دينيّة
12 شباط 2020, 14:00

القلق أوّلًا... فالرّحمة أخيرًا!

ماريلين صليبي
"يقدّم يسوع المسيح رحمته لمن يعيشون في قلق بسبب وضعهم المليء بالهشاشة والألم والضّعف. إنّه يدعو كلّ واحد إلى الدّخول في حياته ليختبر الحنان"... كلمات قليلة هي، نقلها البابا فرنسيس إلى البشريّة المتأرجحة بين الفساد الشّاسع والطّيبة الخجولة. كلمات قليلة بالعدد، إنّما سخيّة بالمعاني، كلمات عنوانها الأوّل والأخير الرّحمة ثمّ الرّحمة ثمّ الرّحمة.

في عالم بات الخطأ فيه شائعًا، والمحبّة استثناء، ها هو الحبر الأعظم يفتح للمؤمنين باب أمل ورجاء. فوسط أحزان المرء، أريج فرح يتطاير من كف المسيح، ووسط يأس البشريّة يلمع نور من قلب يسوع.

الحبر الأعظم يسعى من خلال كلماته المباركة أن يُطمئن العالم أجمع بأنّ المسيح معنا، وهو جاهز  باستمرار لتقبّل آثامنا بقلب متدفّق نار ودم ونور وماء، وهو ينتظر قرعَنا باب رحمته فيفتح ذراعيه ويحضن خطايانا بحبّ ورحمة لامتناهية.

لا خطيئة مميتة لدى الرّبّ متى أراد صاحب الخطيئة التّخلّص منها، فالعيش في النّدم والقلق المستمرّ من الآخرة المهلكة والسّعي الدّؤوب إلى نيل فيض الحنان والرّحمة هو الدّواء الشّافي لكلّ داء وهو سرّ الخلاص الوحيد.

الله لا يطيح بنظره بعيدًا عن حاجات أبنائه، بل ينتظر توبتهم بفارغ الصّبر، ليؤمّن المغفرة والتّوبة لمن تاق إلى الحياة الأبديّة والرّاحة الدّائمة.

هلّموا جميعًا إلى الخشية ومخافة الله، فنسير في درب الرّحمة والخلاص، هلّموا إلى الإيمان العظيم بأنّ كلّ المستحيل ممكن مع الرّبّ، هلّموا إلى الإصغاء إلى كلام البابا فرنسيس، كلام أشبه بنصائح متدفّقة كالشّلّال الذي يروي ظمأ قلوب المؤمنين.