الأردنّ
15 كانون الثاني 2018, 08:45

الكنائس الكاثوليكيّة في الأردنّ أحيت الحجّ السّنويّ إلى موقع المغطس

أحيت الكنائس الكاثوليكيّة في الأردنّ، صباح الجمعة، وللسّنة الثّامنة عشرة، يوم الحجّ المسيحيّ إلى موقع معموديّة السّيّد المسيح- المغطس (عيد الغطاس)، على نهر الأردنّ بمشاركة عدد غفير من الحجّاج الّذين قارب عددهم 7 آلاف حاج، وهو تقليد متّبع منذ عام ألفين في الحجّ إلى أبرز موقع دينيّ مسيحيّ في المملكة.

 

وقالت وزيرة السّياحة والآثار لينا عنّاب "إنّ مناسبة الأعياد المجيدة هي خير وقت لنؤكّد للعالم بأنّ بلادنا بلاد مقدّسة مسيحيّة ومسلمة، وهي خير تذكير للعالم بأنّ جذور المسيحيّة بدأت وتبقى راسخة في الشّرق، ففيها كنيسة المهد في بيت لحم في فلسطين حيث ولد سيّدنا المسيح ونهر الأردنّ حيث انطلقت المسيحيّة من ضفافه الشّرقيّة إلى العالم وكنيسة القيامة أمّ الكنائس في القدس العربيّة الفلسطينيّة من حيث قام السّيّد المسيح".

وأضافت: "إنّ هذه الأجواء العطرة المليئة بالرّوحانيّة وببركة المحبّة والمودّة والاحترام هي خير دليل أنّنا كأردنيّين مسلمين ومسيحيّين جزء لا يتجزّأ من نسيج هذا الوطن الرّائع، وأنّ قوّة الأردنّ تكمن في عمقه الحضاريّ ومكوّناته الإسلاميّة والمسيحيّة".

وثمّن المدبّر الرّسوليّ للبطريركيّة اللّاتينيّة المطران بيير باتيستا بيتسابالا، خلال مؤتمر صحفيّ عقد قبيل الاحتفال بتنظيم من المركز الكاثوليكيّ للدّراسات والإعلام، دور المملكة الرّائد في العيش المشترك بين جميع المواطنين والوافدين، موجّهًا الشّكر إلى الملك عبدالله الثّاني لدعمه المسيحيّين في المملكة وفلسطين، وكذلك في مدينة القدس الشّريف.

كما عبّر عن تقديره للجهود الّتي يقوم بها جلالته من أجل المدينة المقدّسة، والّتي عادت من خلالها مدينة القدس لتكون القضيّة الأبرز في المنطقة خلال الأيّام الماضية، مؤكّدًا من جديد أنّ الكنيسة تنظر إلى القدس بوصفها أمًّا للجميع، ولا يمكن أن يتمّ حصرها على شعب دون آخر.

وانطلق موكب الحجّ تتقدّمه الفرق الكشفيّة نحو كنيسة المعموديّة، ليترأّس المطران بيتسابالا قدّاسًا حبريًّا حاشدًا بمشاركة النّائب البطريركيّ المطران وليم الشّوملي والمطران ياسر عيّاش ورؤساء الكنائس الكاثوليكيّة، وحضور آلاف المشاركين من المؤمنين القادمين من مختلف المحافظات، وشارك فيه عدد من سفراء الدّول العربيّة والأجنبيّة. وعلى وقع ترانيم جوقة يوحنّا المعمدان في مادبا، وجوقة الرّوم الكاثوليك وجوقة الموارنة، رشّ الحضور بمياه نهر الأردنّ المباركة.

ولفت المطران ياسر عيّاش في عظة القدّاس إلى أنّ كنائس المنطقة قد بدأت الاحتفال رسميًّا بعيد معموديّة السّيّد المسيح في نهر الأردنّ منذ القرن الخامس للميلاد، لافتًا إلى معاني الطّقوس الدّينيّة المستخدمة في هذا العيد، فرشّ المؤمنين بالمياه يعني التّطهير والتّبرّك.

وفي ختام القدّاس، قدّم الأمين العامّ للبطريركيّة اللّاتينيّة كلمة شكر وتقدير باسم اللّجنة التّحضيريّة وباسم الكنائس الكاثوليكيّة إلى الملك عبدالله الثّاني والأسرة الأردنيّة، كما قدّم الشّكر لرئيس مجلس أمناء المغطس الأمير غازي بن محّمد.

وبعتبر هذا الاحتفال حجًّا سنويًّا لموقع المعموديّة للكنائس الكاثوليكيّة وهي اللّاتين والرّوم الكاثوليك والأرمن الكاثوليك والسّريان الكاثوليك والموارنة والكلدان، حيث يقام في ثاني جمعة من شهر كانون الثّاني (يناير) من كلّ عامّ.