الكاردينال شونبورن يتحدّث عن مشاركته في اللّقاء من أجل حماية القاصرين
"لا بدّ من تسليط الضّوء على فداحة الجرح الذي سبّبته التّعدّيات الجنسيّة على القاصرين من قبل بعض رجال الدّين الكاثوليك. كما أنّ هذا الوضع أيقظ حنينًا في قلوب المؤمنين تجاه الصّورة التي ينبغي أن تحملها الكنيسة، المدعوّة لتكون عظيمة ونقيّة في الآن معًا. وإنّ روح المجمعيّة في الكنيسة، فضلًا عن تقاسم الخبرات والتّجارب، يشكّلان الدّرب الوحيدة من أجل الخروج من هذه الأزمة؛ وأُذكّركم في هذا السّياق بدعوة البابا الأساقفة إلى تحمّل مسؤوليّاتهم على هذا الصّعيد.
وأنا لمستُ خبرةً قويّةً خلال الأعمال، كما سبق أن شاركتُ في أعمال سينودس الأساقفة لثلاث مرّات، لكنّ اللّقاء هذه المرّة مطبوع بالألم، لأنّ هذا الجرح أصاب الكنيسة برمّتها، لأنّه ليس جرحًا موضعيًّا.
والكنيسة مدعوّة اليوم إلى عيش الرّوح المجمعيّ وتقاسم الخبرات، والسّير معًا من أجل تخطّي الأزمة الرّاهنة. وإنّ فكرة البابا فرنسيس المتعلّقة بدعوة رؤساء المجالس الأسقفيّة في العالم كافّةً للمشاركة في هذا اللّقاء، تنبع من الحدس الجميل والعميق الذي يتمتّع به برغوليو، كما أنّ الشّهادات التي استمع إليها الأساقفة تُظهر أنّ المسؤوليّة ليست ملقاة على عاتق الأساقفة وحسب، إنّما تقع على شعب اللّه بأسره. والواقع رهيب فعلًا والجرح الذي أصاب الكنيسة عميق وخطير، وأُذكّركم بما قاله الكاردينال تاغل عندما اعتبر أنّه من هذا الجرح يمكن أن يولد تجدُّد حقيقيّ للكنيسة."
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البابا فرنسيس، وفي خطابه الافتتاحيّ يوم الخميس الفائت، أكّد أنّه إزاء آفة الاعتداء الجنسيّ التي يرتكبها رجال من الكنيسة ضدّ القاصرين، شاء هذا الاجتماع كي يصغي المشاركون معًا للرّوح القدس ويطيعوا إرشاده، فيسمعوا صرخات الصّغار الذين يطلبون العدالة. ولفت إلى أنّه يقع على عاتق الاجتماع، عبءُ المسؤوليّة الرّعويّة والكنسيّة، التي تجبر المشاركين على أن يتحاوروا، بطريقة مجمعيِّة وصادقة ومعمّقة، حول كيفيّة مواجهة هذا الشرّ الذي يُؤلِم الكنيسة والإنسانيّة. وذكّر البابا الجميع بأنّ شعب اللّه المقدّس ينظر إليهم وينتظر منهم، لا مجرّد إدانات اعتياديّة، بل إعداد إجراءات ملموسة وفعّالة. إنّه يطلب واقعيّة؛ وقال فرنسيس: لنبدأ مسيرتنا متسلّحين بالإيمان وبأقصى حدّ من روح الشفافيّة، والشّجاعة والواقعيّة. وأضاف فرنسيس إنّه يطلب من الرّوح القدس أن يُساند المشاركين في اللّقاء حول حماية القصارين في الكنيسة ويساعدهم في تحويل هذا الشّرّ إلى فرصة للاستيعاب والتّنقيّة.