الفاتيكان
14 تشرين الثاني 2024, 12:40

الكرسي الرسوليّ إلى COP29:"اللامبالاة شريكة في الظلم"

تيلي لوميار/ نورسات
في كلمته أمام COP29 نيابة عن البابا فرنسيس والكرسي الرسوليّ، حثّ الكاردينال بييترو بارولين على اتّخاذ إجراءات مناخيّة عاجلة، وربط حماية البيئة بالسلام والعدالة والتضامن العالميّ، وحذّر من أنّ اللامبالاة تمكّن الظلم، كما أوردت "فاتيكان نيوز".

 

شدّد الكاردينال بييترو بارولين، الذي يمثّل الكرسي الرسوليّ في قمّة المناخ COP29 في باكو، أذربيجان، على أنّ "البيانات العلميّة المتاحة لنا لا تسمح بمزيد من التأخير وتوضح أنّ الحفاظ على الخليقة هو إحدى القضايا الأكثر إلحاحًا في عصرنا وعلينا أن ندرك أنّه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحفاظ على السلام".

متحدّثًا نيابة عن البابا فرنسيس في مؤتمر الأمم المتّحدة التاسع والعشرين للمناخ، وصف وزير خارجيّة الفاتيكان الأنانيّة، الفرديّة والجماعيّة على حدّ سواء، بأنّها تغذّي مناخًا من عدم الثقة والانقسام.

وحذّر من أنّ العولمة التي تقرّبنا من بعضنا البعض لم تنجح في جعلنا نشعر بأنّنا إخوة وأخوات. وشدّد على أنّ "التنمية الاقتصاديّة لم تقلّل من عدم المساواة". "على العكس من ذلك، فضّلت إعطاء الأولويّة للربح والمصالح الخاصّة على حساب حماية الأضعف، وساهمت في التفاقم التدريجيّ للمشاكل البيئيّة".

وتابع قائلًا بأنْ يجب عكْسُ هذا الاتّجاه، ومن أجل خلق ثقافة احترام الحياة وكرامة الشخص البشريّ، "من الضروريّ أن نفهم أنّ العواقب الضارّة لأنماط الحياة تؤثّر على الجميع".

كذلك، شدّد الكاردينال بارولين على ضرورة بذل الجهود لإيجاد حلول لا تزيد من تقويض التنمية والقدرة على التكيّف في العديد من البلدان المثقلة بالفعل بالديون الاقتصاديّة المعوّقة. "عند مناقشة تمويل المناخ، من المهمّ أن نتذكّر أنّ الديون البيئيّة والديون الخارجيّة وجهان لعملة واحدة، يرهنان المستقبل".

في ضوء ذلك، كرّر الكاردينال نداء البابا فرنسيس، الذي طلب فيه من الدول الأكثر ثراء "إعفاء البلدان غير القادرة على سداد ديونها، منها" مذكّرًا بكلمات البابا بانّ هذا الأمر "أكثر من مسألة كرم، هو مسألة عدالة".

ثمّ دعا الكاردينال بارولين إلى نظام ماليّ عالميّ جديد يركّز على الإنسان ويدعم التنمية العادلة والمستدامة، خصوصًا للدول الضعيفة ودعا COP29 إلى دفع الإرادة السياسيّة نحو النمو الشامل.

وفي هذا المسعى، كرّر الكاردينال تكرّس الكرسي الرسوليّ، "لا سيّما في مجال الإيكولوجيا المتكاملة والتربية والتوعية بالبيئة كمشكلة إنسانيّة واجتماعيّة على المستويات المختلفة". وقال بأنْ لا يمكننا "المرور والتحوّل بنظرنا إلى الناحية الأخرى" قبل أن يحذّر من أنّ "اللامبالاة شريك في الظلم".

وفي ختام خطابه، ناشد وزير خارجية الفاتيكان الحاضرين أن يسأل كلٌّ منهم كيف تمكنه المساهمة في خير "بيتنا المشترك"؟  

وقال: "لا يوجد وقت لللامبالاة اليوم، لا يمكننا أن نغسل أيدينا من التحدّي المطروح علينا، بالابتعاد أو بالإهمال أو بعدم الاكتراث". وخلص إلى أنّ هذا "هو التحدّي الحقيقيّ لقرننا".