الفاتيكان
13 أيار 2017, 06:55

الكاردينال مارتينس يتحدث عن المائوية الأولى لظهورات العذراء في فاطيما

بمناسبة الاحتفال بالمائوية الأولى لظهورات السيدة العذراء في فاطيما وعشية زيارة الأب الأقدس إلى المزار المريمي الهام في البرتغال، أُجريت مقابلة مع الكاردينال جوسيه سارايفا مارتينس العميد الفخري لمجمع دعاوى القديسين.

بدأ الكاردينال البرتغالي حديثه مؤكدا الاهتمام الكبير على كافة الأصعدة بالمائوية الأولى لظهورات السيدة العذراء حيث هناك العديد من المبادرات لا فقط الكنسية، والكثير من الدراسات وأشكال التعبد الشعبي.

أجاب العميد الفخري للمجمع بعد ذلك على سؤال حول معارضة البعض لإعلان البابا القديس يوحنا بولس الثاني تطويب الراعيَين، اللذين سيعلن البابا فرنسيس قداستهما خلال زيارته، فقال الكاردينال مارتينس إنه من غير الصحيح تاريخياً رفض فكرة ممارسة الراعيَين الصغيرين لفضائل بطولية. وتابع: "فلننظر إلى ما حدث لجاشينتا وفرنسيسكو، لقد حاول الماسون الذين كان لهم تأثير كبير في البرتغال جعل الطفلين يعتقدان أنّ ما شاهدا ليست ظهورات حقيقية بل هي من وحي خيالهما، ولهذا أبعدوا الطفلين عن لوتشيا وقالوا لهما "عليكما القول إن ظهورات العذراء ليست صحيحة بل هي من خيالكما، وإن لم تقولا هذا فسنفعل بكما ما فعلنا بلوتشيا والتي قتلناها ملقين بها في الزيت المغلي. إن لم تقولا إنّكما ابتدعتما قصة الظهورات فسيحدث لكما ما حدث لها". وكان رّد الطّفلين:"يمكنكم أن تفعلوا ما تريدون بينما لا يمكن لنا أن نكذب. لقد رأينا العذراء". ثمّ تساءل الكاردينال كم من البالغين كان ليتحلّوا بهذه البطولة، وأكّد بالتّالي أنّ الطفلين فضّلا الحقيقة والموت على الكذب.

تحدّث بعد ذلك عن التعبد الكبير والمتواصل في فاطيما، فأكّد أنّ ما حدث بعد الظهورات شكل ثورة في الثقافة الدينية في البرتغال، فهناك صور فوتوغرافية تظهر فيها أعداد كبيرة من الأشخاص المتوجهين إلى فاطيما لإيمانهم بما حدث. وتابع أنّه ما من وجود  للروحانية المسيحية في البرتغال ولدى البرتغاليين بدون فاطيما، كما ذكّر بانتشار التعبد في العالم بكامله عقب ظهورات فاطيما، وتكفي الإشارة إلى الكنائس الكثيرة في جميع أنحاء العالم المكرسة لعذراء فاطيما.

تطرقت المقابلة بعد ذلك إلى اعتراف الكنيسة عام 1930، أي 13 عاما عقب الظهورات، بكون ما حدث في فاطيما أمراً غير طبيعي، وقال العميد الفخري إنّ وجود أعداء كثيرين للكنيسة في تلك الفترة دفعها إلى دراسة صارمة للحدث بكافة تفاصيله بمشاركة أطراف كنسية وعلمانية للتّأكد من صحة الظهورات. هذا وكان من الطبيعي أن يُطرح السؤال حول رسائل العذراء وخاصّة حول ما يقال عن السر الثالث، فأكّد الكاردينال مارتينس أنّه قد تمّ إيضاح هذا الأمر تماماً، وقد تحدّث البابا القديس يوحنا بولس الثاني عن السّر الثالث بوضوح خلال تطويب الراعيَين في فاطيما عام 2000، بينما يواصل عالم الصحافة البحث عن أمور للحديث عنها.

وفي ختام المقابلة، توقّف العميد الفخري لمجمع دعاوى القديسين عند القيمة لا الدينية فقط لرسائل فاطيما، فقال إنّه لا يمكن فهم فاطيما بدون الإنجيل، والإنجيل هو قبل كل شيء رسالة إنسانية، إنسانية ومسيحية، ولا يمكن أبداً الفصل بين هاذين الجانبين، فكل ما هو إنساني حقيقي هو مسيحي وكل ما هو مسيحي هو بالضرورة إنساني، وليس الفصل بين الإنساني والمسيحي، بين المدني والديني، وكأنّهما في تناقض، سوى إحدى خطايا إنسان اليوم. وختم الكاردينال مارتينس حديثه معرباً عن ثقته في احتفال عظيم بالمائوية الأولى لظهورات السيدة العذراء، وأشار إلى أنّه ترأّس لمرتين الاحتفال السنوي في 13 أيار مايو وقد شارك في الاحتفال الأول 600 ألف حاج من جميع أنحاء العالم، ومع ذلك لم يكن يُسمع أي صوت حيث كان الجميع في تعبد وتأمل صامتَين ومؤثرَين.