صحّة
26 أيلول 2022, 05:20

القضاء على جائحة كوفيد-19 ممكن من خلال الوصول العادل إلى الاختبارات والعلاجات واللقاحات

الأمم المتّحدة
هذه ثالث جمعية عامة للأمم المتحدة تنعقد في ظل جائحة كوفيد-19. وفي حدث رفيع المستوى عُقد على هامش المناقشة العامة للجمعية العامة، أكد المشاركون أن الجائحة لم تنتهِ بعد، بل وتستمر في التسبب بخسائر كبيرة في الأرواح وسبل العيش، لكن القضاء عليها ممكن من خلال التوزيع العادل للأدوات المتاحة.

وقد شارك الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في الحدث رفيع المستوى حول القضاء على جائحة كـوفيد-19 من خلال الوصول العادل إلى الاختبارات والعلاجات واللقاحات – وشدد على أن إدارة اللقاحات يجب أن تحتل الأولوية القصوى ومعالجة جائحة الظل المتمثلة في التردد في تلقي اللقاحات ومواجهة المعلومات الخاطئة بالحقائق المنقذة للحياة.

وقال: "نلتقي في وقت يواجه فيه عالمنا تحديات على جميع الجبهات. وقد تفاقمت معظم هذه التحديات – لا سيّما الفقر المتزايد وعدم المساواة – بسبب جائحة تستمر في تقويض الحياة وسبل العيش والاقتصادات."

وفيما لم يسلم أي بلد منها، أشار السيد غوتيريش إلى أن البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تعاني من أسوأ الآثار.

"تقدم ملهم"

في نفس الوقت، تطرق الأمين العام إلى بعض التقدم الملهم. وأوضح بالقول: "نشهد ارتفاعا في تغطية التطعيم في جميع البلدان – لا سيّما بين السكان المعرّضين لمخاطر عالية."

وقال إن 10 دول، معظمها من البلدان التي تواجه حالات طوارئ إنسانية، لا تزال تغطية اللقاحات فيها أقل من 10 في المائة. لكن في المتوسط، قامت البلدان بتطعيم 75 في المائة من العاملين في مجال الرعاية الصحية وكبار السن.

وقال إن ثمّة أدوية مضادة للفيروسات الفموية الجديدة في طريقها إلينا. وإلى جانب الاختبارات، سيوفر ذلك مسارا واضحا لمنع الوفيات بين الفئات الأكثر ضعفا، "لكن يجب إتاحتها للجميع."

وتعمل البلدان بشكل متزايد على دمج تدابير كوفيد-19 في الخدمات والبرامج الصحية الروتينية.

أما الدروس المستفادة من هذه النجاحات فهي واضحة: "الفيروس قابل للعلاج. ويمكننا إنقاذ الأرواح. ويمكننا السيطرة على الفيروس – حتى بين السكان الأكثر عرضة للخطر."

ثلاث فجوات كبيرة

دعا الأمين العام إلى سدّ ثلاث فجوات كبيرة، الأولى فجوة الجرعات المعززة، وقال: "تظل تغطية اللقاحات المعززة منخفضة في كل مكان."

ولكنّ البلدان منخفضة الدخل على وجه الخصوص لا تزال تجد صعوبة – حيث تم تقديم الجرعات الكاملة والمعززة إلى 35 في المائة فقط من العاملين في مجال الرعاية الصحية و31 في المائة من السكان الأكبر سنا.

وثانيا، دعا إلى سدّ فجوة الاختبارات. إذ تنخفض معدّلات الاختبار في كل مكان، مما يعرّض العالم لمتغيّرات الفيروس ويقوّض إيجاد العلاجات الجديدة.

وقال السيد غوتيريش: "إن إعطاء فرصة لهذه الأدوية الجديدة يعني توسيع نطاق تغطية الاختبارات والعلاج بشكل كبير، خاصة بالنسبة للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل."

وثالثا، دعا إلى سد فجوة التأهب. وقال إن الوقت حان لتعزيز الدفاع ضد التهديدات المستقبلية من خلال الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر، وقدرات التصنيع والتشخيص المحلية، وقوى عاملة صحية جيدة الأجر ومجهزة جيدا.

"لا ينبغي أن نجد أنفسنا في وضع لم نكن مستعدين له مرة أخرى."

وشدد على أن الوقت حان لبناء الزخم السياسي لإنهاء المهمة المتعلقة بكوفيد-19.

النهاية تلوح في الأفق

قدّم د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، كلمة خلال الحدث، وقال إننا لم نكن أبدا في وضع أفضل لإنهاء كوفيد-19 كحالة طوارئ صحية عالمية. فعدد الوفيات الأسبوعية المبلغ عنها يقترب من أدنى مستوى له منذ تفشي الجائحة. وتم تطعيم ثلثي سكان العالم، بما في ذلك 75 في المائة من العاملين الصحيين وكبار السن.

"لكن هذه الأرقام العالمية المشجعة تخفي الفوارق التي تعرّضنا جميعا للخطر."

وفسّر ذلك بأنه تم تطعيم 19 في المائة فقط من سكان البلدان منخفضة الدخل مقارنة بـ 75 في المائة في البلدان ذات الدخل المرتفع.

"أوجه عدم المساواة هذه ليست مجرّد خطر على أولئك الذين تؤثر عليهم بشكل مباشر، إنها تشكل خطرا علينا جميعا."

وأوضح أن إنهاءها أمر ضروري من أجل القضاء على الجائحة.

بحسب منظمة الصحة العالمية، منذ اجتماع الجمعية العامة العام الماضي، قدّم مرفق كوفاكس للتوزيع العادل للقاحات ما يقرب من 1.5 مليار جرعة لقاح، وقام بدعم 68 دولة جديدة للوصول إلى تغطية تطعيم لا تقل عن 40 في المائة.

وشدد د. تيدروس على أن الأدوات لإنهاء المرحلة الحادّة من الجائحة متوفرة، "لكن فقط إذا قمنا بتطعيم جميع العاملين الصحيين وكبار السن، مع الاستمرار في الاختبار وتوسيع نطاق الوصول إلى مضادات الفيروسات الفعّالة."

وأشار إلى أن ذلك لا يعني أن الفيروس سيختفي. "هذا يعني أن البلدان ستكون قادرة على الانتقال إلى إدارته جنبا إلى جنب مع أمراض الجهاز التنفسي الأخرى."

وأكد أن ثمّة ثلاث أولويات، أولها سد فجوة التطعيم خاصة بين الأكثر عرضة للخطر. وثانيها، زيادة الرصد والاختبار والتسلسل.

أما ثالث أولوية فهي التأكد من أن الأدوية المضادة للفيروسات المنقذة للحياة متوفرة في كل مكان.

وقال: "لم نصل إلى هناك بعد، لكنّ النهاية تلوح في الأفق."

اليونيسف: جهود القضاء على الجائحة لا ينبغي أن تكون على حساب الأطفال

في كلمته أمام الحضور، قال عمر عبدي، نائب المديرة التنفيذية لليونيسف، إنه منذ عام 2020، شحنت اليونيسف أكثر من 1.2 مليار قطعة من معدّات الحماية الشخصية لحماية العاملين في الخطوط الأمامية والعاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم في 142 دولة.

وتابع يقول: "خطوة بخطوة نحقق تقدما – لكننا بحاجة إلى الحفاظ على الزخم لحماية العالم من الزيادات المفاجئة في المستقبل والمتغيرات الجديدة."

وحذر من أنه ما دامت التغطية غير عادلة وطالما ظلت المجتمعات غير محمية ومحرومة، فإن الجائحة ستستمر وكذلك المخاطر التي تشكلها على الأطفال.

وأوضح أن الأطفال من بين أكبر ضحايا الجائحة، فقد كانت الآثار الثانوية للجائحة على صحة الأطفال وتعليمهم ورفاههم مدمرة.

وأشار إلى الاضطرابات التي أحدثتها الجائحة في التطعيم الروتيني. وقد أظهرت البيانات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية واليونيسف مؤخرا أنه في عام 2021 وحده لم يتلق 25 مليون طفل لقاحات ضد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي.

وأكد أن جهود القضاء على الجائحة لا ينبغي أن تكون على حساب الأطفال.