الكاثوليك الساعون إلى إنهاء عقوبة الإعدام في الولايات المتّحدة بعدالة الله
نقترب بسرعة من نهاية العام الذي دعا فيه البابا فرنسيس كلّ واحد منّا إلى المشاركة في سمفونيّة للصلاة، استعدادًا لليوبيل 2025. في زمن مجيء الربّ يسوع المسيح هذا، لا يمكننا أن نتجاهل أنّ استعداداتنا لليوبيل تأتي وسط الكثير من عدم اليقين والانكسار والمعاناة في عالمنا. ومع ذلك، يجب علينا الآن أن نعمل على استعداداتنا النهائيّة قبل الانطلاق كحجّاج الرجاء.
تتطلب هذه الأوقات العصيبة أن نسعى إلى تعميق الرجاء في قلوبنا حتّى نتمكّن من مشاركته بسهولة أكبر.
على أيّ حال، قال البابا فرنسيس، في مرسوم إطلاق اليوبيل "الرجاء لا يخيّب" إنّ "المعمّدين جميعهم، بمواهبهم وخدماتهم، هم مسؤولون بشكل مشترك عن ضمان أن تشهد علامات الرجاء المتعدّدة على حضور الله في العالم".
ذكّرنا الأب الأقدس أنّ رجاءنا لا يخدع ولا يخيّب لأنّه يرتكز على اليقين بأنْ لا شيء أو لا أحد يمكن أن يفصلَنا عن محبّة الله.
عند استكشاف عمق رجائنا، قد نجد أنّ الاستقطاب والخوف قد شتّتا انتباهنا وأربكا بُوصلتَنا بعيدًا عن الشمال الحقيقيّ للرجاء المسيحيّ - رجاء ليس فاترًا أو سطحيًّا بل رجاءٌ راسخ "مولود من النعمة".
إلّم نكن راسخين في الرجاء، قد نسمح للسخرية أو اليأس بالتسرّب إلينا والقضاء على دورنا في بناء ثقافة الحياة وخدمة الصالح العامّ.
عليه، إنّ عام اليوبيل الوشيك يستدعي منّا شيئًا يتجاوز المألوف.
ومن هذا المتجاوز للمألوف أنْ كان البابا فرنسيس، دعا، إبّان التبشير الملائكيّ الأخير، إلى الصلاة من أجل السجناء المحكوم عليهم بالإعدام في الولايات المتّحدة - حتّى يتمّ تخفيف أحكامهم أو تغييرها...ثمّ اقترح أن نسأل أنفسنا أين نضع رجاءنا. هل نضعه في رحمة الله اللامتناهية؟ إذا كان رجاؤنا حقًّا في رحمته، فيجب أن نقول "نعم" لمشاركة رجائنا مع أولئك الذين نسيهم العالم أو يعتبرهم ميؤوسًا منهم.
قول "نعم" لمشاركة الرجاء يمكن أن يتّخذ أشكالًا عديدة، ونحن نستجيب لعمل الروح القدس. إحدى العلامات لهذه المشاركة، هي بناء ثقافة الحياة.
مثل العديد من الخدمات والمنظّمات الدينيّة، تعمل شبكة التعبئة الكاثوليكيّة على تطوير أدوات التعليم والدعوة والصلاة لرحلة اليوبيل من أجل دعم المؤمنين في الجهود المبذولة لتخيّل ثقافة الحياة هذه وبنائها، في خلال سنة النعمة وما بعدها.
لهذه الشبكة أنشطة عدّة ومنها ندوةٌ تبدأ عبر الإنترنت في 16 كانون الثاني/يناير 2025، عام اليوبيل، فتقدّم موارد عمليّة لتجهيز الكاثوليك لإدخال الممارسات التصالحيّة ضمن الأبرشيّات والخدمات. جنبًا إلى جنب مع اتّحاد خدمات السجون الكاثوليكيّة (CPMC)، تعمل الشبكة أيضصا على تطوير الموارد لليوبيل الخاصّ للسجناء في كانون الأوّل/ديسمبر 2025، بالتنسيق مع مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتّحدة.
تشمل انشطة العام 2025 التي تعمل الشبكة عليها سهرات الصلاة أيّام الجمعة في زمن الصوم الكبير، وتأمّلات الفترة عينها، والتساعيّة السنويّة...وقد بدأ بالفعل العمل اليوبيليّ الأوّل فأطلقت (الشبكة) عريضة تحثّ الرئيس جو بايدن على تخفيف أحكام الإعدام الفيدراليّة كلّها إلى فترات سَجن وإعفاء حياة 40 رجلًا ينتظرون حاليًّا تنفيذ حكم الإعدام الفيدراليّ.
مثل هذا العمل الشجاع من شأنه أن يجسّد روح الرحمة ونوع العدالة الذي يدعم كرامة الحياة، بغضّ النظر عن الضرر الذي تسبب فيه المرء.