحضارات الإعلامي إيلي سرغاني، رئيس دير مار يوسف للآباء اللعازريين في مجدليا والمرشد الإقليمي للسجون في محافظتي الشمال وعكار الأب طوني فياض، منسق عام جهاز شبيية كاريتاس لبنان ومدير وحدة الطوارئ الدكتور بيتر محفوظ، رئيس لجنة الشمال في الأتحادين اللبناني والعربي للتراث والرياضيات التقليدية الشعبية نجيب صدقة، رئيس الجمعية الأرثوذكسية لرعاية المساجين الأب باسيليوس الدبس، رئيس تجمع عائلات طرابلس الحاج عدنان العمري، رئيسة جمعية بيت الموجوعين جوسلين كيزانا، رئيس حركة شباب التغيير المحامي علي الغول، رئيسة نادي لبنان في أستراليا راندا ابراهيم، عميد كلية الدراسات الشرق اوسطية في جامعة سليمان الدولية الأب الدكتور حنا جميل إسكندر، الدكتور جورج الياس من كلية التاريخ في الجامعة اللبنانية، رئيس جمعية العناية الإلهية بدوي السبع الدويهي، السفير الدكتور مرهج العلي رئيس مدير عام موقع النبض الإعلامي، أمينة السر العام في مكتب شبيبة كاريتاس بهية اسكندر، رئيس جمعية من أجل زغرتا - الزاوية الأستاذ بيار الدويهي، أمين المال السابق في نقابة المهندسين في طرابلس والشمال المهندس جوزيف نمنوم، رئيس مكتب الوكالة الوطنية للإعلام في زغرتا الإعلامي فريد أبو فرنسيس، الدكتور أنطونيو بونعمه، رئيس تحرير موقع نبض الشمال الإعلامي انطوان العامرية وعدد من الوجوه الثقافية والتربوية والإجتماعية والفنية والموسيقية.

بعد النشيد الوطني، ألقت الإعلامية ليا عادل معماري كلمة ترحيبية قالت فيها:"

نجتمع كل عام حول أمنا العذراء مريم لنؤكد ان لبنان عامة والشمال خاصة هو رسالة سماوية في المحبة والتلاقي بين مختلف الديانات".

أعقبتها كلمة لمدير فرع الجامعة الأنطونية في مجدليا القاضي الروحي الأب ماجد مارون شدد فيها على رسالة البابا القديس يوحنا بولس الثاني ان لبنان أكبر من وطن هو رسالة، وعيد البشارة الوطني قد كرس هذه الرسالة.

من ثم، ألقى صاحب السيادة المطران مار متياس شارل مراد كلمة جاء فيها:"

نجتمعُ اليوم لنحتفلَ سويًّا بمريم الحاضرة في حياتِنا وإيمانِنا جميعًا والتي تنعم بمكانة فريدة في الديانتين المسيحيّة والإسلاميّة. فمهما تباينت نظرة المسيحيّين عن نظرة المسلمين من حيث هويّة السيّدة العذراء ونسبِها ومفهوم البشارة وكيفيّة ولادتِها للكلمة المتجسّد، يبقى إيمان المسلمين بمريم العذراء كسيّدة نساء العالمين وكعذراء العذارى وأطهر الطاهرات، وإيمانهم بقوّة شفاعتها، شهادةً يعتزُ بها المسيحيّون.  

‏عنوانُ لقائنا هذا العام هو «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ» (لوقا 1 :38)، قالتها مريمُ وهي على ثقةٍ بوعود الله، وبجوابها هذا وضعت ذاتَها في تصرّف الله بشكلٍ مطلق، وكما أطاعَ ابراهيمُ الخليلُ دعوة الله الآب وتركً بلدَه ‏وعشيرَته إلي أرضٍ غيرِ معروفة فإن العذراء تطيع هنا وهي واثقة أن محبة الله ‏لها ومحبته لكل البشر لن تخذلها أو تجعلها تضعف أمام ثِقل المهام. أمام هذا الإعلان أحنت العذراء رأسها بالطاعة،  

لقد اقتنعتْ مريم العذراء بكل ثقةٍ وبساطةٍ مطلقةٍ و نقاوةٍ كاملة وفي صدقٍ لمواعيدِ الربِ التي لن تخذلَها أو تجعلها تضعَفُ أمام ثِقَلِ المهام. “هُوَذَا أَنَا ‏أَمَةُ الرَّبِّ” تعني أنها خادمةٌ أمينة للرب وستشارك بفعاليّة في ‏تحقيق سر الخلاص الذي انتظره الإنسانُ منذُ أجيال.‏ ربما خافت قليلّا الّا أنّها اطاعت ووضعت ثقتها في الله.  

إنّ بركة الله لا تَجلب، بالتبعية وبصورة آليّة، شهرة أو نعمة فوريّة، فإن بركته للقدّيسة مريم العذراء، حيث صارت أمًا للسيّد المسيح، سببت لها الكثير من الألم. فإن تسببت البركات الممنوحة لنا ببعض الآلام، نتأمل في ما قالت مريم العذراء، وكيف آمنت وانتظرت بصبر أن يتمم الله خطته وفي طاعتها قبِلت عمل الله.  

“هُوَذَا أَنَا ‏أَمَةُ الرَّبِّ” ما هي إلا رسالةٌ تبشيريةٌ و رسالة تسبيح. رسالةٌ ساميةٌ مركزُها فوق جميعِ الفضائل، فالتواضعُ أمُّ الفضائل، فسيرةُ مريمَ العذراءِ الفاضلةُ جعلتها عزيزة لدى الرب و فخراً لجنسنا، فاستسلمتْ بكل نقاوة قلبٍ و إيمانٍ وثيق لعملِ الكلمةِ الأزلي دونَ فحصٍ "ليكن لي كقولك”، وحينما عَلِمت من الملاكِ عن حَبلِ اليصاباتَ و زكريا المتقدمين في السن، قالت : ” ليس عندَ الله أمرٌ عسير “.

كل واحدٍ منا اليومَ يقول مع مريمَ انه يثقُ بمشروعِ الله، فمريمُ العذراءُ تلهمُنا ماذا نفعل حينما يدعونا اللهُ لنعملَ ‏باسمِهِ وسطَ اخوتِنا البشر، كلُنا مدعوونَ باسمِ المسيح يسوع ‏لنحملَ إلى اخوتِنا وأخواتنا المحبةَ فنحققَ نعمةَ العيشِ معاً أفرادًا و جماعات.‏ نحن خُدامُ الله وهدفُ خدمتِنا هو الإنسانُ الذي يسعى دائما الى عيش الفرحِ والاستقرار على غرارِ ما فعلتْ مريم حينَ أصبحتْ ومازالت قِبلةَ ‏المؤمنينَ لينالوا شفاعتَها في تحقيقِ أحلامِهم بحياةٍ مملوءةٍ بالفرحِ ‏والسلام.‏

لقاؤنا اليوم اخوتي واخواتي هو تحدٍ لما نعيشه في ظلِّ التحديّاتِ السياسيّة والإقتصاديّةِ والماليّةِ والاجتماعيّةِ، وَسَطَ الأخطارِ المُحدِقَة في لبنانَ خصوصًا في جنوبنا الغالي، إلى حدٍّ قد ألِفَتْ آذانُنا سَمَاعَ الأخبارِ السيّئَةِ والمُفجِعَةِ أكثرَ منها المُفرِحَةْ والخَيِّرَةْ. حروبٌ وصِراعاتٌ وأمراضٌ، فسادٌ وجوعٌ وفَقْرٌ، تكادُ تلكَ تكونُ العناوينَ الأبرزَ في أَنبائِنا اليوميَّةِ، ممّا أضافَ جوًّا مِنَ اليأسِ والإحباطِ والخَوْفِ وتَوْقٍ وشَوْقٍ إلى سَماعِ بُشرى سارّةْ. فتتوجَه أفكارُنا الى امنا مريمَ العذراءِ التي بشرها الملاكُ جبرائيلُ قائلاً لها: " السلامُ عليكِ يا مُمْتَلِئةً نِعمةً الربُّ معكِ مُباركةٌ أنتِ في النساء ". (لوقا 1/ 27.( وكم أحْوَجَنا نحنُ اليومَ أن يُلقى علينا هذا السّلامْ !  

نريدُ اليومَ أن تكونَ علاقتُنا نحنُ المسيحيين والمسلمين مبنيةً على مواقفَ رائعةٍ تغمرُها الرحمةُ ويغلفُها التسامحُ والعيشُ معًا، لا يزالُ الحوارُ الإسلاميُ المسيحي يحتاج إلى شجاعة اللقاء، لِتَجاوُز كل الأفكار التي تدين الآخرَ وتضطهده، أو الأفكارِ التي تَبني الإيمان على قوة الإكراه وليس على الثقة بالله، والتي تجعل من الله كائنًا منحازًا، يمكن أن يبرِّر العنفَ والمعاناةَ بدلَ أن يَحملَ البشارةَ في تشوُّقه إلى الإنسان المحبوب، علينا ان نبادلَ كلٌ منا موقع حمايةِ الآخر ضدَ الاضطهاد، وضدَ الأفكارِ التي تشرّع البغض والكراهية.

تشكّل شخصية مريمَ العذراء صلةَ وصلٍ روحيةٍ بين المسيحيينَ والمسلمين، لنستفيد من حضورها المقدس ولنسعى كي يتجاوزَ حوارُنا طابعَه الشكلي الى مفهومِ الكرامة الإنسانية الجوهرية. نجدد الفرصةَ اليومَ لنكونَ على خُطى أمِّنا مريمَ نحفظُ ما كلَّمَنا به الأنبياءُ والرُسُلُ وما جاء في الكتبِ السماويّةِ، ونفكّرُ في واقِعِنا ونتأمَّلُ في حقيقَتِنا فلا نخافُ بعدَ اليومْ."  

ختم سيادته بشكر وسائل الإعلام  والجامعة الأنطونية والمشاركين وبالأخص أعضاء اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي - الإسلامي  

لمثابرتِهِمْ وتواصُلِ جهودِهِمْ.

بعد ذلك، تعاقب على الكلام كل من سماحة رئيس المجلس الإسلامي العلوي في لبنان الشيخ علي قدور ممثلا بفضيلة الشيخ  محمد عبد الكريم، سماحة مفتي محافظة كسروان الفتوح وجبيل العلامة الشيخ عبد الأمير شمس ممثلا بالشيخ محمد حيدر، وشددا في مضامين كلمتهما على روح المحبة والأخوة التي تجمع بين مختلف الديانات والفئات واكدا ان عيد البشارة هو مناسبة لاستعادة كل المعاني التي عاشتها السيدة العذراء في الطهر والنقاوة وتحمل المسؤولية.

زيّنت اللقاء  باقة من التأملات التي تلاها كل من الدكتور بيتر محفوظ منسق عام جهاز شبيبة كاريتاس لبنان ومدير وحدة الطوارئ، وكوكبة من طلاب الجامعة الانطونية: علي الزين، نورهان درويش، جورج خضرا، دنيا متري".

عانقت اللقاء، ترانيم بصوت المرنمة جيستال ابراهيم برفقة الموسيقي بسام شليطا.

كما كانت كلمة شكر ألقاها الإعلامي جوزيف محفوض منسق اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي في عكار والشمال توجّه فيها بالشكر إلى الحاضرين والمنظمين وكل من سعى في سبيل إنجاح هذا اللقاء.

 

إختتم لقاء الصلاة بدعاء مشترك.