الفاتيكان
31 أيار 2024, 11:40

الكرسي الرسوليّ يحثّ على إلغاء ديون الدول الجزُرية الصغيرة الفقيرة

تيلي لوميار/ نورسات
في كلمته أمام المؤتمر الدوليّ الرابع للدول الجزُرية الصغيرة النامية في أنتيغوا وبربودا، دعا ممثّل الفاتيكان المونسنيور روبرت ميرفي الدول المتقدّمة إلى إلغاء ديون تلك الجزر لدعم قدرتها على الصمود والتنمية في مواجهة الأزمات المناخيّة والبيئيّة، وفق ما نقلت "أخبار الفاتيكان".

 

دعا الكرسي الرسوليّ الدول المتقدّمة إلى زيادة الجهود لمساعدة الدول الجزُريّة الصغيرة النامية على بناء القدرة على الصمود في مواجهة التحدّيات المناخيّة والبيئيّة المتزايدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال إلغاء ديونها، معتبرًا أنّ إلغاء الديون هو، أوّلًا، "واجب أخلاقيّ متجذّر في مبادئ العدالة والتضامن".  

وكان ممثّل الفاتيكان يلقي كلمة في المؤتمر الدوليّ الرابع للدول الجزُريّة الصغيرة النامية الذي يعقد في أنتيغوا وبربودا في أواخر أيّار (مايو) تحت شعار "رسم المسار نحو الرخاء القادر على الصمود".

تضمّ الدول الجزُريّة الصغيرة النامية 37 دولة عضوًا في الأمم المتّحدة و 20 عضوًا منتسبًا في اللجان الإقليميّة للأمم المتّحدة وتجتمع كلّ عشر سنوات منذ عام 1994 لمعالجة القضايا والشواغل المشتركة.

تقع الدول الجزُرية الصغيرة اليوم في مرمى نيران أزمات متعدّدة بما في ذلك تغيّر المناخ وفقدان التنوّع البيولوجيّ، والتداعيات الاقتصاديّة والاجتماعيّة لـ COVID-19، وأزمة الديون. أثّر الوباء بشكل كبير على هذه البلدان جميعها، وبخاصّة تلك التي تعتمد على السياحة، في حين صار العمل المناخيّ ملحًّا بشكل متزايد، حيث تضاعفت الكوارث المرتبطة بالطقس في غضون عقدين من الزمن مع كون الدول الجزُريّة الأكثر تعرُّضًا للمخاطر والأقلّ مسؤوليّة.

يهدف الحدث الذي تنظّمه الأمم المتّحدة لمدّة أربعة أيّام ويحضره قادة العالم وممثّلون عن القطاع الخاصّ والمجتمع المدنيّ والأوساط الأكاديميّة والشباب إلى تقييم قدرة الدول الجزُريّة الصغيرة النامية على تحقيق التنمية المستدامة، بما في ذلك خطّة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

إستعرض المشاركون التقدّم الذي أحرزته الدول الجزُريّة الصغيرة النامية في مجال التنمية المستدامة واتّفقوا على برنامج عمل جديد يركّز على الحلول العمليّة والمؤثّرة، وإقامة شراكات وتعاون جديدين على مختلف المستويات في العقد المقبل.  

 

 

وفي مواجهة "المزيج الفريد من أوجه الضعف المركّبة" في هذه البلدان، أكّد المونسنيور مورفي من جديد الحاجة الملحّة إلى "نهج جريء تجاه الديون" كجزء من الدعم الذي تحتاجه هذه الدول.

 

وقال إنّ هذه الدول تضطر إلى الاختيار بين الوفاء بديونها وتحريك عجلة التقدّم فيها، وإنّ "الديون تديم دورة التبعيّة التي تعوق قدرة الدول الجزريّة الصغيرة النامية على معالجة القضايا الملحّة مثل القضاء على الفقر وتغيّر المناخ. ومن شأن تخفيف عبء الديون أو إلغاؤها على نحو أفضل أن يمنح هذه البلدان الحيّز الماليّ الذي تحتاجه للاستثمار في البرامج التحويليّة التي تلبّي احتياجات شعوبها"

وأشار ممثّل الفاتيكان إلى أنّ إلغاء الديون هو واجب أخلاقيّ للعدالة والتضامن، لذلك حثّ الدول المتقدّمة على اعتبار هذا الإجراء عاملًا مساعدًا "للازدهار المرن"، مردّدا نداء البابا فرنسيس "بإعفاء ديون البلدان التي لن تكون قادرة أبدًا على سدادها".