العالم
18 آب 2023, 13:20

الكاردينال بارولين ترأّس في جنوب السّودان قدّاسًا إلهيًّا من أجل السّلام والمصالحة

تيلي لوميار/ نورسات
في إطار زيارته إلى جنوب السّودان، ترأّس أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين أمس الخميس قدّاسًا إلهيًّا في رمبيك من أجل السّلام والمصالحة.

إنطلق بارولين في عظته من قراءة اليوم من إنجيل القدّيس يوحنّا الذي يحدّثنا عن ترائي يسوع للتّلاميذ حين قال لهم "السَّلامُ علَيكم... خُذوا الرُّوحَ القُدُس. مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم". وقال بحسب "فاتيكان نيوز": 

"إنّ التّلاميذ قد تجمعوا خائفين في دار مغلقة الأبواب ولكن مخاوفهم تبدّدت ما أن جاء يسوع ووقف بينهم قائلًا: السّلام عليكم. إنّنا ومثل التّلاميذ الأوائل يمكننا أن نختبر هذا التّحوّل، وإنّ مخاوفنا يمكن أن تتحوّل إلى فرح بفضل حضور الرّبّ القائم الذي يأتي إلينا في الاحتفال بالقربان المقدّس. كلمات يسوع إلى التّلاميذ، السّلام عليكم، هي اليوم موجَّهة إلينا.

إنّ غياب العدالة والسّلام في حياتنا وفي العالم هو ما يخلق لدينا الخوف ومشاعر العجز. ليس من السّهل بلوغ السّلام والأمن لأنّ هذا يتطلّب التزامًا من قِبل الجميع. البشر يثقون بشكل أكبر في السّلام مقارنةً بالمغفرة، أيّ أننا نثق بشكل أكبر في أدواتنا لا في التّحوّل الذي يأتي من بركة الرّبّ القائم. الإختلافات وعدم الوفاق في عالمنا هي نتيجة أسباب كثيرة مثل اللّامساواة الاقتصاديّة والتّطلّع إلى السّلطة وتجاهل الآخر والأنانيّة والتّكبر وغيرها. إلّا أنّ المخاوف قد تأتي أيضًا من داخلنا، من شكوكنا وتساؤلاتنا. الإنسان حين يعيش في الخطيئة فهو يعيش في خوف، وحتّى حين يبدو قويًّا وناجحًا فليس هذا سوى قناع لأنّ الخطيئة تجعل الإنسان ضعيفًا وغير قادر على التّعاطف مع الآخرين في معاناتهم، أو على الكفاح من أجل العدالة والسّلام والشّركة، وعلى بناء جماعة أكثر أخوّة.

إنّنا وكي ننال مغفرة الله ولنسير على درب المصالحة علينا الاعتراف بخطايانا والابتعاد عن أساليبنا القديمة لندخل مع الرّبّ القائم جديد الحياة الذي حمله إلينا." 

وتحدّث أمين السّرّ "عن ضرورة التّخلّي عن طموحاتنا الشّخصيّة وعداواتنا، وأن ندرك أنّ أيّ ضرر يَلحق بأخ أو أخت هو ضرر للمجتمع بكامله يجعل السّلام حلمًا صعب المنال. فإن لم ننزع سلاح قلوبنا ونتخلَّ عن العنف كوسيلة لحلّ الاختلافات فسندمّر أنفسنا، وإن لم ننمُ معًا في أخوّة فسنفقد كلّ شيء وسنهلك." 

وذكَّر أمين السّرّ هنا بدعوة البابا فرنسيس إلى اللّاعنف باعتباره الأسلوب الوحيد لتجاوز الاختلافات وحلّ المشاكل.

وشدّد بارولين "على أنّ تصالح البشر مع الله وفيما بينهم هي جوهر الاحتفال بالأسرار"، فقال: "كوننا أعضاء في الكنيسة هو أكثر من مجرّد المعموديّة أو المشاركة السّلبيّة في الاحتفالات"، ودعا الجميع "إلى اتّباع خطى المسيح بلا خوف في بحثهم عن العدالة والسّلام".