الكرسي الرسوليّ: التصديق على معاهدات حماية المدنيّين من الإشعاع الذريّ
يحثّ الكرسي الرسوليّ بقوّة على التصديق على معاهدة حظر الأسلحة النوويّة ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النوويّة".
هذا ما عبّر عنه رئيس الأساقفة غابرييل كاتشيا، المراقب الدائم للكرسي الرسوليّ لدى الأمم المتّحدة، عند مخاطبته الدورة 79 للّجنة الرابعة للجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة حول "البند 48 من جدول الأعمال: آثار الإشعاع الذرّيّ" في نيويورك مؤخَّرًا.
بدأ رئيس الأساقفة ملاحظاته بالإعراب عن تقدير الكرسي الرسوليّ للعمل الهامّ الذي قامت به لجنة الأمم المتّحدة العلميّة المعنيّة بآثار الإشعاع الذرّيّ (UNSCEAR) ولإذكاء الوعي لآثار الإشعاع ومخاطره، ما ساهم في تحسين عمليّات صنع القرار.
شدّد المراقب الدائم على أنّ هذا البحث "ضروريّ لدعم الجهود العالميّة الرامية إلى حماية السلامة والصحّة من المخاطر المرتبطة بالتعرّض للإشعاع المؤيّن".
وحذّر رئيس الأساقفة كاتشيا من أنْ "من الأهمّيّة بمكان" أن تنفّذ الدول سياسات تراعي العواقب الصحّيّة والبيئيّة السلبيّة المحتملة لهذه الصكوك.
ولهذا السبب، أعرب عن دعم الكرسي الرسوليّ لبرنامج عمل اللجنة الذي يركّز بشدّة على مجموعة متنوّعة من الشواغل المتعلّقة بالصحّة، بما في ذلك دراسة آثار الإشعاع المؤيّن على الدورة الدمويّة والعصبيّة والمناعيّة في الجسم.
وشجب المراقب الدائم "الآثار الضارّة للإشعاع المؤيّن الناجم عن استخدام المتفجّرات النوويّة واختبارها، ولا سيّما على النساء والأطفال والأجنّة والشعوب الأصليّة".
ومضى يقول إنّ "الكرسي الرسوليّ يشعر بالجزع إزاء الخطر الكبير المتمثّل في إطلاق الإشعاعات المؤيّنة من دون ضوابط، لا سيّما في ما يتعلّق بالصراع الدائر حول محطّة زاباروجيا للطاقة النوويّة، وكذلك بالقرب من محطّات كورسك للطاقة النوويّة"، منشيرًا إلى أنّ "احتمال أن يصير هذا المرفق هدفًا لا يهدّد البيئة فحسب، بل يعرّض أيضًا صحّة السكّان القريبين وسلامتهم للخطر".
وحثّ على أنّ هذا الوضع "يستدعي اهتمامًا عاجلًا وإجراءات للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالمنشآت النوويّة في مناطق النزاع، وضمان إعطاء الأولويّة لسلامة الناس وبيتنا المشترك".
وفي هذا الصدد، كرّر رئيس الأساقفة كاتشيا نداء الكرسي الرسوليّ للتصديق على معاهدة حظر الأسلحة النوويّة ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النوويّة، لأنّها "أدوات أساسيّة" لمنع التعرّض للإشعاع الضارّ والحدّ منه، وحماية البيئة، وحماية الضحايا الأبرياء من آثار الإشعاع الذريّ.