دينيّة
11 حزيران 2018, 13:00

القلب الرّحوم.. قلب مخلَّص!

ماريلين صليبي
"إنّ القلب القادر على الرّحمة هو الدّواء الأفضل لعلاج العديد من الجراح".. كلام مبارك نطق به لسان البابا فرنسيس في تغريدة ليرسم مسيرة واضحة على القلوب أن تعيشها.

 

في كلامه المحيي هذا، أراد الحبر الأعظم أن يحدّد الدّواء الشّافي لجراح نزفت طويلًا، جراح نحتتها صعاب الأيّام على أجسادنا الهزيلة وفي نفوسنا الضّعيفة تاركة آثارًا مُرّة مؤلمة وموجعة. فالدّواء المُجدي لداء المرء بالنّسبة إلى البابا فرنسيس هو الرّحمة ثمّ الرّحمة ثمّ الرّحمة! والرّحمة هي المغفرة لمن أساء إلينا، هي الانفتاح على الآخر والقبول به، هي منح الفرص الثّانية، هي الخدمة والمساعدة، هي الصّدق والأمانة، هي الفرح والرّجاء، هي المحبّة اللّامتناهية.

الرّحمة إذًا هي نبع غزير يدفق أنهارًا من القيم والفضائل الّتي تليّن أشواك الدّروب الحياتيّة الطّويلة، ليسير فيها المرء بفرح وسلام.

كم هو سهل استئثار البغض بالقلوب! فالشّرّ أسهل الطّرق وأكثرها جذبًا للمرء! سهل أن نكره، أن نرفض، أن ندين، أن نجازي... غير أنّه مقابل هذه السّهولة هلاك، هلاك للنّفس والجسد في آن.

لنتّبع إذًا كلام البابا فرنسيس، فتصبح الرّحمة عنوانًا أساسيًّا لحياتنا، حياة نجعلها كتابًا ثمينًا يقصّ أمثالًا وأحداثًا ممزوجة بالخير.

لنكلّل تصرّفاتنا بالرّحمة أيضًا، فتكون الرّحمة تاج خلاص نعتمره بإيمان عميق، ونكون بدورنا أمراء على عرش المسيح، متربّعين بثبات في الإيمان العظيم؛ متذكّرين أنّ الرّحمة هي المفتاح الذّهبيّ، هي الخلاص من الأمراض المستعصية التي تبعدنا عن البِرّ، فلنتّحد بها ولنعبر فيها من ضفّة الهلاك إلى ضفّة الخلاص!