الكرسي الرسوليّ، 60 عامًا من الحضور النشط في الأمم المتّحدة
أكّد وزير خارجيّة الكرسي الرسوليّ أنّ كونك "مراقبًا" لا يعني مراقبة الأحداث وهي تتكشّف "بطريقة سلبيّة ومنعزلة". إنّ الكنيسة، "الخبيرة في الشؤون الإنسانيّة"، كما أكّد ذلك بولس السادس في عام 1965، هي "الصوت الأخلاقيّ" الذي دافع بلا كلل، على مدى ستّين عامًا، داخل أسوار الأمم المتّحدة، عن كرامة كلّ شخص وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعيّة والتنمية الاقتصاديّة. صوت يدعو إلى حماية البيئة، ويسمع صرخة من لا صوت لهم من المهاجرين واللاجئين والنازحين.
ويتمتّع الكرسي الرسوليّ أيضًا بمكانة فريدة، كما يؤكّد الكاردينال بارولين، ككيان دينيّ ودبلوماسيّ. وقد سمح له ذلك "بالتغلّب على الانقسامات وتعزيز التفاهم عبر الحدود الثقافيّة والأيديولوجيّة، والتشديد باستمرار على أنّ التقدّم الحقيقيّ لا يمكن تحقيقه إلّا عندما يتمّ الاعتراف بالأبعاد الروحيّة والأخلاقيّة للوجود الإنسانيّ واحترامها".
واقتناعًا منه بأنّ العدالة والكرامة الإنسانيّة والسلام "ليست تطلّعات بسيطة بل يجب أن تكون حقائق يعيشها الجميع"، فإنّ الكرسي الرسوليّ، بصوت وزير خارجيّته، يمدّ يده للجميع في هذا العالم الذي يتغيّر بسرعة، عالم مجزّأ بسبب المصالح الضيّقة. ففي مواجهة التحدّيات الحاليّة مثل الفقر والذكاء الاصطناعيّ وتآكل حقوق الإنسان والحروب، دعا الكاردينال بارولين إلى حلول تقنيّة بالتأكيد، ولكن أيضًا إلى التزام أخلاقيّ عميق بالصالح العامّ والأخوّة، لصالح التعدّدية والتعاون الدوليّ.
وأكّد الكاردينال بارولين، في خلال حفل استقبال أقيم بعد القدّاس، أنّ هذه الذكرى هي مناسبة "تتيح لنا فرصة التفكير في رحلتنا المشتركة والاحتفال بإنجازاتنا وتجديد التزامنا بالمثل النبيلة التي توحّدنا جميعًا".