الكرسي الرسوليّ يتعهّد بمواصلة دعمه الماليّ للأونروا
مع استمرار الحرب في الأرض المقدّسة في إحداث الموت والدمار في غزّة، تعهّد الكرسي الرسوليّ بمواصلة دعمه الماليّ لوكالة الأمم المتّحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وشجّع الدول الأعضاء في الأمم المتّحدة جميعها على أن تحذو حذوه، أو استئناف مساهماتها لدعم الجهود الإنسانيّة "الحاسمة" للوكالة.
خضعت الأونروا، التي تأسّست في عام 1949 لتوفير خدمات الإغاثة والصحّة والتعليم للفلسطينيّين الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم إبّان الحروب المتعلّقة بالقضيّة الفلسطينيّة، ويتمّ تمويلها بالكامل تقريبًا من خلال التبرّعات الطوعيّة، خضعت إذًا للتدقيق في وقت سابق من هذا العام بعد أن ادُّعي عليها بأنّ 12 من موظّفيها البالغ عددهم 13,000 متورّطون في هجوم السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر، فقامت 16 جهة مانحة، بما في ذلك الولايات المتّحدة، بوقف تمويلها للوكالة، على الرغم من أنّ العديد منها - بما في ذلك الاتّحاد الأوروبيّ وألمانيا - استأنفت منذ ذلك الحين مساهماتها، استنادًا جزئيًّا إلى الأزمة الإنسانيّة الملحّة في غزّة، وجزئيًّا إلى تأكيدات الأونروا المعلنة بأنّها ستتّخذ تدابير إضافيّة للتخفيف من المخاطر المستقبليّة لاحتمال تورّط موظّفيها وأصولها في أنشطة مشكوك فيها.
وفي كلمته أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة في شأن هذه القضيّة، كرّر رئيس الأساقفة غابرييل كاتشيا دعمَ الكرسي الرسوليّ لولاية الوكالة الفرعيّة للأمم المتّحدة.
وسلّط المراقب الدائم للفاتيكان الضوء على "الدور الحاسم" للأونروا في تلبية الاحتياجات الأساسيّة لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطينيّ في الشرق الأوسط، وبخاصّة في سياق الأزمة الإنسانيّة الكارثيّة المستمرّة في قطاع غزّة.
وفي الوقت عينه، قال إنّ الكرسي الرسوليّ يعتبر أنْ "من الأهمّيّة بمكان الحفاظ على حياد الأونروا وتعزيزه حتّى تتمكن من الوفاء بولايتها وفقا لقرار الأمم المتّحدة لعام 1949".
وفي بيانه، حثّ دبلوماسيّ الفاتيكان مرّة أخرى الأطراف المشاركة في الأعمال العدائيّة في غزّة جميعها على "الشروع في حوار بنّاء حول مقترحات السلام"، بما في ذلك تلك الواردة في قرار مجلس الأمن الدوليّ الذي تمّت الموافقة عليه في حزيران/يونيو والذي يدعو إلى اتّفاق شامل لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل.
كما أعاد رئيس الأساقفة كاتشيا التأكيد بقوّة على نداء الكرسي الرسوليّ لحماية الملاذات الآمنة التي يمكن للمدنيّين أن يجدوا فيها الأمان، مثل المدارس والمستشفيات وأماكن العبادة، ودعوتَه الأطراف جميعها إلى ضمان سلامة العاملين في المجال الإنسانيّ.
واختتم المراقب الدائم للفاتيكان بالاستشهاد بأحد أحدث نداءات البابا فرنسيس الملحّة من أجل سلام دائم في الأرض المقدّسة "حيث يمكن للدولتين المتنازعتين العيشَ جنبا إلى جنب، وهدم جدران العداء والكراهية".